جمعية أصدقاء داعش ! | محمد بتاع البلادي

  • 9/7/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

•القناعات أشد خطراً من الأكاذيب والشائعات .. فالشائعة عمرها قصير مهما طال .. لكن القناعات أشبه بصناديق مقفلة تتوارثها الأجيال كما تتوارث أسماءها ،وتستميت في الحفاظ عليها ،دون حتى أن تحاول معرفة ما بداخلها ! .. رغم أنها- وأعني القناعات - غالباً ما تكون مجرد مفاهيم مغلوطة، تلفعت برداء ديني أو عقلي ، لتحتمي به من نقد العقل ومراجعاته .. بعد أن يكون الزمن قد أكسبها لوناً تراثياً يحميها من سلطان العقل على طريقة ( هذا ما وجدنا عليه آباءنا ) !. • كلما ازدادت نسبة المُسلّمات على نسبة ما يُخضع للتجربة والنقد والتفكيك والمراجعة في مجتمع ، زادت نسبة الجمود والتخلف في ذلك المجتمع .. ومن أسف أن العرب مازالوا يعيشون داخل سجون كبيرة من المسلّمات التي لا أقول أن كلها خاطئة ،لكنني أجزم أن نسبة كبيرة منها هي السبب في بقائهم قريباً من نقطة الصفر التي لم يتجاوزوها منذ عصر الخوارزمي ! . وما الرواج الكبير لفكر (داعش) وللتطرف عموماً إلّا شاهدٌ لا يقبل الطعن على أننا نعيش بالفعل وسط غابة من القناعات السلبية التي رغم قدمها إلا إنها لازالت تعمل بكفاءة ،وتبطل كل محاولاتنا نحو التقدم !. •أخطر أنواع القناعات وأشدها شراسة هي التي ترتدي لباس الدين ..لأن سلاح الردع هنا يكون ( التكفير ) المفضي أحياناً إلى (القتل) ! ..رغم أن الأمر- موضع الخلاف - لا يعدو كونه اجتهاداً فقيهاً ، تأثر بظروف بيئته وعصره ‫.. فتفاسير السلف وفقههم لم تكن خطأً أو صواباً مطلقاً، بل صواب نسبي ، نسبة إلى ذلك الزمن وتلك البيئة ‫، وإعادة النظر فيه بناءً على معطيات اليوم قد تعطي معاني جديدة لنصوص القرآن ‫.‫ فالمتغيرات في فهم النصوص -كما قال بعض العلماء - مقبولةً عند الله وإن تناقضت ‫،ذلك أن النص ثابت مطلق والفهم متغير نسبي‫.‫‫ • الأمم التي وضعت مبدأ النقد أولاً هي من تقود مسيرة العالم الآن .. و من العجيب أن نكون من شهود هذه التجربة العالمية كل ليلة ، ثم نصحو في الغد على (طيش عربي ) جديد يعيدنا للمربع الأول .. لكن الغرابة تزول عندما نجد مدارسنا العربية لازالت تُربي العقول على الإتّباع لا على الإبداع ، وعلى التقليد لا التفكير ،وعلى العاطفة لا العقل .. فلابد أن تكون النتيجة مخلوقات (نصف جاهلة) تعتقد أن سقف العقل قد توقف عند حدود فهم السلف ، وأن العلم انتهى بنهايتهم .. هؤلاء هم أعضاء (جمعية أصدقاء داعش) الذين يجاهدون لإبقائنا أمة جامدة متخشبة .. لا تقدم للعالم شيئاً – رغم ثرواتها الهائلة - سوى القتل والشتم ولعن الآخرين .! m.albiladi@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :