عندما تكون السبب في ولادة الكيان الصهيوني، تظل تلاحقك هواجس الشعور بالذنب أجيالاً، وكل قطرة دم، أنت محاسب عليها، وبريطانيا التي التزمت بوعد بلفور لإنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين، زرعت دولة تقوم على أساس عنصري في المنطقة، وشرّدت الملايين، وفتحت مأساة دولية منذ سبعين سنة، ولد عليها أجيال، وفنيت عليها أجيال. أقر مجلس العموم البريطاني بأغلبية الأصوات مذكرة تطالب الحكومة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، تصويت غير ملزم للحكومة البريطانية، لكنه يحمل طابعًا سياسيًّا من شأنه أن يؤثر على موقفها في حال نالت المسألة تأييد غالبية النواب، وأن لندن أعلنت مرارًا عزمها الاعتراف بفلسطين شرط أن يدعم ذلك عملية السلام. ولا تعتبر بريطانيا بذلك، أن فلسطين دولة، ولكنها تقول إنها قد تفعل ذلك في أي وقت إذا رأت أن ذلك سيساعد عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. يمثل القرار الذي وافق عليه بأغلبية ساحقة، بعد عدة ساعات من النقاشات الحادّة ضربة قاسية للوبي الصهيوني المؤيد لإسرائيل في بريطانيا، فيما يُمثِّل فشلاً ذريعًا للدبلوماسية الإسرائيلية التي حاولت جاهدة أن تقنع أعضاء البرلمان البريطاني برفض القرار، فيما يُمثِّل هذا القرار مكسبًا كبيرًا للنشطاء الفلسطينيين والمتضامنين معهم في بريطانيا الذين يعملون منذ سنوات من أجل إيصال أصواتهم إلى دوائر صنع القرار في لندن والتأثير فيها، وقد وافق 274 عضوًا، فيما اعترض عليه 12 عضوًا. وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي فوجئت بحجم الكراهية، أن اعترافًا دوليًّا سابقًا لأوانه سيُوجّه رسالة مقلقة إلى القادة الفلسطينيين بأن بإمكانهم تفادي الخيارات الصعبة المفروضة على الجانبين، وهذا من شأنه أن يقوض فرص تحقيق سلام فعلي. #القيادة_نتائج_لا_أقوال وقف عشرات الناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية، ظنًّا منهم أن الضمير البريطاني قد صحا من نومه مؤخرًا، واحتشدوا خارج مبنى البرلمان رافعين لافتة مكتوب عليها: حان الوقت لإعادة الحق إلى صاحبه، إشارة إلى أن ما يجري في البرلمان ليس سوى مراجعة لوعد بلفور الصادر في العام 1917، والذي منحت بموجبه بريطانيا إسرائيل حق إقامة دولة لها على الأراضي الفلسطينية. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :