«الكل يستعد لحفل الزواج..ولا أحد يستعد للزواج» د. فِل «العزيز غسان بعد التحية، أحب أن أشكرك صديقي العزيز على نصيحتك المذيلة بالعنوان أعلاه في ليلة عرسي الباذخة! كم كانت جميلة فترة الخطوبة ! لكن لا أخفيك أنه رغم ما قدمت من نصائح ثمينة و نابعة عن عصارة تجربتك..الا أن المفاجآت مازالت تتوالى ! فالقادم منا من مدرسة العزوبية يفاجأ بالنظام الصارم في المنزل و المفروض من سيدته، و بعدما تعودت على عادات معينة طيلة حياتك ستتفاجأ بأنك لم تعد تعيش وحدك ، و مهما كانت شريكة حياتك قادمةً من بيئة قريبة من بيئتك..فإن الطباع والتوقعات حتماً ستختلف. ففي حين تسكن الكائنات كلما زادت حُلكة الليل تتنزل الأفكار التخطيطية ذات التفاصيل على الزوجة العزيزة فأضطر للهمهمة وادعاء متابعة ماتقول حقناً للدماء (دمائي بطبيعة الحال!)، في المقابل بعض أصدقائي يشكون من عدم انصات زوجاتهم لهم خصوصاً عندما تمر المرأة ببعض الأيام العصيبة! و كما كانت زوجة سقراط تقول له «خذ أفكار المجانين هذه الى مكان آخر وعد بعد أن تفرغ منها» روى لي أحد الأصدقاء الفلاسفة في مصر أنه حكى لزوجته بعض الأمور الفلسفية وهي تطهو وكانت تقول له « أيوا ياخويا سامعاك أوول!» الى أن فرغ فما كان بها الا أن صاحت : «ياخرابييي! يا عيني على وكستك يا إنصاف!» والأوقات التي تضطرب فيها المرأة متعددة بعضها في أيامٍ هنا و بعضها هناك وعند الحمل وبعد الحمل والقائمة تطول ! أما عن أسلحتها فأولها السؤال ثم النظرات ثم افتعال الشجار ثم البكاء واستخدام علم النفس المعاكس! كنت قد ذهبت منذ فترة لاستشاري أسري فقال لي معلومة ذهبية بأن علينا أن نطبق قاعدةً تدعى deferent roles we play و تعني أننا نقوم بأدوار مختلفة في أوقات مختلفة ، فأنت ضيفي حين تكون في داري لكنني مضيفك وأنت في داري وقس على ذلك تعاملك مع المرأة فتارة تحب أن تكون زوجاً لها لكنها في أوقاتٍ معينة تحب أن تكون صديقاً لها أو تتصرف كوالدها. يقولون إن الشجار ملح الحياة الزوجية وأقول إنه ملح جميع العلاقات بين الناس ، صدقني إن البشر يحملون علاقة الزواج فوق ماتحتمل ، فنحن نتشاجر في الشوارع و الملاعب ومنذ القدم و الإنسان يقتل أخاه الإنسان واذا كنت قد تشاجرت مع رفيقي في السكن الجامعي في لندن فلمَ لا أختلف مع من تشاركني أنفاسي؟ أظن أن سر السعادة في فترة الخطوبة أمران : الأول أن الطرفين يحترمان بعضهما البعض على أعلى مستوىً فيقدمان التنازلات الواحدة تلو الأخرى بكل صدرٍ رحب . الأمر الآخر أن أعينهما تنظر في بعضها كثيراً فتبحر في المستقبل،من المهم أن يوجد الحلم حلم أن يجوبا العالم سوياً ويزورا قلاع سكوتلاندا و سور الصين العظيم،حلم أن يكونا لبنتين نافعتين لوطنهما و يحضرا حفل تخرج أبنائهما سوياً ويقفا للتصفيق في تلك اللحظة الساحرة. دمت بود»
مشاركة :