رجال في الذاكرة المفكر والناقد الأستاذ حلمي النمنم د.غازي زين عوض الله المدني ضيف حلقتنا على مائدة الفكر في هذه السلسلة من الذكريات التي تضمنت بين طياتها مفكر وناقد يمتطي جواده الأدهم، إنه الاستاذ حلمي النمنم رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال صاحبة الريادة في عالم البيان بكل ما تصدره في الأدب من الألوان.. إن في تاريخ كتابنا العرب شجرة مضيئة بكلمات النور التي سردها عبر الأيام والسنين وتاريخ مصر العربية الفرعونية من قبل خطه كثير من المؤرخين فبدءا من آني الحكيم العظيم، ووصولا إلى ابن عبد الحكم وابن تغري بردي والمقريزي وانتهاء الى الرواد في العصر الحديث أمثال سليم حسن وعبد الله عنان حتى نصل إلى عبد العظيم رمضان وجمال بدوي وختاما بدرة التاج الأديب الكبير والمؤرخ والاعلامي الاستاذ حلمي النمنم، وفي سجل حياته وسيرته الذاتية تألق في سماء الفضاء الفكري وترسم في خطاه مشوار بارز في عالم الفكر والأدب والإعلام وفي وظيفته الحالية مؤخرا كان رئيسا لمجلس إدارة دار الهلال منذ مارس 2003م حتى 2011م، وفي صفحات سيرته نقرأ أنه أعير في ديسمبر 2009م من مؤسسة دار الهلال نائبا لرئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب وظل يشغل هذا الموقع حتى مارس 2001م وفي بداية مشواره في العمل الوظيفي الاعلامي عمل محررا ثقافيا بمجلة المصور منذ سنة 1992م وصار مساعدا لرئيس تحرير المصور ثم نائبا لرئيس التحرير ثم مديرا للتحرير وكانت بداية عمله الصحفي بمؤسسة دار الهلال محررا تحت التمرين وتم تعينه محررا في يناير 1989م. تخرج في كلية الآداب جامعة عين شمس في مايو 1982م وفي سنة 1984م نال تمهيدي الماجستير وانهى الخدمة العسكرية. * شارك في تأسيس جريدة الدستور سنة 1995م. وجريدة المصري اليوم سنة 2003م حيث كان مديرا لتحريرها. * عضو لجنة الكتاب والنشر بالمجلس الاعلى للثقافة سنة 2004م. وقام بالتحكيم في جائزة الدولة التشجيعية فرع النشر سنة 2007م * عضو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة سنة 2012م. * عضو لجنة تحكيم جائزة الصحافة النقابية بنقابة الصحفيين سنة 2007م وترأس لجنة التحكيم في سنة 2009م. * مقرر اللجنة الاعلامية بمكتبة الاسكندرية عامي 2008م – 2009م. وهي لجنة استشارية وجرى انتخابه مقررا عاما بالاجماع. * عضو لجنة تحكيم جائزة ساويروس لكبار الادباء. * عضو اتحاد كتاب مصر. * عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية. * شارك في عديد من المؤتمرات الدولية المتعلقة بقضايا الشباب بمصر والعالم العربي واوربا. * عضو مجلس كلية الآداب – جامعة عين شمس من الخارج عامي 2010م – 2011م، 2011م – 2012م. * اشرف على التحرير والنشر بالمجلس الاعلى للثقافة عام 2005م. * اصدر 14 كتابا في القضايا الفكرية والدراسات المتعلقة بتاريخ مصر الحديث والمعاصر مثل: * أيام سليم الأول في مصر. * الرائدة المجهولة زينب فواز. * المصريون وحملة بونابارت. * سيد قطب وثورة يوليو. * حسن البنا الذي لا يعرفه احد. * طه حسين والصهيونية. * المفكرون العرب والصهيونية