رجال في الذاكرة/ الأستاذ الدكتورأسامة بن عبد المجيد الشبكشي

  • 8/31/2014
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

رجال في الذاكرة الأستاذ الدكتور أسامة بن عبد المجيد الشبكشي أحد رموز اساتذة الطب في الأمراض الباطنية ومن عباقرتها الأفذاذ  بقلم           الكاتب / د.غازي زين عوض الله المدني أنه من مواليد مدينة جدة عام 1943م، سفير المملكة العربية السعودية في المانيا حصل على الدكتوراه في الأمراض الباطنية من جامعة ابرلنجن في المانيا وزمالة فخرية من الكلية الملكية الايرلندية، تقلد عدة مناصب علمية وادارية فكان عضو مجلس ادارة مركز الفهد للعلوم الطبية وعضو ايضا في مجلس ادارة المستشفى الجامعي بجامعة الملك عبد العزيو حاضر في كلية الطب بنفس الجامعة كما أنه عضو في مجلس كلية الطب والعلوم الطبية وعضو فاعل في لجنة التنسيق بين المستشفيات في المنطقة الغربية ثم وكيلا بجامعة الملك عبد العزيز للدراسات العليا والبحث العلمي بالاضافة الى عمله مشرفا على مستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة ومنها عميدا الكية العلوم الطبية بنفس الجامعة ليصبح فيما بعد مديرا لنفس الجامعة ومنها انتقل وزيرا للصحة ثم مستشارا للديوان الملكي الى أن استقر مؤخرا سفيرا للمملكة العربية السعودية بالمانيا. وفي كل المناصب التي اشغلها ابلى فيها بلاء حسنا في رفع مستوى الاداء فيها وبرغم من تسنمه مناصب عليا الا انه لم يبتعد عن التدريس الجامعي في مجال تخصصه حيث انه يؤمن بان المناصب الادارية تكليف لا تشريف. قضى حياته استاذا جامعيا ذا كفاءة عالية في مجال تخصصه، وكانت له عيادة يعالج فيها المرضى في المستشفى الجامعي وكنت أحد مرضاه، استفدت من علاجه من مرض القولون برغم انني عرضت نفسي على كثير من الاطباء المتخصصين في الامراض الباطنية في المستشفيات الداخلية والخارجية وعلى مدى السنوات لم استفد من علاجها، وبشهادة من كثير من مرضاه انهم استفادوا من علاجاته وهو حاليا في منصبه الدبلوماسي يتابع الابحاث العلمية في مجال تخصصه ليطلع على كل جديد يستفيد منه في مجال تخصصه، حتى وانه في منصبه حاليا في المانيا لا يترك مزاولة مهنته الطبية وله عيادة في معظم المستشفيات الالمانية في وقت فراغه، اما فيما يتعلق بثقافته العامة فانه يقرأ بنهم في الادب والفن والثقافة، انه قارئ بامتياز لكل ما هو مستجد من الابداع الادبي والعلمي وكان والده  يرحمه الله – كاتب مقال صحفي وكان رئيسا لجريدة البلاد، خاض والده عدة معارك ادبية ومساجلات مع الادباء والمفكرين السعوديين من رواد النهضة التنويرية الذين ساهموا في الحركات الادبية وفعالياتها اذ وضعوا بصماتهم فيها كما ان والده ومن ابناء جيله بنوا حضارة وطنهم بكل اخلاص وبدون تواني وبعد ان غيب الموت والده ترك مكتبة كبيرة عامرة بامهات الكتب في كل التخصصات الادبية والثقافية فهو بذلك ينتمي د.اسامة الى اسرة مثقفة وكان يقرأ ويستعير من مكتبة والده منذ نعومة أظفاره حتى شب عن الطوق واصبحت الثقافة من اهتماماته وترعرع عليها، ولقد بلغني وانا لست متأكدا من ان مكتبة والده اهديت بعد وفاته الى جامعة الملك عبد العزيز، ومن المعروف ان أ.د.أسامة الشبكشي يجيد لغتين تحدثا وكتابة اما اللغة الالمانية فهي اللغة التي درس بها علومه وتخصصه في المانيا واما فيما يتعلق باللغة الانجليزية فاخذ دورات فيها كثيرة والحديث عن هذا العالم لا يمكن ان يكتب في عجالة عن كل اعماله التي خدم فيها الانسانية وعلمه ووطنه ولو اننا فردنا له مجدات فنحن لا يمكننا ان نصل قاع بنائه الثقافي والعلمي.. نسأل الله له التوفيق والنجاح..                                 رجال في الذاكرة الشاعر المبدع سميح القاسم د.غازي زين عوض الله المدني عرفته، وتعرفت عليه في أرض الكنانة الحاضنة للثقافة العربية والأم الحنون التي تحضن كل مبدع عربي، إنها القبلة والبوصلة للثقافة، امتدادا بجسورها الاصيلة في بناء الحضارة الإسلامية التي اشرقت منها نور الرسالة ورددت جبالها وسفوحها ووديانها خطوات الأنبياء.     