يوم الثلاثاء 30 شوال 1435هـ كنا على موعد مع التميز، ليس فقط تميز الحفل في كل تفاصيله، بل تميز الأميرين، بالنهج الأخلاقي والقيمي والاحتفالي الراقي دون بهرجة وموائد عشاء باذخة، بل حفل بديع حد الإبهار. الحفل الذي أقامته إمارة منطقة مكة المكرمة وأميرها الشاب المثقف الطموح الخلوق مشعل بن عبدالله بن عبد العزيز، رئيس اللجنة العليا لجائزة مكة للتميز، احتفاء بالأمير الشاعر المبدع خالد الفيصل، تميز في الالتزام بالوقت المحدد، وهو نادراً ما يحدث في مثل هذه الاحتفالات التي يحضرها مسؤولون على هذا المستوى، تميزت الكلمات بالإيجاز والبلاغة، وانحصرت في كلمتي الأميرين. تميز العرض لفيلم الجائزة ومراحل تطورها بالصورة التي تحكي عن الجائزة ومستحقيها رجالاً ونساء ومؤسسات، والفيلم الآخر استعرض جهود أمير منطقة مكة المكرمة السابق الأمير خالد الفيصل بالأضواء والصوت والصورة. أما تميز الأميرين فقد تجلى منذ الوهلة الأولى للاستقبال والتوديع، خلقاً وتواضعاً، فكراً وثقافة، أبهرت مجتمع منطقة مكة المكرمة؛ تميز الاستقبال الحافل من الأمير المغادر للأمير القادم، وتميز توديع الأميرمشعل بن عبدالله أمير المنطقة للأمير الذي يتفرغ لمهمة عظيمة وحمل حقيبة التعليم الثقيلة المشحونة بالمشكلات والانتقادات ثم أصبح الأمل معقوداً على فكره ورؤيته وحزمه وحسمه للقضاء على منظومة البيروقراطية التي تحكم قطاع التعليم ليواكب متطلبات العصر ويسير في ركب الأمم المتقدمة. الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة السابق الذي أسس جائزة مكة للتميز بفروعها الثمانية، يحصد الجائزة بفروعها الثمانية لتميز المشاريع التي واكبت فترة توليه إمارة منطقة مكة المكرمة ( وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان )منتهى التميز في رؤية الأمير مشعل بن عبد الله ضمنها كلمته، فتحدث عن بصمات الأمير خالد في منطقة مكة المكرمة ولمساته الجمالية، نجاح موسم الحج تجربة عالمية في إدارة الحشود وتوفر الخدمات وتكامل العمل بين القطاعات المختلفة والتميز في التخطيط والتنفيذ، إداري، عمراني، بيئي، اقتصادي، ثقافي،اجتماعي، علمي تقني. التميز، أن يقدم الحصاد كاملاً لمن غرس الغراس بيديه، وقدم ثماره بيديه للمتميزين من أبناء المنطقة، وكأنه يحيي في الأذهان عبارة ( من زرع حصد ) وأنا أزعم أن الأمير خالد لم يدر بخلده يوماً أنه سيأكل من حصاد يده يوماً، لأنه زرع جائزة مكة للتميز لتنمية المنطقة والتحفيز على التميز والإبداع،مع أن الحصاد الذي تعلمناه في مادة القراءة في جملة ( من زرع حصد ) تحت صورة مزارع يغرس نبتة خضراء، حصرت الحصاد ليس فقط في النبات بل أن الحصاد سيئول حتماً للزارع! تلك الصورة ربما تغيرت الآن في المناهج، ولكن المعنى الذي ترسخ في أذهاننا وقتها عندما كنا صغاراً ربما هيمن على سلوكنا فأصبحنا نسأل عن المقابل في كل فعل وحركة حتى الابتسامة نفعلها كي نحصل على الأجر، ومع نمو المفاهيم وتوسع مفهوم الغراس والحصاد ليشمل كل شيء في الحياة بخيره وشره؛ فمن يزرع خيراً يحصد خيراً ومن يزرع شراً يحصد ثماراً مراً، الا أن الصورة النمطية للحصاد ربما هي التي دمغت أفعالنا ومبادراتنا وعطايانا وهدايانا، لكن الأميرين رؤيتهما أعمق وأبعد؛ عندما غرس خالد الفيصل الجائزة لم يطمع في حصادها، وها هو مشعل بن عبدالله، وهو يتولى مقاليد الأمر في المنطقه بما فيها الجائزة التي آلت رئاستها إليه، يرصد ويحصى ويقوٍم ويقدر تميز سلفه، وما تركه من بصمات متميزة في كل جزء، وفي كل مدينة وقرية، يجمع حصاد الجائزة ويقدمه في حفل بهيج لمن يستحقها حقاً في دورتها السادسة. ولأن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وضع بيديه غراس جائزة التميز لمنطقة مكة المكرمة منذ تولى مسؤولية الإمارة، تقديراً وتكريماً للمساهمات المتميزة لأبناء المنطقة وتحفيزاً على التميز، ووضع لها ثمانية فروع، كي تكون شاملة كل الأنشطة البشرية المتميزة فهو اليوم يحصد هذه الثمار كلها مجتمعة تكريماً لتميزه في إدارة منطقة مكة المكرمة في ظروف ربما تكون الأسوأ في تاريخ المنطقة نتيجة الفساد الذي أدى الى كوارث سيول جدة ومشكلات عديدة استطاع احتواءها بحنكة رجل إدارة وفطنة حكيم وعقل مثقف ووجدان شاعر ورهافة فنان. عندما ألقى كلمته دارت رؤوسنا وتلاقت أعيننا نحن النساء في قاعة الحفل التي اكتست البياض تعبيراً عن هذه القلوب التي تنبض في صدري الأميرين وفي قلوب الحضور رجالاً ونساء حباً وتقديراً وفخراً بهذا التقدير والتكريم والعلاقة الوثيقة بين الأميرين الكريمين. كلمة سموه لم تكن مما اعتدنا عليه من الخطب المحشوة بالعبارات الفارغة من المعاني، بل كانت قصيدة بليغة ضمنها كل ما يعتمل في صدره من حب وفخر وامتنان بالمليك أولا ( ملك التميز، قائد الطموح، رائد المبادرات والإنجازات خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز) حتى وصل الى الجائزة فقال: ( الجائزة تحية كريمة من أمير كريم ولفتة نبيلة من مجتمع نبيل وأعلم أني لست بأفضلكم ولكني حظيظ بكم، بالأمس أعنتموني واليوم تكرموني فكيف يوفيكم الشكر بياني وأنتم نبع البيان والتقدير، وكيف أعبر لكم عن امتناني وأنتم آية التعبير) nabilamahjoob@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (27) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain