أليس الأمر كله خيالاً علمياً؟ مقالة اليوم تستعرض الجهود الدولية والرؤى المرسومة لاستعمار المجموعة الشمسية! وللإجابة عن الأسئلة المطروحة أعلاه فنبدأ من رائد الفضاء (بوز ألدرن) والذي يعد ثاني رجل يهبط على سطح القمر عام 1969م في مقولته:» الغرض من الذهاب إلى المريخ بالنسبة للبشر هو لبدء أول احتلال، بشكل دائم، لكوكب آخر في النظام الشمسي «. والشخصية الثانية اليوم هي العالم البريطاني المشهور (ستيفن هوكينغ ) في قوله:» أعتقد أن لدينا فرصة جيدة للبقاء لفترة كافية لاستعمار النظام الشمسي». ويعد هذا الشخص من أشهر علماء الفيزياء النظرية وله نظريات علمية في الثقوب السوداء وتاريخ الكون. أما سادس رائد فضاء يمشي على القمر (إدجار ميتشيل) فطموحاته أكبر في قوله:» يجب أن نكون على استعداد للوصول الى ما وراء كوكبنا وخارج مجموعتنا الشمسية لمعرفة ما يحدث في الواقع هناك.» وننتقل في الأسطر التالية إلى أرض الميدان حيث هنالك الكثير من التحديات لتنفيذ هذه الرؤى ومن أهمها:أولا: سرعة السفر حيث يتفق علماء الصواريخ حول محدودية قدراتنا على السفر في الفضاء باستخدام الصواريخ الكيميائية. ويرى العالم (ويلسون جريتباتش) أنه لتحقيق أي شيء بالقرب من سرعة الضوء فسنحتاج إلى مصدر جديد للطاقة والوقود الجديد وبدون شك فالانشطار النووي ليس خياراً مطروحاً لخطورته. ثانيا: المخاطر الصحية على رواد الفضاء نتيجة الإشعاعات والتوهجات الشمسية ويقترح العالم (ميتشيؤو كاكو) عوضاً عن إرسال البشر أن يتم استخدام الروبوتات بحيث تكون مرتبطة عبر اتصال دماغي مع البشر على كوكب الأرض أو المحطات الفضائية الآمنة. وأعود بكم للعالم الواقع فنقلاً عن صحيفة يوميوري (25/8/2014م) تدرس الحكومة الصينية استحداث وحدات قتالية جديدة تحت مسمى (القوات الفضائية) لتكون الخامسة بالإضافة إلى القوات البرية، القوات البحرية، القوات الجوية وقوة الصواريخ الاستراتيجية. ويؤكد رئيس الجمهورية الصينية الحالي (شي جين بينغ) أن «تأسيس جيش صيني تتحد فيه قوات الجو والفضاء وتكون فيه على أعلى استعداد للمهمات الهجومية والدفاعية أمر لا مفر منه لحماية الوطن وأمنه ونهضته». ورغم أن الجهود الحالية قد تكون مركزة على المعارك في كوكبنا الأرضي إلا أن إنشاء هذه القوات الفضائية بذاته مؤشر مهم للتوجهات المستقبلية لدولة مثل الصين.. ماذا عن المملكة في مجال استعمار الأجرام الفضائية؟ يمكن القول بأن الإعلان عن الاتفاق على إنشاء المركز المشترك لأبحاث القمر والأجرام القريبة بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ووكالة الأبحاث الفضائية «ناسا» خطوة مهمة لنا في المملكة وما أعلن عنه الأمير (د.تركي بن سعود) نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث في المؤتمر السعودي الدولي لتقنية الفضاء 2012م عن التباحث مع وكالة ناسا لوضع مجسات للمركبات الفضائية على الرحلات المقبلة للقمر تخدم أغراضاً سعودية عبر نقل التقنية تمهيد جيد لنكون شركاء في هذه المشاريع الفضائية. وأخيرا، قد يرى البعض هذا الحديث نوعاً من الترف العلمي والفكري وأنه يجب توجيه الميزانيات لأمور أولى، ولكن أحب أن أوضح بأن وضع أهداف وطنية للوصول لهذا المستوى في مجال صناعة الفضاء سيقتضي تطويراً شاملاً للمنظومة التعليمية والبحثية بالإضافة للمنظومة الصناعية والعسكرية والبنية التحتية ناهيك عن ضرورة التفوق على البرامج الفضائية للدول المعادية. وكلي إيمان بأن وطني الغالي قادر بإذن الله ولديه كل المؤهلات لتحقيق تلك الرؤى! ! وأختم بكلمات الرئيس الأمريكي جون كيندي:» التغيير هو قانون الحياة، وهؤلاء الذين ينظرون للماضي والحاضر فقط، سيفقدون المستقبل بكل تأكيد!!».
مشاركة :