وفلسطين. * قضية الثقافة وتاريخ مصر وامور التعليم والقضايا الاكاديمية. ويلاحظ من بورتريه المفكر الكبير حلمي النمنم أن مصر ولادة تنجب العباقرة والمفكرين والمثقفين والسياسيين والاعلاميين. وفي احتفالية كبرى اقامها صالون غازي الثقافي في القاهرة لتكريم مؤسسة دار الهلال بتمثيل نجومها من الاعلاميين والصحفيين الذين حفلت بهم دور الصحافة العربية والمصرية.. وفي تلك الليلة التي أخذت من الربيع جماله ومن الصيف صفاءه ليلة تداعب فجرا عربيا يولد من قلب الاسحار، ليلة جديدة تتواصل فيها كما التقينا في ليالي الفكر والابداع والليل يجري بلا انقطاع حاملا للانسانية رسالة اللغة العربية من قلب الامة المصرية، يسعدني في هذه المناسبة العظيمة من تاريخ مصر الحبيبة الحاضنة للثقافة العربية والتي يحج اليها كل المثقفين العرب ليحظوا من مهرجاناتها الثقافية حضورا ومشاركة.. ومفكرنا حلمي النمنم كان له الحظ الاكبر من التكريم في الصالون ضمن كوكبة من الاعلاميين والمثقفين العرب.. في شهادته للتكريم وقف فارسا مرتجلا كلمته بدأها بكل عام وانتم بخير.. سعيد أنا بوجودي بينكم اليوم وفي هذا الصالون الثقافي المهم والحقيقة ان الصالونات الثقافية لعبت دورا مهما في تاريخ الثقافة العربية الحديثة، وفي التاريخ الوطني لمصر والمصريين، وفي العالم العربي أيضا، وأظن انه لو عدنا الى الوراء لوجدنا ان الحركات السياسية الكبرى والاحزاب السياسية الكبرى في البدء نشأت من خلال الصالونات الثقافية، ودعونا نذكر زعيم الامة سعد زغلول وزعيم الوفد المصري كان احد رواد صالون الاميرة نازلى فاضل، وفي هذا الصالون تخرج قادة مصر وقادة الامة العربية كلها، وهذا كله جزء من سعادة الليلة بوجودي في هذا الصالون والذي عرف من حضراتكم تاريخ مؤسسة دار الهلال.. فهي مؤسسة نشأت على أرض مصر وبعقول مصرية، ولكنها ففي البداية كانت والى اليوم بقدر اهتمامها بالمصريين كان اهتمامها بالعالم العربي كله ولهذا سنجد أنه من من أديب عربي كبير الا وقد نشأ في دار الهلال وبخاصة في المجال الثقافي والكتابات السياسية والفنية، وسنندهش اذا عرفنا ان كبار كتاب السياسة في العالم العربي بدأوا في دار الهلال مثل سليم اللوزي وجهاد الخازن واخرين وكذلك الكبار منهم الموجودون في المؤسسات الصحفية الكبرى مثل الاستاذ مصطفى حسين والراحل عبد الوهاب مطاوع وغيرهما.. وكل هؤلاء كانوا من ابناء دار الهلال وقد نشأوا فيها. ولان هذه المؤسسة كانت مؤسسة للثقافة العربية وللصحافة العربية ومؤسسة عربية بامتياز وبالقدر نفسه الذي هي فيه مؤسسة مصرية وان كانت تواجه بعض الاعاصير الان فانني تماما واثق اننا سنتجاوز هذه الاعاصير لنكون اقوى واكثر صلابة وصمودا. وفي النهاية اتقدم لكم جميعا بالشكر الجزيل ولمؤسسة الصالون الثقافي العربي وللدكتور غازي عوض الله رئيس مجلس ادارة الصالون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. انتهت هذه الكلمة الضافية المطرزة بالعبارات البليغة والفكر المستنير.. هكذا كان تكريم ضيفنا حافلا بالعرس الثقافي الكبير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.