عبدالمالك أشبهون يرصد ظاهرة التطرف الديني في الرواية العربية

  • 11/11/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نشر الناقد المغربي د. عبدالمالك أشهبون أخيرا دراسة بعنوان "ظاهرة التطرف الديني في الرواية العربية"، وذلك ضمن ملف حول "الرواية العربية في مواجهة التطرف الديني" ساهم فيه ثلة من المثقفين العرب. وقد عكف على إعداد هذا الملف لفائدة مجلة "ذوات" الثقافية الإليكترونية التي تشرف عليها مؤسسة مؤمنون بلا حدود، بتنسيق مع رئيسة تحرير المجلة سعيدة شريف، وقد تواصلنا معه لمعرفة أبعاد هذه القضية ورؤيته فيها. أكد أشهبون أنه من خلال عنوان الدراسة "ظاهرة التطرف الديني في الرواية العربية" نتعرف جليا على أن ما يجري في عالمنا العربي من أحداث، لها ارتباط وثيق بالتعصب الديني، وأن هذه الظواهر لم تعد معزولة في الزمان والمكان، بل أصبحت ظاهرة تلقي بكلكها الثقيل على كاهل مجتمعنا العربي من المحيط إلى الخليج، ويتعلق الأمر بما ابتلي به العالم العربي الإسلامي في العقدين الأخيرين من تطرف ديني غشيم، استشرى كالداء العضال في جسم أمتنا العربية، وانتقلت العدوى إلى شعوب وأمم أخرى، بحيث أصبح العالم لا يرى في ظاهرة الإرهاب والتطرف والتشدد سوى ذلك الرجل العربي الملتحي القادم من الصحراء، وليس في ذهنه سوى شيء واحد، تفجير نفسه وهو يصرخ في العالمين: "الله أكبر"، معتقدا بذلك أن هذا السلوك الديني المنحرف وحده الكفيل بنيله الشهادة وهو أقصر طريق يعبره إلى الجنة الموعودة حيث الحوريات كاللؤلؤ المكنون. ولفت إلى أن موضوعة التعصب الديني لم تكن حاضرة في الإبداع الروائي في العقود الماضية، لسبب بسيط وهو أن المجتمع العربي، قبل ظهور علامات التطرف الديني، عاش تجربة رائدة وتراثا مميزا في الوحدة بين الأديان، والتعايش الأخوي الحميم بين الطوائف الدينية، والتسامح مع الاختلافات المذهبية، جعله بحق، مجتمع الأسرة الواحدة الذي تذوب فيها الاختلافات والتضاربات الدينية لصالح انتماء عربي متماسك بحيث أصبح الدين، إسلاماً ومسيحية، عامل وحدة أساسي وليس عامل فرقة وتفتيت أو تضاد وصراع. وقال أشهبون "لكن الرواية العربية، باعتبارها مرآة لما يعتمل في ظاهر وباطن المجتمع من ظواهر كان لا بد أن تسجل ـ روائيا ـ انتشار وباء اللاهوت الظلامي المنغلق والمتشدد، ومطاردة الثقافة العقلانية، وهذا الوباء الأسود هو الذي حدا بمحاكم التفتيش في وطننا العربي من مصادرة كتاب.. ومنع.. ومحاكمة، بل وصادر الحق في الحياة لمجموعة من الكتاب الذي اغتيلوا، أو نجوا من محاولة الاغتيال، أو الذين هجروا من ديارهم لهذا السبب. وحول معالجة الرواية العربية الظاهرة التطرف رأي أن الأمر الظاهر أن الكثير من الروايات تتشابه في معالجة ظواهر التطرف الديني، خصوصا في وصف شخصية المتطرف من حيث طبيعة اللباس واللحية، وكذلك اعتبار المكان الذي تتم فيه تعبئة المتطرفين عادة ما يكون هو المسجد، أما نهايات الكثير من تلك الروايات، فجاءت على شكل تفجيرات في الملاهي أو المقاهي أو في مرافق عمومية أخرى. وأضاف "غير خفي أن هذا التشابه يعكس لنا، في العمق، دور الصورة الإعلامية السلبية، التي ما فتئ ينقلها الإعلام الغربي، بآلته الدعائية الرهيبة التي تكتسح كل البيوت، كما يظهر بوضوح التأثير المباشر لصورة أحداث 11 سبتمبر/أيلول، وغيرها من التفجيرات التي وقعت في أوروبا والتي كانت مصدرا أكبر لتشكيل صورة المتطرف في الرواية العربية، لكن تأكيدها في ذهن المتلقي العربي من خلال الخطاب الروائي، وجعلها تطغى على أنماط الصور الأخرى للمتطرف في ثقافتنا العربي، هو يشكل نقطة ضعف هذه الروايات التي تناولت هذا الموضوع، وسارت على نهج الرؤية الغربية خطوا بخطو". وأشار أشهبون إلى أن هذه الروايات التي عالجت ظاهرة التطرف أعادت إلى الواجهة الكثير من الجوانب الخطيرة التي تنخر مجتمعنا العربي من جراء هذا الداء العضال، ومن أبرز تلك الجوانب ما يسود من اقتتال طائفي بين أفراد الأمة العربية، وكأن المسلم ليس له أية مشاكل أخرى في هذا العالم، اللهم وجود مواطنين آخرين لا يسيرون على نهج دينه أو طائفته أو ملته. وأوضح أن "الاستماع إلى ما تقوله هذه الروايات، واجب من طرفنا جميعا، أفراد ومؤسسات وحكومات، لنعرف إلى أي مدى يمكن أن يصل إليه خطاب الهويات القاتلة الداعي إلى الفصل العرقي والإثني، وخطورة اختراع آخر عدو من داخل أبنية الثقافية نفسها بل من الدين نفسه، وهنا نشير إلى الصراع التاريخي المعروف بين السنة والشيعة، والذي يحيل على مشكلة خلافة الرسول في سدة الحكم، حيث ظل هذا الصراع يشتعل وتنطفئ جذوته، بين السنة والشيعة، حسب توفر شروط إذكاء هذا الصراع أو إخماد جذوته. هكذا ترتسم حدود العداوة داخل الهوية الواحدة، والدين الواحد، وهنا يظهر الآخر باعتباره جزءا من الذات كأنها في انقسام وانشطار وتصدع وانشقاق، ولا يحسم النتيجة في هذا الصراع إلا إلى النزعة التطهيرية، بما فيها لتأكيد هوية طائفية مطلقة". وحول تداعيات التطرف الديني على الآخر الغربي أكد أشهبون إن نقل صورة العربي باعتباره إرهابيا على العموم، وصف يتسم بالسلبية وعدم الدقة أو حتى عدم الصحة على الإطلاق، حيث يتم تلوين الحقائق بما يؤدي إلى تشويه صورة الآخر مما يعمق مفهوم الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام) في الغرب بصفة عامة، من خلال الترويج لاتهامات معلنة أو ضمنية تساوي بين الإسلام والتطرف، يقابل هذه الصورة رد فعل أقليات مسلمة تجابه الرفض بالرفض، وتتمحور حول الأنا، وتتشرنق حول الذات، مما يؤدي بها إلى تحويل تلك الصور النمطية الرائجة عن المسلم إلى حقيقة على أرض الواقع. وعن بيبليوغرافيا روايات الإرهاب الديني التي اعتبرها أولية قال عبدالمالك أشهبون "إنها الروايات التي حاولت حصرها في الفترة (1974 ـ 2017) والتي تتناول موضوع التطرف الديني باعتباره موضوعا رئيسا في الرواية العربي، وقد رتبت عناوين الروايات من منطلق البلد الذي أنتج أكبر عدد من الروايات في هذا الموضوع في حدود علمي طبعا، وهي كالتالي: مصر: • عبدالمقصود محمد: "سرية قندهار"، دار غراب للنشر والتوزيع، مصر 2016. • هاجر عبدالصمد: "حبيبي داعشي"، منشورات أكرم الشريف، تونس 2015. • أحمد حسين: "قندرهار"، دار أوراق للنشر والتوزيع، القاهرة 2015. "ابن الطائع"، دار أوراق للنشر والتوزيع، القاهرة 2014. • عمار على حسن: "السلفي"، الدار العربية للنشر، القاهرة 2014. • صبحي موسى: "أساطير رجل الثلاثاء"، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2013. • إبراهيم عيسى : "مولانا"، دار بلومزبري للنشر، مؤسسة قطر للنشر 2012. • محمد المنسي قنديل: "قمر على سمرقند"، دار الشروق للنشر والتوزيع، القاهرة 2011. • عمارة لخوص: "القاهرة الصغيرة"، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت 2010. • يوسف زيدان: "عزازيل"، دار الشروق، القاهرة 2008. • يوسف القعيد: "قسمة الغرماء" دار الساقي، بيروت 2004. • علاء الأسواني: "عمارة يعقوبيان"، مكتبة مدبولي، القاهرة 2002. • فتحي غانم: "تلك الأيام"، مكتبة الأسرة، مصر 1999. • فتحي غانم: "الأفيال"، دار روز اليوسف، مصر 1998. • عبدالحكيم قاسم: "المهدي وطرف من خبر الآخرة"(روايتان)، دار التنوير، مصر 1984. الجزائر: • عز الدين جلاوجي: "العشق المقدنس"، دار الروائع للنشر والتوزيع بسطيف 2014. • عز الدين مهيوبي: "إرهابيس، أرض الإثم والغفران"، دار المعرفة، الجزائر 2013. • واسيني الأعرج: "مملكة الفراشات"، مجلة: "دبي الثقافية" الإمارات العربية 2013. "حارسة الظلال أو دونكيشوت في الجزائر"، بالفرنسية 1996- بالعربية، دار الجمل، المانيا 1999. "سيدة المقام" ، دار الجمل ـ ألمانيا 1995. • ياسمينة خضرا (محمد مولسهول): "خرفان المولى"، ترجمة: محمد ساري، "دار الفارابي للنشر والتوزيع" بيروت، ومنشورات "سيديا للطباعة والنشر