وهذه شهادة من الدكتور/ محمد حبش الذي كان جزءًا من نظام الأسد من خلال عضويته في مجلس الشعب الذي يقرره الأسد نيابة عن الشعب، فهو أكبر من الشعب، وأعلم من الشعب. كذلك كان فرعون، وكذلك هو الأسد. انشق حبش بعد الرحلة الدموية التي عاشها النظام تعذيبًا وتشريدًا وتقتيلًا بأبناء الشعب السوري المغلوب على أمره. هذه مقتطفات من سياق طويل ربما حاول من خلاله التكفير عن شيء من تاريخه الأسود مع النظام الأكثر دموية في العصر الحديث. يبدأ حبش كلمته بتساؤل مشروع فيقول: (لست أدري هل يحق لي أن أكون شاهدًا على العصر في الكارثة السورية؟ وهل سيقبل التاريخ شهادتي، وأنا أقر في كثير من سطورها بأن خبرتي في السياسة كانت غير واقعية، وأنني كنت لسنين ليس فقط حسن الظن والنية، بل مغفلًا ومخدوعًا، وهل أنجح أن أكون محايدًا في قراءة الأحداث. يقولون الحياد خرافة، والإنسان كائن منحاز بطبعه، ولكن المهم في رأيي أن يكون الانحياز إيجابيًا، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. والسؤال الأهم: هل سيكون لهذه الشهادة فائدة في وقف سيل الدم السوري الذي لم يتوقف منذ ثلاثين شهرًا، حين يشير إلى بوارق الأمل التي انطفأت، على حد قول إقبال: علَّ إنسانًا جديدًا يوقد الشعلة بعدي، وأن نتعلم من درس الدهر القاسي لنتجاوز ما كنا نمارسه من الأخطاء دون أن نشعر. إنني أقدم شهادتي للجيل الجديد الغاضب، أمارس أمامهم جلد الذات، ليس عن تواضع وتكلف، بل أعترف بما كتبه نزار من قبل: نحن آباؤكم فلا تشبهونا... نحن أصنامكم فلا تعبدونا). انتهى ومع تحفظ الكثيرين على أمثال هؤلاء (التائبين)، إلاّ أنهم في نظري أشرف ألف مرة من المتمادين في غيهم المستمرين في دعم النظام السوري دعمًا مفتوحًا لا نهاية له سواء كانوا أفرادًا أو أنظمة غير آبهين بعبر التاريخ ولا تقلبات الزمان ولا حتى غضب العزيز الجبار. ثمة أنظمة تظن أن بمالها تستطيع تغيير سنن الكون التي تثبت مرة بعد مرة أن الأفعال مهما اختلف فاعلوها تؤدي إلى النتائج نفسها طال الزمان أو قصر. وإنا لمنتظرون! Salem_sahab@hotmail.com salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :