قطر انتصرت دبلوماسياً على دول الحصار

  • 2/2/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - وكالات: مع اقتراب الأزمة الخليجية من شهرها الثامن، أكدت مجلة Forbes الأمريكية أن قطر تُحرز تقدماً يرشحها للفوز بالحرب الدبلوماسية مع دول الحصار، مستشهداً بعدد من الأحداث والتطورات التي شهدتها الأزمة خلال الفترة الماضية. وقال دومينيك دودلي، الصحفي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها قطر للالتفاف على الحصار الاقتصادي والسياسي الذي فرضه عددٌ من حلفاء البلاد السابقين في المنطقة فعَّالة، وذلك في ظل تأكيد الولايات المتحدة الآن على دعمها للدوحة، فيما تواصل دعوتها كافة الأطراف للتوصُّل إلى تسوية. ويرى الكاتب أن تلك الجهود تؤتي أكلها، وذلك بعد عقد حوارٍ إستراتيجي هذا الأسبوع في واشنطن، أكَّدت فيه شخصيات بارزة في الإدارة الأمريكية على العلاقات الوثيقة بين البلدين. وأكدت المجلة وجود تقارب قطري غير مسبوق مع الولايات المتحدة حيث تفاوضت الدوحة حول مجموعة من الاتفاقات مع الولايات المتحدة منذ الصيف الماضي، تعالج بعض أوجه الانتقاد التي كثيراً ما وُجِّهَت إليها. ويتضمَّن ذلك مذكرة تفاهمٍ لمحاربة الإرهاب، وُقِّعَت في يوليو الماضي، التي تغطي مجالات تبادل المعلومات، ومكافحة تمويل الإرهاب، إلى جانب مسائل أخرى. ونقلت المجلة عن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، تأكيده أن «قطر شريكٌ قوي وصديقٌ قديم للولايات المتحدة، إنَّنا نقدِّر العلاقات الأمريكية القطرية ونأمل أن تُعمِّق المحادثات التي نجريها اليوم علاقاتنا الإستراتيجية». وقالت المجلة إن قطر والولايات المتحدة اتفقتا في سلسلة اللقاءات خلال جلسات الحوار الإستراتيجي القطري الأمريكي على اتفاقية طيران تُفصِح بموجبها الخطوط الجوية القطرية عن بياناتٍ تمويلية مُفصَّلة، وتكشف عن العقود مع المؤسسات الأخرى المملوكة للدولة في الأعوام المقبلة. ويهدف هذا لمواجهة الانتقادات من شركات الطيران الأمريكية الرئيسية بشأن المساعدات غير العادلة التي تُقدِّمها الدول الخليجية لشركات الطيران الخليجية، وقد لقي ذلك ترحيباً من شركات الطيران الأمريكية. إذ وصف إد باستيان، المدير التنفيذي لشركة دلتا، الاتفاق بأنَّه «خطوة أولى قوية في عمليةٍ تهدف لتحقيق الشفافية والمساءلة التجارية». ويرى الكاتب الأمريكي أن الاتفاقيات الدفاعية بين قطر وأمريكا تُعَد عنصراً مهماً أيضاً في العلاقات العسكرية طويلة الأمد بين البلدين. خاصة أن قطر قد عرضت توسيع القاعدة كما أن العلاقات تعزَّزت بكمية المعدات الدفاعية الأمريكية الكبيرة التي تشتريها قطر. على الصعيد الدولي يرصد الكاتب تقدماً لقطر في ميدان آخر، فقد توصَّلت قطر إلى اتفاقٍ أيضاً مع منظمة العمل الدولية، في نوفمبر الماضي، أغلقت بموجبه الوكالة التابعة للأمم المتحدة شكوى ضد قطر تتعلَّق بعدم حمايتها لحقوق العمال المهاجرين. وأكدت المجلة ميل أطراف دولية فاعلة أخرى، من بينها قوى أوروبية كبرى، للاصطفاف خلف جهود الوساطة التي تبذلها الكويت لحل الخلاف. ومع أنَّ تلك الجهود لم تؤدِ حتى الآن إلى أي اختراقات، لا توجد أي رغبة تقريباً لدى الآخرين في الانحياز إلى أي طرف. ويرى الكاتب أن دول الحصار وقعت في بعض الأخطاء التي ينظر لها بأنها غير ضرورية، ففي الإمارات على سبيل المثال، اضطر متحف لوفر أبوظبي المُفتَتَح حديثاً لتغيير إحدى الصور بعدما تبيَّن أنَّ خريطة - تُظهِر مسار الرحلة التي قطعها إناء قديم - قد حذفت قطر، تارِكةً منطقةً فارغة من المياه في المكان الذي يُفترَض وجود البلاد به. وأكدت المجلة أن تغيّر موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من الأزمة الخليجية، يُمثل عاملاً مهماً لقطر في حشد تأييد دولي لصالحها ونقلت عنه إشادته مؤخراً بقطر لدورها في التعامل مع الإرهاب، وقالت المجلة في تقريرها ان تيلرسون هو مَن يقود الجهود الدبلوماسية الأمريكية لحل النزاع. ويبدو أنَّ تصريحات واشنطن في الأيام الأخيرة تُظهر بشكلٍ واضحٍ أنَّ الإدارة الأمريكية سترغب ببساطةٍ في رؤية تسويةٍ للنزاع عاجلاً وليس آجلاً، بصرف النظر عن المطالب التي تطلبها الرياض وأبوظبي من الدوحة.

مشاركة :