"صحافة الأطفال" حل لمواجهة الأفكار المتطرفة مبكرا بقلم: أحمد جمال

  • 11/3/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

عدد مجلات الأطفال الموجودة حاليا لا تتماشى مع نسبة الأطفال في المجتمعات العربية والتي أضحت بحاجة إلى أساليب عديدة ومتنوعة لحمايتها من التدخلات الخارجية التي تستهدف السيطرة على عقولهم. بالنسبة إلى الحالة المصرية فإن عدد الأطفال في الفترة العمرية ما بين العام والـ18 عاما بلغت حوالي 37 بالمئة من إجمالي عدد المواطنين البالغ عددهم 95 مليونا داخل مصر، بحسب إحصاءات أخيرة لجهاز التعبئة العامة والإحصاء (هيئة حكومية).في مصر تنبهت مؤخرا جهات عدّة حكومية وخاصة لأهمية صحافة الأطفال، وبدأت في اتخاذ مجموعة من الخطوات للتعامل مع الأزمات التي تحاصرها وهو أمر ينطبق أيضا على معظم البلدان العربية والتي تشير أرقام العديد من خبراء الاقتصاد فيها إلى أن تعداد الأطفال فيها يقترب من الثلث تقريبا، ورغم ذلك فإن مجلات الأطفال التي تصدر وتوزع قليلة، إضافة إلى أن بعضها يطبع ما لا يزيد عن عشرة آلاف نسخة توزع في كافة أقطار الوطن العربي. وأضافت حافظ في تصريحات لـ”العرب”، أن الارتكان إلى مسألة اندثار مجلات الأطفال بسبب المنصات التكنولوجية الحديثة يعدّ أمرا غير مقبول، ولا يستهدف بقاؤها فقط الوصول بأفكار معينة إلى عقول الأطفال بقدر أنها تنمي ارتباط الطفل بالقراءة بشكل عام، وعدم تركه فريسة بيد التكنولوجيا التي تصعب من خلالها السيطرة على الأفكار التي تستقبلها عقول الأطفال. وأشارت إلى أن استمرار المطبوعة الورقية يستهدف الوصول إلى القرى والنجوع الصغيرة والتي لا تزال تعاني من أمية تكنولوجية، وأن تلك المناطق تستغلها التنظيمات المتطرفة لتوجيه خطابات تستقطب أكبر عدد من الشباب والأطفال،. ويذهب العديد من المهتمين بصحافة الأطفال للتأكيد على أن هناك إشكاليات كثيرة تقف عائقا أمام استمرار صحافة الأطفال المطبوعة، منها ندرة الكوادر المدربة على هذا النوع من الصحافة، وعدم اهتمام المعلنين بتوجيه استثماراتهم الدعائية نحو تلك المجلات لضعف توزيعها ومحدودية انتشارها بفعل قلة الأعداد المطبوعة منها. وتكمن المشكلة الحقيقية التي تواجه صناعة صحافة الأطفال في عدم وجود دراسات أكاديمية تستهدف السوق واحتياجاته والمواقع التي من المفترض أن توجه إليها المجلات، كما أن التفاوت الكبير في الفئات العمرية التي تستهدفها والتي تصل إلى 18 عاما يجعل أهدافها غير واضحة المعالم، من دون أن تكون هناك رؤية مستقبلية تشكل وجدان كل طفل على حسب المرحلة العمرية التي ينتمي لها. وقال فواز أحمد، المستشار الفني لمجلة “نور” المصرية التابعة للأزهر، إن مجلات الأطفال أغلبها يعاني من ندرة وجود رسامين متخصصين لمخاطبة عقول الصغار، بعد أن هجر المهنة أغلب الفنانين بسبب صعوبة الأوضاع المادية، بجانب الثقافة السائدة لدى أغلب المؤسسات الصحافية والتي تنظر إلى مطبوعات الأطفال على أنها تمثل خسارة اقتصادية فادحة بالنسبة إليها. وأضاف أن ارتكان غالبية المجلات التي إلى الرسومات المترجمة تسبب في أزمات نفسية عديدة للأطفال بعد أن وجدوا أن هناك فروقات هائلة بين ما يتم تقديمه في الخارج وبين القضايا التي تقدم لهم.

مشاركة :