علينا أن نرجع بالذاكرة إلى الماضي الجميل، لكي نعرف وندرك ما نحن عليه الآن من تدنٍّ بالقيم الأخلاقية، ونرى تغييرات جذرية قد حدثت، ودخلت علينا كثير من العادات والتقاليد الخارجية والدخيلة على مجتمعنا الكويتي. نعم، فالتجديد والتغيير يُعتبران سُنّة الله تعالى في أرضه، وان تأقلم الناس وتطور الحياة أمر يحدث في كُل زمان ومكان، وأقصد هُنا الشريحة المُستهدفة من فئة الشباب، ولا شك في أنها هي الفئة الحيوية والمهمة، التي ربما نكون قد أهملناها، سواء بقصد أو من غير قصد، وإن الشباب الكويتيين بحاجة ماسة إلى من يستمع إليهم باهتمام، وليس بنظرة يعتريها الكِبر، وبذلك نقرُّ ونعترف بأننا قد وضعنا أنفسنا تجاه المساءلة عما قدمنا لهم، ولماذا بطريق أو بآخر لم نكن لهم الموجّه والمرشد بعيداً عن العصبية؟ وأتوقع نحنُ إلى الآن عازفون عن استغلال الطاقات الشبابية الكامنة وتوجيهها إلى الدرب الآمن والطريق الصحيح، ولقد شاهدتُ كما شاهد الآخرون، من خلال زيارة إلى أي مجمع تجاري، تجد نفسك أمام شباب من الجنسين، لدى بعضهم عالمهم الخاص بهم، سواء في الملابس العجيبة أو التصرّفات الدخيلة على مجتمعنا المحافظ، وكذلك ويلات الموضة الصاخبة وقصّات الشعر الغريبة، وحتى لغة بعضهم أصبحت خاصة بهم، ربما نجد أنفسنا لا نفهم كثيراً من مُصطلحاتها، ومع ذلك نُمعن بنظر العين في انتقاد المواقف الشبابية، ولكن من بعيد، وأنا هُنا لا أستثني أحداً، سواء البيت أو المدرسة بجميع مراحلها، أو الدولة ومؤسساتها المُختلفة، وأيضاً مجلس الأمة الذي رُبما ترك الاهتمامات الشبابية وراء ظهره، وحتى أغلب أرباب الأُسر من الآباء والأمهات لم يولوا اهتماماً بالغاً بأبنائهم أو حتى يدركوا ماذا يريدون. إن المشكلة الشبابية وما يعانيه الشباب من ضعف في التوجيه، ربما نكون نحن أول من يكتوي بنيرانها. «والله المُوفِّق والمُستعان». محمد عبد المحسن البرجس malbarjas1@gmail.com
مشاركة :