كتبت- هناء صالح الترك :أكد عدد من الخبراء والأساتذة والقانونيين أن الدبلوماسية القطرية أعادت كتابة التاريخ وخلدت بمواقفها المشرفة كيف نجحت قطر بمصداقيتها في تفنيد المزاعم والافتراءات .. وكيف هوت دبلوماسية دول الحصار في مستنقع الأكاذيب. وأشاروا إلى نجاح الدبلوماسية القطرية في توضيح موقف قطر من الأزمة الخليجية وتداعيات الحصار الجائر المفروض دون أسباب أو مبررات حقيقية وواقعية، فكسبت قطر الرأي العام العالمي خاصة بدعوتها لاعتماد الحوار لحل أية خلافات والتفاوض على أساس الاحترام المتبادل وعدم المساس بالسيادة الوطنية. ونوهوا بتوظيف قطر كل طاقاتها وعلاقاتها الخارجية في تحقيق توازنات إقليمية ودولية في مواجهة مؤامرات ومخططات دول الحصار التي فشلت في تكوين حلف دولي يناهض الدوحة. وقال هؤلاء في تصريحات لـ الراية إن الدوحة لم تتخل عن ثوابت سياستها الخارجية وسيادتها الوطنية، وقدمت القرائن والأدلة والخطاب المتزن والمقنع لدحر الحصار وكونت حزاماً دولياً قوياً حولها من الدول الصديقة والشقيقة، كما أن منظمات عالمية ساندت الدبلوماسية القطرية القائمة على مبادئ القانون الدولي والتي تميزت بالهدوء والرصانة في إدارة الأزمة وقد انعكس هذا الأداء القطري بترحيب إقليمي ودولي، مما جعل قطر تتفوق وتتغلب على دول الحصار باعتماد استراتيجيات دبلوماسية مختلفة منها الدبلوماسية العامة والدبلوماسية العسكرية إلى جانب تقوية الجبهة الداخلية. د.محجوب الزويري: قوة الجبهة الداخلية .. سلاحنا الأول أكد د. محجوب الزويري أستاذ دراسات الخليج بجامعة قطر أن دولة قطر اعتمدت على استراتيجيتين الأولى قوة الجبهة الداخلية وتماسك الشعب القطري مع القيادة السياسية بشكل واضح، ودفاعهم بأن كل ما حصل في الأزمة هو مفبرك ولا يمت للحقيقة بصلة، والأزمة ليس لها أي مبرر وبالتالي التعامل مع قضية الحصار كمسألة ممكن مواجهتها، وعدم الشعور بان الحصار أفقدهم أي أمر بل بالعكس الحصار أظهر عنصر القوة لدى الشعب والتحدي والاستجابة له بشكل إيجابي. وقال أما الاستراتيجية الثانية وهي تتعلق بطبيعة السياسة الخارجية والعمل على تعميق الشراكات مع الدول المختلفة في العالم وبناء علاقة متميزة لها مع الدول مثل تركيا، ألمانيا، فرنسا، وكذلك بناء علاقات مع دول آسيا، والصين، واليابان لافتاً إلى الجولة الأخيرة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى أفريقيا، لتوسيع الشراكات مع دول أفريقيا كما حصل في الزيارة الأخيرة وذلك من أجل العمل على توفير البدائل من الشركات التي تعمل في المجالات الاقتصادية وتنويع الدول التي يمكن الحصول منها على السلع والخدمات للتقليل من آثار الحصار المفروض على قطر، ولذلك قطر تتغلب على دول الحصار لأنها تتعامل مع الحصار كقضية ليست قصيرة الأمد. خولة مرتضوي:أحبطنا مخططات دول الحصار قالت الإعلامية والباحثة الأكاديمية خولة مرتضوي: تحركات الدبلوماسية القطرية النشطة نجحت في إحباط مخططات دول الحصار فقد تحركت قطر في كل الاتجاهات وعلى مختلف المستويات وبشكلٍ سريع، وعقدت العديد من المباحثات مع المسؤولين في عدد من الدول العربية والغربية بهدف إيجاد حل جذري لهذه الأزمة بين الأشقاء الخليجيين. وأثنت مرتضوي على موقف قطر المتسم بالعقلانية والواقعية والعلنية والهدوء ونيتها