قيادي في النهضة لا ينفي وجود غاضبين داخل الحركة من استمرار خيار التوافق مع نداء تونس.العرب [نُشر في 2018/01/23، العدد: 10878، ص(1)]السبسي ضمانة استمرار التوافق مع النهضة تونس ـ قالت مصادر مقربة من حركة النهضة إن رئيس الحركة راشد الغنوشي يواجه ضغوطا من قبل أعضاء في المكتب التنفيذي والسياسي وخاصة من القيادات الوسطى في الجهات لدفعها إلى الانسحاب من حكومة يوسف الشاهد على خلفية تلميحات حزب نداء تونس بفك التحالف معها. وأضافت المصادر أن حالة من التشنج تسللت إلى المكاتب المختلفة وإلى مجلس الشورى بعد تمسك الغنوشي بضرورة استمرار الحركة بالتموقع في الحكم مهما كانت حدة الأزمة وتداعياتها. وكان قياديون في نداء تونس طالبوا بفك التحالف مع حركة النهضة في الحكومة بعد فشل مرشح الحزب في الفوز بالانتخابات الجزئية بألمانيا، متهمين النهضة بأنها تعلن دعم التوافق في العلن وتقف ضده في السرّ. ولم ينف القيادي في حركة النهضة محمد بن سالم في تصريح لـ”العرب” وجود غاضبين من استمرار خيار التوافق، لكنه قلل من حجم المعارضين لهذا الخيار وتأثيرهم داخل الحركة. وقال بن سالم، وزير الفلاحة في حكومة الترويكا، إن هناك أصواتا هامشية داخل حركة النهضة تطالب بمغادرة حكومة الوحدة الوطنية، لكن تيار الأغلبية والذي صوت له مؤتمر الحركة الأخير، يدعم نهج التوافق مع الحكومة منذ رئاسة لحبيب الصيد، والأغلبية في النهضة تؤيد التوافق. وقابل قياديو النهضة تصريحات قيادات النداء الحاثة على مراجعة خيار التحالف بالتهدئة والتقليل من شأنها، والتأكيد على أن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي هو ضمانة استمرار هذا التوافق. ولفت بن سالم إلى أن “تصريحات (قيادات) النداء بخصوص فك الارتباط مع النهضة تشمل المشاورات وأنها مجرد تصريحات للاستهلاك”، وأنه “وإن أعلن النداء عن فك ارتباطه بالنهضة فإن حكومة الوحدة الوطنية هي نقطة الالتقاء الأساسية بين الحركتين”. ويعتقد متابعون للشأن التونسي أن حزب النداء سيجد نفسه مجبرا على فك ارتباطه بحركة النهضة استعدادا لانتخابات 2019، وأن التصريحات التي صدرت عن قياديين من النداء تجاه النهضة كانت ضرورية قبل الانتخابات المحلية، مشيرين إلى أن استمرار تقاربه مع النهضة سيدفعه إلى خسارة جزء واسع من جمهوره الانتخابي. ويرى المتابعون أن النداء لا ينوي فك التحالف الحكومي أو التنسيق في البرلمان مع الحركة، لكنه ينأى بنفسه في المواقف السياسية وخاصة في القضايا الخلافية المتعلقة بالمدونة التشريعية، حيث يحرص النداء على تأكيد خلفيته الحداثية والتقدمية للتمايز عن النهضة. واعتبر القيادي في نداء تونس أنيس معزون في تصريح لـ”العرب” أن النداء والنهضة في حالة تنافس انتخابي حاليا بسبب اقتراب الانتخابات المحلية، وأنه “لذلك أعلنا فك الارتباط لتكون منافسا لنا في الانتخابات”.
مشاركة :