باريس 11 يونيو.. المكان مترو باريس. شردت عن الواقع بضع دقائق متجاهلاً التحذيرات المتكررة من جهاز التسجيل بوجود «نشالين» في المنطقة، ولم آخذها بجدية لأنها كانت تُذاع في السابق بعض الوقت لا كل الوقت قبل أن تعج مدينة النور بالمهاجرين غير الشرعيين. ذهبت. أفكر بشبكات القطار حول العالم والمسماة بالمترو.. أنا هنا أمام الخط الأصفر رقم 1، ما يميز هذا الخط أمران لا ثالث لهما، الأول عدم وجود سائق لمركباته التي تقودها شبكة حواسيب دقيقة، والثاني أن أبوابه تتوقف على رصيف المحطة لتتطابق بدقة على أبواب زجاجية وضعت للسلامة ومنع المنتحرين الذين ضاقوا ذرعاً بحياتهم!. ومنذ سنوات حدث موقف طريف لصحافي مصري أثناء زيارته لليابان حين توقف القطار الذي يستقله متقدماً بضعة سنتيمترات عن ما يفترض، ولم يُعر الصحافي القادم من بلاد العجائب بالاً لذلك حين دنا منه موظفون من شبكة المترو في خجل شديد ليُقدِّموا اعتذارهم عن هذا الخلل الجسيم، واعدين إياه بتوبيخ مشغل القطار وعدم تكرار هذا، ومتمنين أن لا يؤثر ذلك في انطباعه عن اليابان.عن نفسي.. لم أشاهد حتى الآن أنظم من ركاب مترو «هونج كونج» في الصعود والهبوط من المقطورات، حيث يوجد سهم واحد يشير من منتصف القطار للخارجين وسهمان جانبيان يشيران إلى القطار للداخلين الذين يقفون في طابورين، مفسحين الطريق للخارجين بكل احترام. مترو لندن هو الأقدم في العالم (1830) استخدمه الإنجليز أثناء الحرب العالمية الثانية للاختباء من أهوال القصف النازي المسمى (Blitz). وله قسم كبير في متحف المواصلات بمنطقة «كوفنت چاردن» التي إن قدر لك زيارتها عبر محطة المترو فتذكر نصيحة محدثك المحب: خذ المصعد ولو اضطررت للانتظار دهراً! فذلك خير لك من صعود سلالم إلى ما لا نهاية! مترو نيويورك يبدو لي الأقل نظافة والأكثر ضجيجاً! وصل قطاري وللحديث بقية.. إلى اللقاء.
مشاركة :