تفاقم معاناة شركات الألبان السعودية لفقدانها السوق القطري

  • 1/23/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ما زالت شركات الألبان السعودية تواجه تراجعاً ملحوظاً في الأرباح وتتكبد خسائر كبيرة يوماً بعد يوم في ظل الحصار الجائر المفروض على قطر. وبدأت صعوبة الأوضاع المالية لتلك الشركات تنجلي حالياً في أعقاب بدء الإعلان عن النتائج المالية للعام الماضي، وخصوصاً الربع الأخير من العام.أظهرت البيانات المالية لشركة المراعي، التي تعد أكبر شركة لصناعة الألبان في المنطقة، تراجعاً في أرباح الربع الأخير من عام 2017 بنسبة 4.3 %، وذلك بعد أن فقدت الشركة حصتها السوقية في السوق القطري، واضطرت مرغمة على ترك المجال لمنتجات الشركات الوطنية القطرية والشركات الأجنبية. وقبل بدء الحصار الجائر على قطر كانت شركة المراعي ومعها شركات منتجات غذائية سعودية وإماراتية تصدّر يومياً إلى السوق القطري سلعاً مختلفة تقدر قيمتها بحوالي 50 مليون ريال. أوضاع صعبة وحققت المراعي 513 مليون ريال (136.8 مليون دولار) ربحاً صافياً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مقارنة بـ 536 مليون ريال خلال الفترة ذاتها من عام 2016. وبررت شركة المراعي تراجع أرباحها بصعوبة الأوضاع في أسواقها المحلية خلال عام 2017 واحتدام المنافسة، ما أدى إلى ضغوط على الأسعار، لكن محللين اقتصاديين أكدوا أن فقدان شركة المراعي لحصتها في السوق القطري هو السبب الرئيسي لتراجع أرباحها وإيراداتها خلال الربع الأخير من العام 2017. وسجلت إيرادات الشركة انخفاضاً بنسبة 2.6 %. وجاءت النتائج المالية لشركة المراعي دون تقديرات كثير من المحللين، فقد توقع بنك «سيكو البحرين» الاستثماري أن يبلغ صافي ربح المراعي 549.5 مليون ريال، في حين توقعت مؤسسة «الأهلي كابيتال» أن تصل الأرباح إلى 531 مليون ريال. وعلى أساس سنوي كذلك، سجلت أرباح المراعي تراجعاً كبيراً، فقد حققت الشركة أرباحاً سنوية بواقع 2.18 مليار ريال في عام 2017 بارتفاع طفيف بلغ 1.1 % مقارنة بالعام 2016، في حين كانت أرباح الشركة قد نمت بأكثر من 10 % ما بين 2015 و2016. انخفاض المبيعات أما مجموعة صافولا السعودية، فهي كذلك لم تكن في منأى عن تراجع الأرباح، حيث بلغ مجمل أرباحها خلال أول تسعة أشهر من العام 2017 نحو 3.22 مليار ريال انخفاضاً من 3.78 مليار ريال خلال الفترة نفسها من عام 2016. وانسحبت الأوضاع المالية الصعبة للشركات السعودية على الشركة الوطنية للتنمية الزراعية «نادك»، حيث بلغت أرباحها خلال الربع الثالث من العام 2017 حوالي 17 مليون ريال بانخفاض عن الربع المماثل من العام 2016 بنسبة 39.5 %. وأرجعت الشركة سبب تراجع الأرباح إلى الانخفاض في مبيعات 2017 بنسبة 7.17 % لإجمالي الشركة بقطاعيها، متأثرة بتباطؤ نمو الطلب في السوق بشكل عام، ما أثر على الطلب على منتجات الشركة. وتكبدت شركة نادك ارتفاعاً في مصاريف البيع والتسويق بنسبة 5.5 %، بينما زادت مصاريف البيع والتسويق بنسبة 5.49 %. أسواق بديلة وقد حاولت شركات الألبان السعودية تعويض خسائرها في السوق القطري، لكنها مُنيت بفشل ذريع، وذلك لأنها واجهت صعوبة كبيرة في إيجاد أسواق بديلة في المنطقة تتمتع بقوة شرائية عالية مثل تلك التي يحظى بها المستهلك في قطر، فضلاً عن قوته الاستهلاكية العالية، حيث كان يستهلك كميات كبيرة من إنتاج تلك الشركات يومياً. كما تراجعت أرباح الشركة السعودية لمنتجات الألبان والأغذية «سدافكو» بنسبة 9 % إلى 210.3 مليون ريال خلال أول تسعة أشهر من العام الماضي، مقارنة مع 230 مليون ريال أرباح الفترة المماثلة من عام 2016. وعزت الشركة انخفاض الربح حسب موقع أرقام إلى تراجع المبيعات وفقدان حصص سوقية. وبالنسبة للشركات الإماراتية، فهي أيضاً ليست ببعيدة عن أجواء تراجع الأرباح والخسائر، من جراء فقدانها لحصصها في السوق القطري التي كانت تستحوذ عليها قبل الحصار الجائر المفروض على قطر. فشركة الروابي للألبان الإماراتية، حققت أرباحاً صافية خلال عام 2017 بلغت قيمتها 700 مليون درهم، مسجلة تراجعاً ملموسا مقارنة مع عام 2016.;

مشاركة :