الحقيقية في الحوار وتقريب وجهات النظر، مع حفاظها على كينونتها الدولية وسيادتها في المنطقة الخليجية، فالحوار هو الحل الأمثل لسيناريو الأزمة الحالية والتي لن تُقوض إلا من خلال سعي الطرفين؛ قطر ودول المقاطعة الخليجية في إجراء مباحثات ثنائية من أجل تقليل الخلافات ومحاول استيعاب كل المشكلات والتداعيات الناجمة، فهي خطوة منتظرة ومهمة للغاية في طريق تقوية البيت الخليجي وإزالة كل العوائق أمام استمراريته المطلوبة، وأعتقد أن العقلاء في منطقتنا مقتنعون تماماً بحل المواجهة والحوار المباشر والخروج من هذا الخندق السياسي بصورة توافقية لا تضر أحداً ولا تمس كيان وسيادة أي طرف. د.محمد الكواري: الحصار إعلان حرب قال د. محمد خليفة الكواري رئيس قسم العلوم الإنسانية بجامعة قطر، إن فرض الحصار على دولة قطر يمثل عملية إعلان حرب على الدولة، وما تم تداوله على مستوى الإعلام بكافة مستوياته لا يرقى إلى مبادئ الأخلاق أو الإسلام بأي صلة، خاصة ذلك الكم الهائل من الأكاذيب التي تقال عن دولة قطر دون وجه حق أو أدلة تستند على هذه الادعاءات. ولفت إلى أن ما قام به حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وحكومته الرشيدة، من حسن الإدارة لهذه الأزمة عززت موقف قطر في مختلف المحافل الدولية، على الرغم من المحاولات اليائسة لدول الحصار لتشويه صورة قطر على المستوى العام بالعالم، حيث اتضح للعالم زيف الادعاءات والتهم الباطلة التي ساقتها دول الحصار منذ بداية الأزمة، ولم تبنى على حقائق فما بني على باطل فهو باطل، كما أثبت على مر التاريخ أن قطر ستكون دائما كعبة المضيوم ودولة فاعلة ومؤثرة في كافة المحافل الدولية. وأكد أن قطر أثبتت أنها أكبر من هذا الحصار من خلال الإنجازات التي حققتها خلال هذه الفترة من عمر الحصار حيث قامت الدولة بافتتاح أكبر ميناء حديث في المنطقة ساهم في تخفيف وطأة الحصار وكسر ذلك من خلال إنشاء خطوط ملاحية جديدة تتصل مباشرة مع الدول المصدرة لدولة قطر دون الحاجة إلى دول الحصار على الرغم من أن هذه الدول المجاورة عاشت تستأثر بنسبة تصل إلى أكثر من 60% من احتياجات الدولة وأصبحت اليوم ليست ذات قيمة مع هذا الإنجاز الكبير لميناء حمد الدولي. عبدالله المطوع: الحصار ارتد على المتآمرين قال المحامي الأستاذ عبدالله المطوع: حمى الله قطر وشعبها من أزمة قد حلت بها بسبب الحصار الذي فرض عليها من بعض الدول الخليجية، فقبل أكثر من ستة أشهر ذهبت الدول الأربع إلى حصار قطر، منتهجة الكثير من التشنج والمبالغة في تقييم قوتها والتقليل من مصادر قوة الدوحة سياسيا واقتصاديا وشبكة علاقاتها المتينة، واستندت إلى قراءة قاصرة للواقع الدولي المتغير، مما جعل الحصار يرتد على دول الحصار في الكثير من الجوانب. وأضاف: بمرور ستة أشهر على الحصار، بما تضمنه من معارك مختلفة الأوجه، نجد أن قطر استطاعت التصدي للحصار من خلال الحراك الدبلوماسي الكبير في مختلف أنحاء العالم ومراكز الثقل فيه، مستندة إلى ما كونته من رصيد من الثقة دولياً وعلاقات الصداقة والتعاون، وعبر وضوح الرؤية والخطاب. وقال: استطاعت قطر في العقدين الماضيين أن تكوِّن عدداً من الأدوات الإستراتيجية التي مكنتها من اكتساب عناصر متعددة من القوة الناعمة، كانت بمثابة الدرع الواقية في مواجهة الأزمة مع دول