ليلاس سويدان | فازت الكاتبة السورية شهلا العجيلي بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، في دورتها الثانية التي عقدت أمس الأول الإثنين، بحضور رئيس الجامعة الأميركية في الكويت وعدد من كتاب القصة القصيرة والمثقفين من الوطن العربي. بدأت احتفالية إعلان الفائز بالجائزة بفيلم قصير يعرض كيفية التفكير بإطلاق الجائزة والهدف منها بالشراكة التي تمت بين الملتقى الثقافي والجامعة الأميركية في الكويت. ثم ألقى الأديب طالب الرفاعي -مؤسس الجائزة ومديرها- كلمة تحدث فيها عن ولهه الشخصي بالحكاية وعشقه للقصة القصيرة وبدايات كتابته لها ثم التفاتته إلى أهمية تأسيس جائزة لها. وقال «إن الكويت تفتخر أن تحتضن فن القصة القصيرة العربي، وتكون محطة سنوية للقاء المبدعين العرب، كون الجائزة في مضمونها الأساس هي مشروع إبداعي ثقافي كويتي عالمي». وأضاف «أريد أن تكون تحت مظلة أكاديمية، وأريد لها أن تكون بعيدة كل البعد عن أي توجه أو اصطفاف، وأن تكون نزيهة تحتفي بالإبداع الحق والمبدع المتجدد»، واختتم كلمته بتوجيه الشكر للجامعة الأميركية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، لدعمهما الكبير لكتاب «القصة القصيرة العربية.. النشأة والحضور». مهمة لجنة التحكيم د.حسين النعمي، رئيس لجنة التحكيم قال في كلمته إن القصة القصيرة فن عظيم، يعلم الصبر في صياغة عوالمها الخاصة، ويكسب القدرة على بناء الخيال في أصغر مساحة ممكنة، كما يؤصل الوعي وشمولية الرؤية. ثم قال «مهمة تحكيم المجموعات القصصية تحتاج تحدياً من نوع خاص، ذلك أن القصص داخل كل مجموعة تتباين في بنائها السردي وفي موضوعاتها. ومن هنا تتفاوت المستويات داخل المجموعة الواحدة مما يجعل المحكم يبذل جهداً أكبر في تقييم المجموعة بناء على المشترك بين أقاصيص المجموعة الواحدة. كما أشار النعمي إلى أن أغلب ترشيحات هذه الدورة قد جاءت من الأفراد، مقارنة بتلك التي أتت من دور النشر، وهذا ما يطرح علامة استفهام برأيه أمام الناشرين ومدى تواصلهم مع الجائزة. كلمة الفائزة شهلا العجيلي وبعد إعلان فوزها ألقت كلمة تحدثت فيها عن القصة القصيرة ومدينتها الرقة في هذا العام، يكون قد مضى قرن كامل، كما يرى النقد، على ظهور أوّل قصّة عربيّة على نهج موباسان. وقبل ذلك بآلاف السنين، كانت الحكاية والخبر والأسمار التي لولاها لماتت الشعوب من البرد!. وما يهمّني هنا هو أنّنا ساهمنا في استمرار هذا المنجز الإنسانيّ وتطويره، نقلّب معه الأفكار، ولا نستقرّ على شكل، إنّه يشبه حياتنا، مراوغ مثلها، ولعلّي جئت من المكان الأكثر مراوغة في العالم، على صعيد الجغرافيا، والخيال، والفَقد، فمدينتي الأولى (الرقّة) خاوية، ومزروعة بالألغام، وبيت طفولتي وشبابي هوى على الأرض، وحتّى هويّتي متنازع عليها. ذلك كلّه وأكثر منه، جعلته في قصص، واستعرت له حكايات لأقول لكم ما أردت أن أقوله لكم، فشكراً لأنّكم قرأتم قصصي واستمعتم لحكاياتي، وها أنتم تحملونها بهذا الفوز إلى آلاف القرّاء، تحملون علاقتنا بالموجودات التي قد لا ينتبه إليها الآخرون، فالقصّة تحرّرنا من التصوّرات الثابتة، وتصحّح فينا نظام الذكاء والعاطفة والشجاعة. وأضافت العجيلي: «أمّا عن موضوع كتابة النساء، فلعلّ هذا الفوز ليس تأكيداً على صوتنا التاريخيّ فحسب، بل إعلان عن تاريخ قديم ومستمرّ من الصياغة الفنيّة التي عاشت خلف الأبواب المغلقة، والتي كانت ملاذاً لليائسين والمرضى وطالبي المتعة. هذه الصياغة الفنيّة أنتجت أشكالاً كثيرة، كلّ منها يحمل وسم (قصّة)، وإذا أصغى أحدنا، أكان رجلاً أم امرأة، إلى صوت كتابته، فسيسمع صوت أمّه أو جدّته، أو صوت امرأة، لذلك أقول لأمّي الغائبة في عليائها: ماما هذا صوتك أرسله من هنا، من مسرح الجامعة الأميركيّة في الكويت إلى العالم عبر «سرير بنت الملك».
مشاركة :