نتنياهو يطلب من الهنود الاقتداء بتركيا بقلم: عدلي صادق

  • 1/24/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اختيار نتنياهو تركيا مثالا يحتذى جاء بحكم هويتها كبلد إسلامي، وهي رسالة إلى الهندوسي المتطرف، لكي يتغاضى عن موقف المجتمع الهندي المسلم في بلاده.العرب عدلي صادق [نُشر في 2018/01/24، العدد: 10879، ص(9)] في زيارته الأخيرة إلى الهند، اصطحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معه نحو مئة من رؤساء الشركات، ولم يكن مخطئا في توقعاته، بأنه سيلقى من نارندرا مودي، رئيس الوزراء الهندوسي اليميني، حفاوة بالغة، لن يؤثر فيها تصويت الهند ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس واعترافه بها عاصمة لإسرائيل. فعلى هذا الصعيد، فسر السفير الإسرائيلي لدى الهند، دانيال كارمل، حكاية التصويت بأن الموقف الهندي تحدده عوامل عدة، أبرزها أن دلهي تركز على مسألة المفاوضات لحل كافة القضايا. فقد تحادث الطرفان، الهندي والإسرائيلي باقتضاب، حول مسألة التصويت، وأن هذا التحادث جرى بطريقة صريحة واتفق الجانبان على أن هذه القضية لا يجب أن تصبح عائقا بسبب التقارب في عدد من القضايا في العلاقات الثنائية، وقال الهنود إن الإسرائيليين يتفهمون موقفنا، ويعلمون أن من يجمع بين الهند وإسرائيل بات أكبر من موقف في الجمعية العامة للأمم المتحدة. كانت زيارة نتنياهو في جوهرها اقتصادية، وبعض طابعها الاقتصادي يتعلق بمبيعات عسكرية إسرائيلية، واتفاقيات إنتاجية في صناعات التقنية، إذ تتطلع حكومة نتنياهو إلى إبرام اتفاقية للتجارة الحرة مع الهند لتعزيز التجارة والاستثمارات. فالرحلة أصلا، جاءت متزامنة مع انطلاق مؤتمر “قمة الأعمال الإسرائيلية الهندية” والهدف الرئيس هو أن توافق الهند، على خفض معدلات الضرائب والقضاء على اللوائح المعقدة والمحبطة للاستثمارات الواسعة والكبرى، ومساعدة الشركات الخاصة في الهند وإسرائيل على الازدهار. وفي المؤتمر الاقتصادي الهندي الإسرائيلي، قال أوهاد كوهين، المفوض التجاري الإسرائيلي لدى الهند، إن اتفاق التجارة الحرة هو محض اتفاق اقتصادي، لكنه بالغ الأهمية للبلدين في مختلف المجالات، وهو ينجح بمساعدة تدابير الحد من التعريفات الجمركية، والحواجز غير الجمركية، ونوّه إلى أن المفاوضات لإنجاز اتفاق التجارة الحرة تتقدم بسرعة. وعندما جاء دور السياسة، في السياق الاقتصادي، تحدث نتنياهو في حضور رئيس الوزراء، بطريقة لحث الهنود على المضي قُدماً في خطته، فاستذكر تركيا بلغة تتسم بالمداعبة والتظارف. قال “أعطونا الأكسجين الذي أعطيناه نحن للقطاع الخاص” ثم استطرد “ما هو الأكسجين، إنه أقل معدل من الضريبة، هو الضرائب البسيطة، والضرائب مع التدابير السهلة. لقد فعلنا ذلك عن طريق خفض معدلات الضرائب لدينا وليس هناك إجراءات معقدة. لقد غيّرنا وجه الاقتصاد الإسرائيلي بتنمية الأعمال الكبرى وإطلاق الإبداع، وهذا هو بالضبط ما يفعله رئيس الوزراء مودي الذي نذر نفسه لهذه المهمة. فالابتكار يتطلب التبسيط الضرائبي والإداري”. اختيار تركيا مثالا يُحتذى جاء بحكم هويتها كبلد إسلامي، وهي رسالة إلى الهندوسي المتطرف، لكي يتغاضى عن موقف المجتمع الهندي المسلم في بلاده. فها هو البلد الراعي لأكبر التنظيمات الإسلامية في المشرق العربي، يعطيه الأكسجين، فلماذا يتردد الهندوسي الأصولي، في ما لم يكن مشكلة عند المسلم الأصولي؟ بعد أن ركز على تركيا، أضاف أن أنقرة توافقت مع إسرائيل، على اتفاقية تجارة حرة، تُعد في المرتبة الثانية بعد اتفاقية إسرائيل مع واشنطن، وأهم من اتفاقيات إسرائيل في هذا الشأن مع البرازيل والمكسيك وكندا وبعض الدول الآسيوية الأخرى. ولغواية الهنود دعا نتنياهو الشركات الهندية للاستثمار في إسرائيل، مذكرا بأن حجم التبادل التجاري الإسرائيلي الهندي، غير العسكري، ارتفع إلى خمسة مليارات دولار في العام 2017. في قول عجيب، تدحضه صحيفة أعمال حزب “بهاراتيا جاناتا” القومي الهندوسي وصحيفة أعمال مودي نفسه، وكذلك صحيفة أعمال حزب “الليكود” وقادته، قال نتنياهو لأصدقائه الهنود “إن علاقتنا صُنعت في السماء، لذا فإنها ترتكز على القيم المشتركة لمحبة الإنسانية والديمقراطية والحرية”. ذلك علما بأن مودي لم يصعد إلى الحكم في ولاية غوجارات، إلا بعد ضلوعه في مذبحة وحشية طالت المسلمين في فبراير 2002 وقد اتهم بضلوعه فيها رسميا، وكانت تلك المذبحة، هي سبب تركيز إسرائيل على الولاية وبدء التعاون الإسرائيلي الهندي منها، بعد أن أصبح نارندرا مودي رئيس وزرائها. كاتب وسياسي فلسطينيعدلي صادق

مشاركة :