يتسارع التطور التكنولوجي بشكل يفوق التوقعات والتخيلات كل يوم، فلم يكن أحد يتخيل في الستينات والسبعينات ما نحن عليه الآن، وهو ما يرسخ فكرة أن كل شيء قد يراه البعض اليوم مجرد حلم سيكون قابلاً للتحقيق في المستقبل. وبحسب تقرير لـ «فوربس»، تستحوذ تكنولوجيا إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي و«بلوك شين» المدعومة بالحوسبة السحابية على اهتمام الجميع حالياً، حيث تظهر إمكانات ستجعل من المستحيل ممكناً رغم عدم الإلمام الكامل بكل قدراتها حتى الآن. ماذا تعني هذه التكنولوجيات؟ أولاً إنترنت الأشياء: اعتاد البشر على مر التاريخ على القياس وجمع البيانات يدوياً في عملية كانت تستغرق وقتاً طويلاً وعرضة للخطأ، فضلاً عن ارتفاع تكلفتها. في العصر الحديث وبفضل أجهزة الاستشعار والاتصال الرخيصة، يمكن الآن جمع المليارات من البيانات وتحليلها بطريقة فعالة، والانتهاء منها في وقت قد لا يتعدى الثانية، ونتيجة لذلك كل شيء أصبح معتمداً على الاستشعار الذكي بداية من آلات المصانع والسيارات حتى مسؤولي إنفاذ القانون. ثانياً الذكاء الاصطناعي: يسمح للآلات بالتفكير والتعلم بطرق تشبه البشر، وبالجمع بين إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي سينتج شيء أكثر إثارة للاهتمام من التكنولوجيتين إذا كانتا منفصلتين. حيث تتيح القدرة على التعرف على أنماط ذات دلالة معينة وسط مليارات البيانات والقيام بذلك أيضاً في كسور من الثانية، بطرق ستكون صعبة للغاية بالنسبة لمعظم البشر، فضلاً عن تطور الخوارزميات لتصبح أكثر ذكاءً بمرور الوقت. ثالثاً «بلوك شين»: تذهب الاستفادة من هذه التكنولوجيا أبعد من كونها أساسا للعملات الرقمية مثل «بيتكوين»، حيث تتميز بإمكانية إنشاء سجلات لا يمكن تغييرها ودائمة وقابلة للبحث بها عن الأحداث والمعاملات والعقود والوثائق الرسمية. وبتوسيع التفكير بعيداً عن العالم الحالي إلى عالم جديد من النظم المستقلة التي تتفاعل بعضها مع بعض، فستتمكن «بلوك شين» من توفير سجل بسيط وفعال من حيث التكلفة، ومستدام من خلال احتوائه على القرارات المتخذة والاتصال بالنيابة عن مستخدميه. أخيرا الحوسبة السحابية: وهي موارد تكنولوجيا المعلومات الافتراضية غير المحدودة التي تستخدم لتشغيل كل التكنولوجيات السابقة. نماذج على تأثير اندماجهم في المستقبل القريب من المؤكد أن الاستخدامات الحالية لهذه التكنولوجيات في تطور مستمر، ولن تتوقف عند استخدام المساعدين الصوتيين بطرح الأسئلة عليهم وشراء الأشياء عبر الإنترنت. ففي المستقبل، سترصد أجهزة الاستشعار المنزلية استهلاك المستخدمين من خلال إنترنت الأشياء، ليقوم الذكاء الاصطناعي بالإبلاغ عن ما نفد من المواد الغذائية الأساسية على سبيل المثال، ليسأل حول الرغبة في اتخاذ إجراء حيال ذلك ليتم تأكيد الأمر لفظيا، مع سلسلة كاملة من الأحداث المسجلة عن طريق «بلوك شين» في حالة وجود خلاف. في مثال آخر، يتفاعل الشخص بشكل دوري مع المتخصصين في الرعاية الصحية، من خلال جدولة موعد الطبيب، والجلوس في غرفة الانتظار لفترة، ومحاولة تذكر تاريخه الطبي، والإجابة عن مجموعة من الأسئلة قبل حصوله على العلاج اللازم. لكن الطفرة التكنولوجية المستقبلية ستغير هذا الروتين فيكفي الشخص ارتداء أجهزة الاستشعار الصحية الذكية لمراقبة مواعيد تناوله الدواء، وبدمجه مع الذكاء الاصطناعي سيكون قادراً على اكتشاف المشكلات المفاجئة سواء بتغير ضغط الدم أو مستويات السكر. وتتوافر تلك السجلات الصحية التفصيلية لدى الاختصاصي الطبي الذي يختاره المستخدم بطريقة بسيطة وسهلة، وسيتابع إنترنت الأشياء الحالة الصحية، والذكاء الاصطناعي يراقب ويتفاعل، ويمكن التحقق من جميع التفاعلات وحمايتها عن طريق «بلوك شين». وعلى جانب آخر، يشغل الأمن السيبراني بال الكثيرين، لذا من الممكن تخيل ما يستطيع إنترنت الأشياء فعله من خلال شبكات استشعار ضخمة تسجل وتحلل كل عمل وكل كبسة زر. كما يمكن لقوة الذكاء الاصطناعي المساعدة في كشف أي شيء خارج عن المألوف وتحديد التهديدات المحتملة، واتخاذ إجراءات وقائية دون تدخل بشري، وكلها مسجلة على سجل دائم موثوق.(ارقام)
مشاركة :