آثار حديث الحقيقة الذي أدلى به سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية لتلفزيون قطر، ببرنامج «الحقيقة» واسع الانتشار، ردود أفعال واسعة في وسائل إعلام دول الحصار، حيث فنّد سعادته كثيراً من الادعاءات التي ظلت دول الحصار تسوّق لها حول مواقف قطر في المنطقة العربية. وكعادته اندفع خطاب إعلام دول الحصار بعدائية شديدة تجاه أي خطاب قطري يدعو لحل الأزمة الخليجية، ووضع الأمور في نصابها، وتمادى إعلام الحصار في غيه، حتى وصف حديث سعادته تجاه مصر بأنه «تهدئة تسبق عملية إرهابية كبيرة».في عدد أمس لصحيفة «الخليج» قال باحثان: «إن قطر تحاول نشر مخطط تفتيت المنطقة، الذي تنفق عليه ما مقداره 9.5 مليار دولار». وقال هشام النجار الباحث الإسلامي، إن قطر تتبع طريقة «أصابتني بدائها وانسلت»، فهي ترى أن أسلوب المناورة والإنكار من الممكن أن يساهم في كسب الوقت، وامتصاص انتقال الدول العربية من حيّز ومساحة الصبر الاستراتيجي إلى استراتيجية الفعل. وأضافت الصحيفة أن النجار قال في تصريح لموقع «اليوم السابع» الإلكتروني، إن هذا الأسلوب من قطر يأتي ضمن عدة أدوات تتبعها، وتستخدمها في التعاطي مع أزمتها، بغرض التأثير معنوياً على الدول العربية، وتلميع صورتها لدى الغرب. كما ذكرت «الخليج» أن المحلل السياسي أحمد عطا، قال إنه عندما تصدر قطر تصريحات على لسان وزير خارجيتها، بهدف تهدئة علاقتها مع مصر، فإن وراء كل عملية تهدئة عملية إرهابية كبيرة، وهذا تكرر خلال الأشهر الماضية، ولكن قطر تلعب على عنصر كسب الوقت، مشيراً إلى أن قطر أصبحت طرفاً في مشروع كبير تنفذه لصالح أطراف دولية، وأجهزة استخباراتية، لاستكمال تقسيم المنطقة العربية، الذي بدأ مع الربيع العربي، والذي فشل بسقوط مكتب الإرشاد في القاهرة، في ثورة 30 يونيو، التي أسقطت مشروع تقسيم المنطقة العربية إلى دويلات صغيرة. وأضاف عطا -على لسان الصحيفة- أن وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، استقبل شخصيات عسكرية رفيعة المستوى لاستكمال مخطط التقسيم، منها قيادات عسكرية قطرية من داخل ليبيا، وشخصيات عسكرية من دول أخرى. وأكد عطا أن قطر الآن تتحرك في إطار الدور المرسوم لها، ولذا فحجم الإنفاق على آلياتها لتنفيذ مخطط التقسيم 9.5 مليار دولار، وهو رقم كبير، دفع الدوحة لبيع أصول لها داخل أوروبا، لتوفير تمويلات لتجديد دورها، ودعم ما يعرف بالحرب بالوكالة. ويتضح من الخطاب أعلاه التنسيق الكامل بين صحف دول الحصار لبيع الأوهام لشعوبها، فاليوم السابع تكتب رأياً وتقول إنه معلومات، ثم تمرره إلى «الخليج» الإماراتية التي تتبناه، وتعيد تدويره آملة أن يترسخ في أذهان من يقرأه، لكن يبين لكل حصيف أن ما تهرف به هذه الصحف أقرب إلى الهذيان منه إلى خطاب إعلامي مسؤول يقف على ساقين. وعلى النهج ذاته سارت صحيفة «الاتحاد» الظبيانية، التي قالت: «رفض سياسيون في مصر تصريحات وزير الخارجية القطري في حواره مع التلفزيون القطري، ووصفوا هذه التصريحات بالمراوغة والازدواجية والتناقض في الأقوال والأفعال. وأكدوا أن قطر ما زالت تستخدم الكذب والمراوغة في تصريحات المسؤولين، لتبرئة نفسها من تهمة دعم وتمويل التنظيمات والقيادات الإرهابية، وأشاروا إلى أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، استندت إلى الأدلة والوثائق التي تتكشف للعالم كل يوم على تورط قطر وضلوعها في العمليات الإرهابية». وواصلت الصحيفة نقلها بأن السياسيين أشاروا إلى أن دول المقاطعة -منذ بداية الأزمة- هي التي تدعو إلى الحوار المباشر، والجلوس على طاولة المفاوضات مع الدوحة، من دون شروط مسبقة، ولكن لم تقدم قطر ما يشير إلى أنها تسعى للحل والتهدئة والحوار مع أطراف الأزمة، وأن قطر بعد الأزمة الأخيرة لجأت إلى إيران للاستقواء بها ضد جيرانها في الإقليم، مما يؤكد عمق العلاقات القوية بين البلدين، والتعاون والتحالف الوثيق بين إيران وقطر ضد الأمن القومي العربي، وليس كما صرح وزير الخارجية القطري. وطبعاً لم توضح الصحيفة متى كانت دول الحصار جادة في حل الأزمة؟ وكيف كانت قطر متعنتة؟ فالخطاب الإعلامي للحصار يتبع استراتيجية تكرار الأكاذيب حتى ترسخ. وواصلت الصحيفة، ناثرة أكاذيب شركائها في جريمة الحصار، حين قالت: «رفض خبير النظم السياسية والشؤون الخليجية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام الدكتور محمد عز العرب، تصريحات وزير الخارجية القطري في حواره التلفزيوني حول اتهام بلاده بالتورّط في الإرهاب، بأنها اتهامات «مطاطية» على حسب قوله، مشيراً إلى أن قطر ما زالت تستخدم الكذب والمراوغة في تصريحات المسؤولين لتبرئة نفسها من تهمة دعم وتمويل الإرهاب، مؤكداً أن قطر راعية وداعمة للتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان، وداعش، وجبهة النصرة، والقاعدة، وهذا مثبت بالأدلة والوثائق من خلال علاقتها بتلك المنظمات». وتناست الصحيفة أن الذي ادعى على قطر ورمى عليها التهم هو المطالب بإثبات صحة ادعاءاته وليس الطرف الآخر، إذ ليس من المنطق أو العقل أن تتقول على شخص بالاتهامات ثم تطالبه بأن يثبت براءته، وقد تحدت قطر دول الحصار مجتمعة بأن تأتي بأي دليل يثبت أن لقطر علاقة بأي اتهام من التهم المجانية التي ظلت توزعها دول الحصار ليل نهار عبر إعلامها وشركات العلاقات العامة التي استأجرتها، لكن دول الحصار ظلت تهرب دوماً إلى الأمام. ولم تتأخر الصحف السعودية في العزف على الوتر ذاته، إذ قال الكاتب خلف الحربي بصحيفة «عكاظ» إن قطر قد اعترفت أخيراً بجرائمها، مستدلاً بالحديث التلفزيوني ذاته، وعمد إلى ليّ عنق الحقائق ليخترع أحاديث لم تقل.;
مشاركة :