«كل الأشياء».. رواية السرد الثقيل

  • 1/20/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: محمدو لحبيبفي روايتها «كل الأشياء» الصادرة عن الدار العربية للعلوم سنة 2017، تسعى الكاتبة الكويتية بثينة العيسى إلى تفكيك علاقة الفرد بالسلطة بمفهومها الشامل في الأدب، أو الدولة، أو النظام العالمي.وتطرح الرواية تساؤلات مهمة عن جدوى مجابهة الفرد للمنظومة الاجتماعية، وهل يمكن له أن يوجد خارجها أصلاً، أم أنه لن يتجاوز كونه مجرد عنصر في نفس الآلة التي يحاولُ تفكيكها.أثارت الرواية ردود فعل كبيرة في مواقع مراجعات الكتب تناولت تلك الردود الأسلوب السردي، ومضامين القصة والحبكة، والتقييم العام للرواية.أحد القراء أجرى قراءة انطباعية نقدية تعتبر أن الرواية هي أقرب للكلاسيكية منها إلى أي شيء آخر، وأنها حاولت أن تحشر كل شيء في نص سردي لم يستطع تحمل ذلك، وعبر عن ذلك قائلاً: (لست كاتباً احترافياً كي أكتب مراجعة لنص كهذا، لكن الحالة المنطقية تقودني إلى التقييم المحايد بعيداً عن المجاملات التي تُفقدُ الموضوعية. وتضلل القارئ، لم أجد في هذه الرواية أي مسار تصاعدي للكاتب، بل كان النص أقرب إلى الكلاسيكية الحذرة التي تارة تشعر بأن لها عيناً على القارئ وتارة تريد أن تتمرد عليه، النص كان محاولة بائسة للزج بسرد يحتوي على كل شيء، فأصبح ينطبق عليه المثل «لا طال عنب الشام ولا بلح اليمن»).لكن قارئاً آخر يرى فيها رواية عن الحياة، ويرى أنها أكبر من أن تحصر في أنها رواية عن مجتمع واحد، ويعتبرها صالحة لكل مجتمع وضع آماله أكثر مما يمكن أن يسمح به واقعه، ويثني على اللغة و يرى أن الكاتبة تحدت نفسها في الرواية، فجاءت بتراكيب لغوية جزلة لم تعد تشاهد إلا نادراً في الرواية، وأجْمل ذلك قائلاً: (لا أدري هل انتهيت منها أم انتهت مني؟، هل كنت أقرأ الرواية أم كانت تقرأ ما بداخلي وتقوله؟، هي من نوعية الروايات الموجعة الحقيقية، جمعت بين الإنسان ومجتمعه، بين الأب وابنه، بين الحب الضائع والأمل المفقود، والأهم أنها رواية عن الحياة، من الظلم البيّن أن نرى في هذه الرواية مجرد رواية كويتية جيدة، فهي تصلح لكل مجتمع وضع آمالاً أكثر مما يجب على واقعه، فانخسف به قبل أن تتبخر أحلامه وتصبح مثل الجرح الغائر صعب العلاج)، ويضيف القارئ قائلا: (أول فصول الرواية كانت بديعة بكل معنى الكلمة، حكّاية عميقة وتأملات جميلة تسحبك لذكريات بعيدة، وأحداث كنت تظن نسيانها وفجأة ستجدها تنبض في عقلك فتستعيدها، وبين ثنايا الرواية نلمح تحدي الكاتبة لنفسها، تراكيبها اللغوية أكثر قوة، وجزالة ألفاظها لم نعد للأسف نراها لميل معظم الكتاب للتبسيط المخل).إحدى القارئات ترى أن الكاتبة كسبت رهانها في «كل الأشياء» وتقول: (راهنتْ بثينة في «كل الأشياء» على نفسها، وكسبت الرهان: رواية سياسية، نفسية، رومانسية، وأشياء أخرى تستحق عنوانها).ينتقد قارئ آخر الرواية ويرى أنها ليست على مستوى التوقعات، ويعود ليتحدث عن أن الكاتبة حاولت أن تجمع في روايتها كل الأشياء لكنها لم تنجح في ذلك ويقول: (للأسف لم تأتِ الرواية على مستوى التوقعات، ربما تكمن مشكلة الرواية في أن الكاتبة حاولت أن تجمع تلك الأفكار كلها في رواية واحدة، وأن تتحدث عن «كل الأشياء» دفعة واحدة، فأفلتت منها في الوقت نفسه أشياء كثيرة).

مشاركة :