مخاتلة-(الرعب-السعودي-من-الحوثي!)

  • 10/19/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في شهر آب (أغسطس) الماضي تتابعت تقارير عن استعانة السعودية بقوات مصرية وباكستانية لحماية حدودها مع العراق خوفاً من «داعش». بعد ذلك اتسعت الدائرة لتشمل قوات مغربية وأردنية. لم تعلق الرياض على هذه الأنباء لفرط تفاهتها، فهي تسيطر على الحدود كلياً طوال الأعوام الماضية، حتى أن نسبة التسلل كانت «صفراً» رغم غياب الجانب العراقي، ثم أنها تضع «داعش» ضمن مصادر الإرهاب القائمة المرتكز خطرها في عمليات إرهابية، لكنها لا تخشى على حدودها ولا تعجز عن حمايتها، بل لعلها بعثت رسائل واضحة وقوية أن ظهور أي تجمعات قرب حدودها سيؤدي إلى مهاجمتها فوراً وبحسم. قبل عامين أطلق تنظيم متطرف ينتمي إلى رئيس الوزراء العراقي السابق بضع قذائف هاون تجاه الحدود، فكان التعامل السعودي مع الحادثة مثل تعامله مع المهربين والمخربين. اليوم تتكرر النبرة ذاتها في التحذير من خطر الحوثي على السعودية، وأنها وقعت داخل كماشة إيرانية ستعصرها، حتى إن سيطرة الحوثيين على المنفذ الحدودي اليمني كان خبراً رئيساً وكأنه غزو للسعودية. الحدود مع اليمن أصعب من مثيلتها مع العراق، بسبب طبيعتها الجغرافية، ولوجود تنظيم القاعدة وانتشاره في اليمن، إلا أن كل محاولات الاختراق الإرهابية أفشلها حرس الحدود بقوة وفي جميع الحالات، على رغم خمول الجانب اليمني منذ أعوام، ثم إنه يعيد يومياً من 400 إلى 1000 متسلل من مهربين وباحثين عن عمل عبر تعاطٍ إنساني في التعامل، إدراكاً بأن اليمن جار عزيز، وتفهماً لظروفه الصعبة، على رغم الأخطار الشديدة التي يتعرض لها رجال الحرس، لأن نسبة مهمة من المتسللين هم مهربون يستخدمون السلاح على أمل إحداث ثغرة ينفذون منها. ما يحدث في اليمن مشكلة داخلية أحبطت كل الجهود الخيرة لمساندته نتيجة ضعف الحكومة والتوازنات الداخلية، سواء أكانت قبلية أم سياسية أم آيديولوجية أم هي مجتمعة، كما هي حال «الحوثي» المدعوم من إيران بشكل سافر، ومع ذلك فإن السعودية ستقف إلى جانب اليمن حتى إن أحكم «الحوثي» قبضته، لأنها لا تتدخل في شؤون جيرانها، لكنها لن تسمح بأي تعد على أراضيها مهما كان السبب، وهو أمر يدركه «الحوثي» جيداً استناداً إلى تجربته السابقة. الوضع في اليمن مؤسف، وهو إذ يشي بغمامة حرب أهلية، فإنه في الوقت ذاته قد يكون جراحة مؤلمة من أجل ترميم الأخطاء، والخروج من لعبة الكراسي التي أنهكت العباد والبلاد. السعودية معنية بحماية وضعها، وما يجري خارج سياجها لا يضرها، وإن أسفت له وأملت في تصحيحه، لذلك لم تعلق كثيراً على كل هذه الأخبار الاستفزازية، كما فعلت مع تصريحات نائب الرئيس الأميركي الذي أدرجها ضمن الدول الراعية للإرهاب، فلم ترد عليه حتى جاء معتذراً ومتراجعاً عن أقواله. هذه الحملات هدفها إظهار أن السعودية ضعيفة ومتخلخلة داخلياً، ولو كانت كذلك لأصاب الرياض تشنج انفعالي أغرقها في الردود والنفي ومحاولة تأكيد سلامة بنيانها. في كل الأحوال إن كانت السعودية قادرة على استجلاب كل هذه القوات، فإنه يدل على نفوذها وكثرة أصدقائها، لكن الواقع يقول إنها تحمي الآخرين، فهل يعقل أن تعجز عن دارها؟

مشاركة :