والتوزيع"، الجزائر العاصمة 2010. "سنونوات كابول"، ترجمة: نهلة بيضون، دار الفارابي للنشر، بيروت، 2007. • محمد ساري: "الورم"، منشورات الاختلاف، الجزائر، 2002. • مرزاق بقطاش: "دم الغزال" دار القصبة للنشر، الجزائر، 2002. • عبدالملك مرتاض: "مرايا متشظية"، الهيئة العامة للكتاب، الجزائر، 2001. • احميدة العياشي: "متاهات ليل الفتنة"، منشورات البرزخ، الجزائر، 2000. • الطاهر وطار: "الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي" منشورات الزمن، الجزائر 2000. "الزلزال"، دار العلم للملايين، بيروت 1974. السعودية: • محمد الزهراني: "حب في قندهار"، منشورات ضفاف للنشر، بيروت 2016. • محمد الحضيف: "نقطة تفتيش"، دائرة المطبوعات والنشر، الأردن 2006. • عبدالله ثابت: "الإرهابي 20"، دار المدى، سوريا 2006. • تركي الحمد: "ريح الجنة"، دار الساقي، بيروت 2005. • محمد المزيني: "مفارق العتمة"، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2004. • آلاء الهذلول: "الانتحار المأجور"، دار الساقي، بيروت 2004. المغرب: • خالد أقلعي: "خريف العصافير"، منشورا باب الحكمة، تطوان 2014. • سعيد بنسعيد العلوي: "الخديعة"، دار جداول بيروت2011. • محمد عز الدين التازي: "الحديقة الأندلسية"، دار منار الكتاب، تطوان2011. • الحسين أشهبون: "الطريق إلى 15 ماي"، دار أفريقيا الشرق، الدار البيضاء 2006. • زهرة المنصوري: "من يبكي النوارس؟"، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء 2006. اليمن • مروان الغفوري: "جدائل صعدة" دار الآداب، بيروت 2014؛ • حبيب سروري "ابنة سوسلوف"، دار الساقي، بيروت 2014. • علي المقري: "حرمة"، دار الساقي، بيروت 2012. "اليهودي الحالي"، دار الساقي، بيروت 2009. • حبيب سروري: "طائر الخراب"، دار رياض الريس، بيروت 2011. • حسين حسن بن عبيدالله: "قصة إرهابي"، مركز عبادي، صنعاء 2007. الأردن: • جلال برجس:" أفاعي النار"، المؤسسة العامة للحي الثقافي"كتارا"، الدوحة، 2016. • جمال ناجي: "موسم الحوريات"، دار بلومزبري ـ مؤسسة قطر للنشر، 2015؛ • محمد عبدالله القواسمة: "سوق الإرهاب"، دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع، 2010. • ليلى الأطرش: "رغبات ذاك الخريف"، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، 2010. العراق: • ميسلون هادي بعنوان "جائزة التوأم" ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2016؛ • حازم كمال الدين: "مياه متصحرة"، دار فضاءات للنشر والتوزيع ،عمَّان، 2015؛ • علي بدر: "الكافرة"، دار المتوسط، إيطاليا، 2015 • عواد علي: "حماقة ماركيز"، دار فضاءات، عمّان 2014 ؛ • أحمد السعداوي: "فرانكشتاين في بغداد"، منشورات الجمل، ألمانيا، 2013؛ • سنان أنطون: "يا مريم"، منشورات دار الجمل، ألمانيا، 2012... سوريا: • فواز حداد: "الشاعر وجامع الهوامش" ، دار الريس، بيروت، 2017. "جنود الله"، دار رياض الريس للكتب والنشر، بيروت، 2010. • فيصل خرتش "دوار الموت ما بين حلب والرقة"، دار الريس، بيروت، 2016. • لينا هويان الحسن: "الذئاب لا تنسى"، دار الآداب، بيروت،2016. • مصطفى سعيد: "مغلق للصلاة"، دار ميريث، القاهرة، 2014. • خالد خليفة: "مديح الكراهية"، دار الآداب، بيروت، 2006. تونس: • السائح الحبيب: "مذنبون لون دمهم في كفي"، دار الحكمة للطباعة والنشر والترجمة، الجزائر، 2008. • فضيلة الفاروق: "تاء الخجل"، رياض الريس للكتب والنشر، بيروت، 2003. لبنان • عباس بيضون"خريف البراءة"، دار الساقي ، بيروت، 2016. • جبور الدويهي: "حي الأميركان"، دار الساقي، بيروت 2014. فلسطين: • عباس دويكات: "دروب النار" منشورات دار الفاروق، نابلس، 2016. • رشاد أبو شاور: "سأرى بعينيك يا حبيبي"، دار الآداب، بيروت، 2012. السودان: • حمّور زيادة : "شوق الدرويش"، دار العين للنشر، القاهرة، 2014.   محمد الحمامصي

مشاركة :