في ظل مشاركة عربية وأجنبية وتحت حراسة أمنية مشددة، أنهى ملايين الشيعة في العراق، اليوم، مراسم أربعينية الإمام الحسين، الذي قتل في واقعة الطف قبل 14 قرناً، في مدينة كربلاء. وبلغت ذروة إحياء المناسبة اليوم قرب ضريح الإمام الحسين وسط كربلاء، التي وصل إليها ملايين الشيعة من العراق وعدد من الدول، من بينها لبنان وإيران وباكستان والهند والكويت والبحرين والمغتربون العراقيون في مختلف دول العالم. وفي تقليد سنوي آخذ بالاتساع، وصل معظم الزوار إلى مرقد الإمام مشياً على الأقدام، قاطعين مئات الكيلومترات من جميع المدن الشيعية في أقصى جنوبي العراق ووسطه وشرقه. ووصف رئيس الحكومة حيدر العبادي، في خطاب متلفز إحياء الأربعينية بأنها «صورة ناصعة عن حقيقة بلدكم الذي يشهد أكبر تظاهرة بشرية آمنة على طول آلاف الكيلومترات، وعن شعبكم الذي يقاتل وينتصر وتتواصل الحياة في مدنه الآمنة». وتعهد العبادي بالانتصار على الفساد مثل الانتصار على «الإرهاب»، مؤكداً أنه سيفي بكل عهد قطعه، وسيحقق طموحات العراقيين بالتعاون وبنفس الروح التي شهدتها عمليات التحرير والنصر وتوحيد العراق. وجدد نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي دعوته للحفاظ على وحدة العراق ورفض تقسيمه، معتبراً أن «الشعب الذي قدم التضحيات في معركته المقدسة ضد قوى الإرهاب، يقف اليوم صفاً واحداً من أجل حماية حقوقه وحرياته». إلى ذلك، هاتف نائب رئيس حكومة إقليم كرستان قوباد الطالباني نجل الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني، أمس، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وطلب منه «التوسط» لإجراء حوار مع الحكومة الاتحادية. وإذ أكد الصدر، بحسب بيان لمكتبه، أن استفتاء الاقليم لم يكن دستورياً ولا يمكن التمسك بالدستور بدون إلغائه، أوضح للطالباني أنه بشأن موضوع الموازنة الاتحادية، فإن «الدولة تمر بظرف اقتصادي صعب والشعب في الجنوب والوسط لا يختلف حالاً عن الإقليم من هذه الناحية إن لم يكن حالهم أصعب»، مؤكداً على «عدم زج الشعب وحياة المواطنين واستقرار معيشتهم في الصراعات السياسية». في السياق، أعلن مكتب برلمان إقليم كردستان في محافظة كركوك، «تعليق أعماله في المحافظة مؤقتا والانتقال إلى أربيل»، موضحاً أن قراره مؤقت بسبب الأوضاع الحالية والخشية على حياة منتسبيه. وأشار إلى أن المكتب، الذي افتتح افتتح العام الماضي ليكون حلقة وصل بين أهالي كركوك والبرلمان، «تعرض لاعتداءات وانتهاكات وتم سلب ونهب معظم الملفات والأجهزة الموجودة فيه، بالإضافة إلى أنه ليس بإمكان المكتب فوق ذلك كله رفع علم كردستان». خارجياً، استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد اليوم وزير الخارجية إبراهيم الجعفري واستعرض معه أبرز القضايا التي تهم بغداد والدوحة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية وتجاوز التحديات أمام المنطقة العربية، وأشاد بدور العراق الدبلوماسي في تجاوز التحديات التي تواجه المنطقة. وأكد الجعفري لأمير قطر عدم تبني العراق سياسة «المحاور»، مشيراً إلى سعيه لتوظيف علاقاته «المتميزة» في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، مشدداً على أن العراق الغني بالثروات المتعددة تجاوز مرحلة الحرب وسيبدأ مرحلة إعادة الإعمار ويتطلع لاستمرار دعم الدول الشقيقة والصديقة له.
مشاركة :