كتاب المحاورة الفصلية الفلسفية للباحث المغربي محمد الشبة يتضمن تجارب من نماذج فصلية حيّة وفعلية تعمد أن ينقلها إلى القراء، وخصوصاً مدّرسي الفلسفة.العرب [نُشر في 2017/12/10، العدد: 10838، ص(12)]العبث نشأ من الحياة التي عاشها كامو تحاول الكاتبة السورية سوزان عبدالله إدريس، في كتابها “مشكلة الإنسان في فكر ألبير كامو”، الصادر حديثا عن الهيئة العامة السورية للكتاب، مقاربة بين الفترة الزمنية التي عاشها الأديب والفيلسوف الفرنسي كامو خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وظهور وانحسار تيارات فكرية سياسية، وبين أثر كل ذلك على نفسه القلقة المتمردة. وقسمت إدريس كتابها إلى ثلاثة فصول أكدت فيها أن أزمة الإنسان الأوروبي في القرن العشرين تركت أثرا عظيما على الفلسفة في أوروبا، وانعكس ذلك على كامو فأظهر التزامه بقضايا الإنسان انطلاقا من تجربته الحية ومعايشته لظروف بائسة، وشعوره بالظلم وبالمشكلات الكبرى التي يعانيها الإنسان في القرن العشرين. وتوضح الكاتبة مفهوم العبث لدى كامو باعتباره شكّل محورا في فلسفته؛ مبينة أن العبث نشأ من الحياة التي عاشها. المحاورة الفصلية الفلسفية يتضمن كتاب “المحاورة الفصلية الفلسفية” للباحث ومدرس الفلسفة المغربي محمد الشبة تجارب من نماذج فصلية حيّة وفعلية تعمد أن ينقلها إلى القراء، وخصوصاً مدّرسي الفلسفة، لعلهم يجدون فيها جزءا من المعاناة التي يعيشونها مع تدريس الفلسفة، ذلك أن التحدّي الأكبر الذي يواجه الفلسفة هو تدريسها. ولعلّ من شأن تلك التجارب، التي نقلها بكثير من الصدق والعشق، أن تشكل بالنسبة إلى مدّرس الفلسفة أرضية خصبة لاستلهام الكثير من الطرائق أو الأساليب الديداكتيكية (فن التعليم). يؤكد مؤلف الكتاب، الصادر عن منشورات ضفاف والاختلاف، ودار كلمة للنشر والتوزيع، ودار الأمان في المغرب، “إذا كان الهدف الأساسي من اللقاءات أو الندوات أو الدّراسات والأبحاث المهتمة بديداكتيك تدريس الفلسفة هو الرفع من جودة الممارسة الفصلية، فإنّه يتعيّن أيضاً الانطلاق من هذه الأخيرة من أجل اختبار مدى نجاعة التوصيات أو الخُلاصات النظرية التي تنبثق عنها تلك اللقاءات والدّراسات”. الفلسفة النسقية عند سبينوزا تذهب الباحثة المغربية فاطمة حداد الشامخ في كتابها “الفلسفة النسقيّة ونسق الفلسفة السياسيّة عند سبينوزا” (ترجمة جلال الدين سعيد)، الذي صدرت طبعته الثانية حديثا عن مؤسّسة “مؤمنون بلا حدود” للدّراسات والأبحاث، الرّباط-المغرب، وزارة الشّؤون الثقافيّة-معهد تونس للتّرجمة-تونس، إلى أنّ حدث الفكر الذي أنبأ به سبينوزا يجد علامة عليه في ما كان قد أسّس من مذهب في الطّبيعة الإنسانيّة، من جهة ما هو الإطار الذي تناول فيه سبينوزا ماهية الإنسان ووجوده، ورؤيته للوضع البشريّ عمومًا، ليس هو إطار الأنثربولوجيا فحسب، بل هو كذلك الإطار السياسيّ. ولم تكتف الباحثة بتلمّس مسارب ظلّت مقفلة إنما حاولت فتح مشارف أخرى أكثر أهميّة وأصعب منالًا يتّضح من خلالها أنّ سبينوزا يقدّم في “فلسفة الأخلاق” على أنّه عنصر من عناصرها الأساسيّة، أنثربولوجيا تقوم على رؤية ديناميكيّة للإنسان بوصفه جهدًا ورغبة.
مشاركة :