الحصار، ووظفت بذكاء وحكمة التوازنات الإقليمية والدولية في إضعاف تداعيات الحصار عليها. وأضاف: فشلت دول الحصار في تحقيق أهدافها في الضغط على قطر دولياً، وفي تكوين «حلف» إقليمي أو دولي يناهض الدوحة ويعزلها -كما كان مخططا- بل إن الدبلوماسية القطرية أصبحت أكثر انفتاحا على العالم، وتكررت زيارات صاحب السمو إلى أكثر من بلد، وتعززت العلاقات مع دول كثيرة مما جعل قوتها تزداد أكثر فأكثر وتستقر الدوحة اقتصادياً وسياسياً تجاه الأزمة التي فرضتها دول الحصار. إبراهيم اسعيدي:الإدارة الجيدة للأزمة.. سر التفوق القطري قال الدكتور إبراهيم اسعيدي أستاذ العلاقات الدولية وخبير السياسة الدفاعية بجامعة قطر: مما لا شك فيه أن قطر نجحت على كافة المستويات في تدبير قضية الحصار، وهذا النجاح يمكن تفسيره من وجهة نظري بنوعين من الدبلوماسية، وأعتقد أن قطر نجحت في هذا الأمر بسبب الدبلوماسية العامة التي اعتمدتها، والدبلوماسية الدفاعية، وقطر منذ عشرين سنة اعتمدت استراتيجية الدبلوماسية العامة والتي يمكن تفسيرها بمجموع السياسات والبرامج وأدوات التواصل التي استعملتها قطر من أجل تعزيز قيم مجتمعها لدى الخارج وتدبير صورتها على المستوى الدولي وكسب التعاطف تجاه سياستها الخارجية، لافتاً إلى أن قطر لجأت منذ سنوات إلى اعتماد برامج الشؤون العامة ووسائل الاتصال وذلك خلافا للدبلوماسية التي تتم على المستوى الحكومي والهدف منها التوجه إلى الرأي العام الخارجي لكسب ثقته عن طريق الأنشطة والبرامج في المجال الإعلامي والاقتصادي والثقافي فنجاح قطر في تدبير أزمة الحصار يعود فيه الفضل بشكل كبير إلى دبلوماسيتها العامة التي سمحت لها ببناء سمة وطنية وكسب ثقة العالم وهنا نتكلم عن قناة الجزيرة واستثمار الموارد الثقافية واستثمارات خارجية ومساعدات اقتصادية كلها كانت تتوجه إلى الرأي العام الذي ساعد في بناء هذه السمة وهذه كانت كإحدى الأدوات في تنفيذ أهداف السياسة الخارجية. وأضاف: أما السبب الثاني نجاح قطر في تدبير قضية الحصار بالدبلوماسية الدفاعية وهنا أقصد المسعى لتحقيق أهداف السياسة الخارجية من خلال التوظيف السلمي للموارد والعلاقات الثنائية في مجال التعاون العسكري لتحقيق نتائج إيجابية في مجال التعاون العسكري موضحا أن هذه الدبلوماسية الدفاعية تتمثل بالجيش الذي له علاقاته الدولية وبرامج تعاون دولي مع عدد من البلدان ساهمت في تبديد العداء وبناء الثقة والمساعدة في تطوير القدرات الدفاعية للجيش القطري الذي لديه برامج تعاون عسكري مع عدد من البلدان التي تعتبر حليفة استراتيجية لدولة قطر. د. صلاح زين الدين: الحصار خرق للمعاهدات الدولية قال الدكتور صلاح زين الدين أستاذ القانون التجاري والبحري في كلية القانون -جامعة قطر: خالف الحصار البري والبحري والجوي على دولة قطر من قبل الدول الأربع (المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية) والمستمر منذ 5 يونيو، العادات والأعراف والمبادئ والقوانين والاتفاقيات التي تحكم أُمم اليوم. وهذه المخالفات قد جاءت في كل الاتجاهات. ولعل أهم هذه المخالفات تتمثل في نقض جميع الاتفاقيات الخليجية، وأبرزها اتفاقية التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي لسنة 2001م، مما أدى إلى وقف انتقال السلع تماماً فيما بين دول