أكد الأستاذ عبدالله بن حمد العذبة رئيس تحرير «العرب» وجود جناح داخل مصر يعمل لصالح أبوظبي للتطاول على قطر. جاء ذلك في مداخلة هاتفية على قناة «الجزيرة مباشر»، تعليقاً على تسريبات لضابط مخابرات مصري يوجّه الإعلاميين المصريين للنيل من قطر وقيادتها. وقال العذبة: «من خلال قراءتي للأمر يبدو لي أن هذا الضابط يجهل خصوصية العلاقات الخليجية- الخليجية، وإن كانت هناك خلافات وتباين مع دول الحصار في دول الخليج. هذا الضابط غير مدرك فعلاً هذه العلاقة، وعمقها، وخصوصيتها بين الكويت وقطر». وأضاف: «ما يظهر لي من هذا التسريب أن هناك جناحاً داخل مصر يحاول أن يمنع أي تقارب قطري مصري في المستقبل. وهذا الجناح يُحسب دائماً على إمارة أبوظبي التي تريد أن تُبقي مصر بعيدة عن قطر، وتمنع أي تقارب مستقبلي بينهما، خصوصاً بعد التصريحات الإيجابية التي أدلى بها نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني». وأكد أن هذه المحاولات لن تؤثر على العلاقات الخليجية البينية، وأن الكويت لا تخضع للابتزاز بأي شكل من الأشكال، حتى وإن صعدوا واستخدموا هذا الأسلوب البلطجي. غدر أبوظبي وأكد رئيس التحرير أنه من خلال التصريحات التي أدلى بها سعادة وزير الدولة لشؤون الدفاع، عندما كان هناك لقاء يجمعه مع خيرت الشاطر، بحضور عبدالله بن زايد وزير خارجية إمارة أبوظبي، قال خيرت الشاطر لعبدالله بن زايد: «أنتم طعنتمونا في الظهر، وأين وعودكم؟ وأين ما اتفقنا عليه؟». وأضاف: «من الواضح أن إمارة أبوظبي غدرت بالإخوان، وتريد أيضاً تطويق مصر وعزلها عن قطر، وتحجيم دورها، لا سيما أن مصر ليست عضواً في مجلس التعاون». وأضاف العذبة: «يظهر لي أن هناك جناحاً مؤثراً في الإعلام، مثل صحيفة اليوم السابع، وغيرها، متخصصة في شحن الرأي العام المصري، هناك جناح واضح يستفيد من هذا التصعيد ويتلقى أموالاً من إمارة أبوظبي، بتنسيق مباشر مع المطرود محمد دحلان». وقال رئيس التحرير: «من وجهة نظري إن المواطنين المصريين يعرفون أن هناك جناحاً موجوداً لمنع أي تقارب مستقبلي بين مصر وقطر، ومهما بلغ الخلاف بين البلدين، ففي نهاية الأمر ستعود المياه إلى مجاريها». وأضاف: «كان هناك خلاف طويل جداً إبّان حقبة المخلوع حسني مبارك، ثم حصل تقارب بين مصر وقطر إبّان حكم العسكر، ثم في عهد الرئيس محمد مرسي، لكن يبدو أن إمارة أبوظبي تقف خلف إبعاد مصر عن أية دولة خليجية لا تدور في فلك الإمارة». وأضاف العذبة: «لا أعرف إذا كان هناك تقارب بين قطر ومصر، لكن القاهرة حتى في عزّ الخلاف مع قناة الجزيرة، وانعكاسه على العلاقات بين البلدين، لم تقم بفرض تأشيرات على القطريين، وخصوصاً الطلبة وذوي الأرحام في مصر، وكذلك لم تتأثر العمالة المصرية في قطر بأية خلافات سياسية». اعتذار السيسي وذكر: «مصر أصبحت جزءاً من الأزمة الخليجية لسبب غير مفهوم وغير معلوم»، مشيراً إلى أن عودة العلاقات بين البلدين ستكون في مصلحة الشعبين المصري والقطري». وأضاف: «السيسي عندما قابل الإعلاميين في نيويورك والتقى حضرة صاحب السمو، بشكل عابر، قال له «أنا تحدثت مع الإعلام، وأنا آسف عن أية إساءة أو تعرّض للأعراض وللنساء في دولة قطر». فالاستمرار على هذا المنهج يقلل من قيمة مصر، ويجعلها في مرتبة لا تليق بها وبحجمها الطبيعي، أياً كان نظام الحكم فيها. وقال العذبة: «مصر كانت منارة علمية إعلامية ومركزاً اقتصادياً ومركز ثقل عربياً، إلا إن إمارة أبوظبي تحرص على أن تجعلها في الحضيض بشكل مستمر، من خلال تمويل الإعلام المنحط المتواجد بمصر». كانت قناة «مكملين» الفضائية قد بثت، أمس الأربعاء، تسريبات جديدة، تتضمن توجيهات للإعلام المصري من المخابرات الحربية، للحديث عن فشل القمة الخليجية، واستغلال حادث الاعتداء بالضرب على شاب مصري في الكويت للضغط على الكويت حتى تتوقف عن دور الوساطة في الأزمة الخليجية، ومحاولة بث الفتنة والوقيعة بين الكويت وقطر. وفي اتصال هاتفي بين «النقيب أشرف» من المخابرات الحربية والإعلامي عزمي مجاهد، طلب الأول من الثاني «إهانة» قيادات قطر، في معرض حديثه عن القمة الخليجية، والعمل على زيادة الوقيعة بين الدول الخليجية وقطر.;