عام / تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين .. أمير منطقة مكة المكرمة يفتتح مؤتمر مكة الـ 15 بعنوان "الثقافة الإسلامية: الأصالة والمعاصرة" / إضافة رابعة

  • 9/28/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

وقال : فالطائفية التي تهدد وحدة المسلمين اليوم، وتستنزف طاقاتهم في تخريب ديارهم وتعريضها للتدخلات الأجنبية المغرضة، وتعمل لتحقيق أهدافها بوسائل شتى، فهمت الإسلام بصورة منحرفة نشأت من أخذ موقف سلبي مريب من سلف الأمة، الذين صدقوا الله ورسوله وأبلوا بلاء حسناً معه وبعده، وانتشر الإسلام في الآفاق بجهودهم، وتلقوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأمانة وإيمان، ثم أدوه إلى الذين جاؤوا من بعدهم بأمانة، وكانوا في ذلك قدوة لغيرهم في هذه الأمانة التي بها وصل إلينا محفوظاً من كل سوء. وتابع يقول : الحزبية التي يدعي أصحابها العمل على التمكين للإسلام وتحكيمه، جرت على المسلمين شراً وبيلاً، وأوقعتهم في فتنة ساحقة ماحقة. وتسببت في تهديد الاستقرار السياسي، والوحدة الاجتماعية، بنشر فكر ضيق العطن، يوهم أن لأصحابه وحدهم مزية الغيرة على الإسلام وحمايته في المجتمع، وأن كل من لا يتبنى منهجهم يعتبر جاهلاً بالإسلام مقصراً في حقه، وكل من ينتقده أو يعارضه في التوجهات والمواقف، خارجاً عن الإسلام مناوئاً له متحالفاً مع أعدائه. والإرهاب أدهى وأمر، إذ لا يقف أصحابه عند حد الرأي المتطرف الذي يتبنونه، ولا يرون في المجادلة عنه بالتي هي أحسن أي جدوى، بل لا يرون شافياً لما في صدورهم من الغيظ المتكون عندهم من تضليل الآخرين وتكفيرهم، إلا في حمل السلاح على الناس واستهدافهم في أنفسهم وأموالهم، واستقطاب ذوي الثقافة البسيطة والأفهام الضعيفة الذين تنطلي عليهم الخدع بسهولة، وتجنيدهم في عصابات تندفع إلى أهدافها الإجرامية، متوهمة أنها تسعى لنيل ما جاء في فضائل الجهاد، وتقتدي بسير رجال الإسلام الأوائل، غافلين عن أهم شرط من شروط العمل الذي يبتغى به وجه الله تعالى، وهو أن يكون صواباً، وتمييزُ صواب العمل من خطئه، إنما يتلقى من أهل العلم الموثوقين لا من الأدعياء المضلين. وأشار معاليه إلى أن في أخبار الخوارج عبرة بليغة، لكل مستهين بتحقيق شرط الصواب في العمل الذي يبتغى به وجه الله، إذ لا يخفى ما دونه المؤرخون في أخبارهم، من مظاهر عباداتهم، غير أن ذلك لم يكن ليشفع لهم فيما وقعوا فيه من وقيعة استحلال دماء المسلمين بتوهمات وفهم سقيم معرض عما كان يجب عليهم من رد ما لم يعلموه إلى عالمه. ولخطورة هذا المسلك الشنيع، أنبأ النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث مستفيضة، عن أوصافهم، محذراً من الاغترار بظاهرهم، مرغباً في التصدي لهم وتخليص المسلمين من شرهم. // يتبع // 17:18 ت م تغريد

مشاركة :