ومصر وكما هي في تاريخ أمتنا وحضارتنا العربية تستقبل في كل عام وفود من المفكرين والمثقفين يشاركون مهرجاناتها الثقافية، وفي كل عام يخرج من رحم أم العروبة، بل أم الدنيا،  معرض الكتاب الذي له دور متعاظم في بروز الثقافة العربية وتألقها، وكان للمايسترو للكبير الأستاذ المفكر سمير سرحان – يرحمه الله – اليد الطولى في بناء الثقافة التي احتضنها وأصبح حارسا لها من خلال جسور المعرض، فقد حوله من دار نشر إلى دار فكر وثقافة ولا يمكن أن ننسى أيضا دور الذين سبقوه في إدارة هيئة الكتاب فلهم أيضا دور كبير في نجاحه، وعودة على بدء، نتوقف مع شاعرنا سميح القاسم الذي كان له حضور مميز ومشاركة في أمسيات شعرية في معرض الكتاب..      أمّا كيف تعرفت على المناضل الفلسطيني الوطني الذي خدم قضية العربية بكل إخلاص وتفان، وسخر قلمه في كل إنتاجه الفكري والأدبي والشعري مناضلا لكفاح أرضه الطيبة من شرذمة الصهاينة الذين احتلوها، وبعد غيابه عن الدنيا أصبحت روحه معلقة بتحرير وطنه، فقد كانت مناسبة معرفتي به التي أشرف بها عن طريق الإعلامية المميزة الأستاذة جيداء بلبع المصرية العربية القلب والروح، وهي تنتمي الى أسرة باشاوية من الأب أما من الأم فقد ورثت أصول اسرة عريقة من المفكرين والسياسيين والأطباء، وكما هو معروف عنها انها تطير كالفراشة تحمل بين كتفيها جناحين تحلق بهما في سماء كل مهرجان ثقافي يقام في القاهرة وفي معرض الكتاب فانها تقتنص الفرص للقاء كوكبة من المفكرين المصريين والعرب لتتعرف عليهم وتأخذ منهم حوارات سياسية وفكرية وفنية لتزود بها الفضائيات التي تعمل فيها كمراسلة إعلامية.     وفي أحدى الأيام دعاني الصديق الحميم المفكر محمد الحفناوي لطعام الغداء في مزرعته الكائنة في الماريوطية حيث اعتاد أن يقيم في كل يوم جمعة مائدة غداء يدعو إليها المفكرين والمثقفين وفي طريقنا لمزرعته صحبتنا الاعلامية جيداء في سيارتها المتواضعة وبطبيعة الحال فإنها كانت من ضمن المدعوين وكنا ثلاثة من المثقفين، الشاعر سميح القاسم والشاعر البياتي وأنا، وفي مسافة الطريق ونحن في سيارتها طلبنا من الشاعر سميح القاسم أن يتحفنا ببعض قصائده لكي نقطع المسافة لطويلة، فالقى علينا مجموعة من قصائده الوطنية، إنه يتميز في طريق أدائه للشعر بكونه ملقيا للشعر بحق، تتناغم كلماته مع الموسيقى الشعرية، ولم يتوان البياتي الذي تحمس من سماعه قصائد القاسم فألقى علينا بنفسه وبروحه العالية والنبرة الإبداعية بعضا من قصائده حتى شارفنا مزرعة الداعي وكان في استقبالنا د.محمد الحفناوي بترحيب حار وبحفاوة كبيرة وبعد أن تناولنا طعام الغداء تحولت الجلسة إلى مهرجان بوجود اقطاب الشعر بيننا،  أما عن جيداء فكما عرف عنها أنها في كل مناسبة في المعرض تدعو بعض الضيوف من المفكرين والأدباء بمنزل والدتها المثقفة لكي يستمتع الحضور بذلك المنزل بذكرياتهم وأحاديثهم الممتعة، ونحن في جملتها.     والمعروف عن والدتها أطال الله عمرها أنها مضيافة من الدرجة الاولى ترحب بكل ضيف زائر لمنزلها، فإنها حقا ماهرة في الطبخ تعد من الموائد على العشاء من كل نوع ما يلذ به الخاطر وما يكفي عددا كبيرا من البشر، وهكذا كانت  جيداء كما هو معروف عنها تفاجئ والدتها بالضيوف دون إعداد مسبق، هذا ما جعل والدتها تألفها وتعرفها تمام المعرفة بانها فوضوية وارتجالية وغير منظمة في بعض الأمور.  وعودة الى الرجوع للمفكر والشاعر سميح القاسم الذي رحل عن عالمنا جسدا ولكن بقيت روحه ترفرف في سماء الدنيا مهتمة بهموم وطنها وما يتعرض له من اعتداءات اسرائيلية حصدت فيها أرواح الابرياء من المدنيين الفلسطينيين من تدمير منازلهم، وتألمت روحه لمأساة وطنه، وإن كانت المقاومة الفلسطينية  قد وقف أمام المعتدي الصهيوني حيث دمرت آلياته، واستطاعت بصواريخها أن تضرب مدنه في أبعد مسافاتها وأن تتجاوز حدود الجغرافية التي كانت تعجز عن الوصول إليها، وقد شاهدنا من خلال الفضائيات بسالة هذه المقاومة الفلسطينية.     لقد ترك الشاعر المبدع سميح القاسم للمكتبة العربية عددا كبيرا من الدواوين الوطنية والسياسية وبعض المؤلفات في الفكر التي تناولت المسرحيات والأدب والنقد وفي حياته نذر سميح القاسم روحه من أجل وطنه، ووقف محاربا في ساحته بقلمه وفكره وكان بطلا شجاعا تشهد له كل المحافل الثقافية والسياسية المحلية والعالمية – يرحمه الله –  

مشاركة :