مثقفون: المثقف السعودي شريك في التنمية ومحور المتغير السياسي

  • 12/5/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

< يؤكد عدد من المثقفين أهمية دور المثقف في المجتمع وما يمكن أن يضطلع به هذا المثقف، حتى في حين لا تكون شريحة واسعة من المجتمع واعية بوجود المثقف، أو غير مدركة لحضور فعالياته كقيمة وكرؤية واستراتيجية تساعد القرار، أياً كان، على التقدم في إحداث أي تغييرات على صعيد المستويات كلها. وأضحوا في استطلاع لـ«الحياة» أن أحد أدوار المثقف التي ينبغي أن يلعبها الآن، هو الاسترسال في مناقشة البعد الثقافي لرؤية 2030، ومحاولة إثرائه بالرؤى والأفكار والأسئلة، التي تساعد على سكّه في برامج عملية متنوعة، مؤكدين أن الرؤية ليست اقتصادية فقط، إنما أيضاً ثقافية في المقدار نفسه من الأهمية والمفصلية في تحول المجتمع. ومن المثقفين من يذهب إلى أن دور المثقف كان رائداً في الإعداد لهذه التحولات لمواكبة الحاضر وولوج المستقبل بكل ثقة.   حماد السالمي: دور المثقف لا يقل أهمية عن السياسي والاقتصادي كان المثقف السعودي شريكاً في التنمية، ومازال هو ضمن محور المتغير السياسي والاقتصادي الذي تمر به المملكة اليوم، وذلك من منطلق المعايشة والمواطنة، الذي يفرض عليه واجبات كثيرة لمعاضدة التحديث ومؤازرة التغيير ومدافعة قوى الشر التي تبيِّت لبلادنا نوايا خبيثة لزعزعة أمنها وتهديد استقرارها. إن دور المثقف لا يقل أهمية عن دور السياسي والاقتصادي، وواجبه يحتم عليه المشاركة الفعلية في صناعة المستقبل الذي ترسمه قيادتنا الرشيدة لهذه البلاد وأهلها.   قاص وباحث   خالد الرفاعي: الرؤية ليست اقتصاداً فقط بل ثقافة أيضاً لا يختلف اثنان في أننا نقف اليوم على عتبات مرحلة مختلفة، وإذا كانت الطفرات التي عشناها في ما مضى تنهض على النفط بصفته معطى طبيعياً وعلى كثير من الكوادر المستوردة، فإن هذه المرحلة ذات نفس نهضوي، تقوم على رؤية واعية بمشكلاتنا ومتطلباتنا وتطلعاتنا على المستويات كلها: السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي. وبما أن السؤال هنا عن دور المثقف في هذه المرحلة، فدوره - في بداياتها على الأقل - الاسترسال في مناقشة البعد الثقافي للرؤية، ومحاولة إثرائه بالرؤى والأفكار والأسئلة، التي تساعد على سكّه في برامج عملية متنوعة، تجعل المؤسسة الثقافية أداة من أهمّ الأدوات الفاعلة في التحوّل. ومن المؤسف أنّ أغلب المثقفين تجافى عن هذا البعد، ووجَّه اهتمامه لخدمة البعد الاقتصادي، متجاهلاً أن تغيراً بهذه الجرأة وبهذا الاتساع والشمول لا يمكن أن يكون من دون معالجة حقيقية للسياق الثقافي. إنّ تحويل البعد الثقافي إلى عامل فاعل في رؤية السعودية 2030 يتطلّب منا عنصرين مهمّين، أولهما: إطلاق برامج ثقافية خالصة، لا تختلف في بنائها ودعمها عن البرامج الاقتصادية التي أُطلقت خلال السنة الأولى من عمر الرؤية، وثانيهما: تفعيل الأدوات الثقافية في تنفيذ البرامج الأخرى ذات الطابع الإداري والاقتصادي. وما من شك في أن المثقف (أو المثقف الفاعل في إدارة المشهد الثقافي) هو الأقدر على وضع القاعدة المناسبة لتشكّل هذين العنصرين، من خلال طرح الأسئلة العميقة حول دور الثقافة في هذا التحوّل، واقتراح الإجابات المناسبة للأسئلة الملحّة حول هذا الدور، واستثمار كلّ المجالات والوسائط للقيام بهذه المسؤولية. ناقد   هيلة المشوح: المثقف الرائد في الإعداد للتحولات كانت بدايات النهضة الثقافية في المملكة واعدة، لولا تعرقلها وتعوجها في آواخر السبعينات من القرن الماضي، متأثرة بالتحولات الأيديولوجية التي حلت تزامناً مع الثورة الإيرانية، ثم تمدد ما سمي بالصحوة الإسلامية كحركة أصولية براغماتية لها أهدافها ومبتغياتها، فباتت الحركة الثقافية رهينة حرب تيارات استنزفت أهدافها السامية، فانزلق بعض روادها من مثقفين ومفكرين وأدباء في هذه الحروب، بينما البعض الآخر تنازل عن إرثه الثقافي مغازلاً التيار الأقوى والأكثر تأثيراً آنذاك وهو التيار الأصولي (الصحوة)، مما استغلق تحرير الحركة الثقافية من الضعف والتراجع كحركة فاعلة ومنسجمة مع المجتمع. لن أعسف الحقيقة حين أقول إن «الدور السياسي» هو الحاسم الفاعل لهذه التحولات التي نمرُّ بها الآن، مما يجعلني أثق تماماً بأن مجتمعنا وبحكم سنوات من التعبئة والتجييش ضد أي تغيير، لم يكن من السهل عليه تقبل (خصمه) التاريخي وعلى مدى عقود - وأعني المثقف - في نقله من التشدد إلى الانفتاح الفكري، وهو الخصم الذي طالما تم تشويهه من أقطاب نافذة في هذا التيار أو طلابهم «ومريديهم» وأتباعهم، وهنا لنا وقفة مع هذا التشويه، الذي تجاوز المنابر إلى الإيذاء الفعلي، كما حدث حين سحبت شهادة الأكاديمي الناقد الدكتور سعيد السريحي، بسبب خطه الحداثي الذي يخالف خط الصحوة ويربكها فكان ما كان! وإنصافاً لدور المثقف، فقد كان رائداً في الإعداد لهذه التحولات - وإن رفضتها الأغلبية - فتوقع الشيء خير من مباغتته، ففي نهاية المطاف لن نجد بداً من التحول لمواكبة الحاضر وولوج المستقبل بكل ثقة، ولن ننكر أيضاً أنها قد ظهرت محاولات «شجاعة» هدفها نشر الوعي والتنوير والتمهيد لهذه المرحلة، غير عابئة بكل ما يواجهها من عراقيل وتجييش، فكان نشر الوعي كمن يدخل عش الدبابير وليس أمامه إلا الصمود أو الهروب، فأثبتوا صمودهم حتى يومنا هذا. أما دوره - أي المثقف - في المرحلة القادمة، فهو لا شك دور كبير وفاعل في خلق قاعدة شعبية واجتماعية لرائد التغيير وعراب التحول الأمير محمد بن سلمان، صاحب الرؤية المنبثقة من الإصرار والسباق نحو المستقبل، كي تعطيه الزخم الملائم للاستمرار في التجديد والتغيير والانطلاق من دون معوقات، كما أنه لا بد أن يكون فاعلاً في التبشير بالدولة العصرية المتجددة، والاقتصاد المتنوع، وفرص العمل واستشراف الاستقرار والرخاء، وزرع الأمل والتفاؤل بمستقبل واعد، كل ذلك تقع مسؤوليته على المثقف وهو «قدها» كما أتصور! كاتبة

مشاركة :