الحصار وبين دولة قطر، وحال بين رعاياها والشركات القطرية من ممارسة حقوقهم المتبادلة في «التنقل والإقامة، والعمل في القطاعات الحكومية والأهلية، والتأمين الاجتماعي والتقاعد، وممارسة المهن والحرف، ومزاولة جميع الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية والخدمية، وتملّك العقار، وتنقل رؤوس الأموال، والمعاملة الضريبية، وتداول وشراء الأسهم وتأسيس الشركات، والتعليم والصحة والخدمات الاجتماعية. ومنع «وسائط نقل الركاب والبضائع البرية والبحرية والجوية التابعة لها» والتابعة لدولة قطر من التنقل المتبادل. وقفل باب «التبادل التجاري والتعامل المصرفي» بينها وبين دولة قطر. كما أن الحصار ينطوي على خرق للمعاهدات الدولية، ومن قبيل ذلك، اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982 التي توجب احترام الدول «حق المرور البريء» لجميع سفن الدول خلال البحر الإقليمي لجميع الدول الساحليّة. بكيل الزنداني: قطر تغلبت على التداعيات السياسية والاقتصادية قال الدكتور بكيل الزنداني أستاذ مساعد بقسم الشؤون الدولية جامعة قطر: في الوقت الذي كانت دولة قطر تساهم فيه بتشكيل تحالف عالمي لمحاربة الإرهاب وأيضا تساهم بنخبة من قواتها المسلحة في حماية أراضي المملكة العربية السعودية ضد الاعتداءات الحوثية يتفاجأ العالم بقيام مجموعة من دول الخليج العربية بقطع العلاقات الدبلوماسية إلى جانب حصار شامل على كل ما هو قطري برا وبحرا وجوا، دون أي أسباب حقيقية يمكن أن تبرر هذا السلوك تجاه قطر. وأضاف: برغم من تلك الممارسات فقد استطاعت دولة قطر أن تمتص الصدمة بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأيضا الأمنية. وأكد أن قطر اتبعت في إدارة الأزمة سياسة الهدوء والحرص على استمرار فتح باب التواصل وعدم الانجرار إلى تمزيق النسيج الاجتماعي الخليجي، ورحبت بكل الوساطات النزيهة وعلى رأسها وساطة دولة الكويت، وهذا ما تميزت به سياسة دولة قطر عن غيرها من دول الحصار في إدارة الأزمة وقد انعكس هذا الأداء القطري بترحيب إقليمي ودولي الذي انعكس على تفوق قطر في إدارة الأزمة حتى اللحظة. كما تميزت سياسة قطر الخارجية في هذه المرحلة الحرجة بالهدوء وتوضيح المواقف والقبول بتفعيله مبدأ الدبلوماسية والوساطة في حل الخلافات بين الأشقاء وعدم اللجوء إلى استخدام الوسائل الخشنة لإدارة الحصار برغم من كل ما تعرضت له قطر من أضرار جراء هذا الحصار وعلى رأسها الانتهاكات ذات البعد الإنساني للشعوب دول المنطقة. وأضاف: دلل على هذا النجاح التفهم والدعم الذي حصلت عليه دولة قطر من دول ذات ثقل دولي مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ومجمل المؤسسات الرسمية الأمريكية التي اعتبرت أن سلوك دول الحصار ضد قطر عمل غير مبرر ولا يزيد إلا تعقيدا للإشكاليات التي تعاني منها المنطقة. كما أنها لقيت مساندة كبيرة من دول الإقليم والدول العربية وأيضا دول آسيوية وإفريقية. فقد شهدت الدوحة حراكًا سياسيا وزيارات رسمية على مستوى القمة كما قام صاحب السمو بزيارات عديدة إلى أوروبا وآسيا وآخرها إفريقيا هذا دلل على أن قطر على مستوى القمة وأيضا وزارة الخارجية وكل المؤسسات ذات الصِّلة قد نجحت بامتياز في إدارة الأزمة وتفوقت بهدوء في تحقيق مكاسب على جميع الأصعدة.
مشاركة :