الدبلوماسية القطرية تنتصر .. وحلف الحصار يتصدع

  • 2/22/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة -  الراية : أكدت تطورات الأزمة الخليجية الراهنة، بتوقيع دولة قطر وجمهورية تشاد، مذكرة تفاهم تقضي باستئناف العلاقات المقطوعة بينهما منذ نحو 7 أشهر، على حكمة الدبلوماسية القطرية في إدارة علاقاتها مع دول العالم، ونجاحها في إحباط مخططات دول الحصار عبر كشفها للعالم بالأدلة والوثائق. وتأتي خطوة استئناف العلاقات القطرية التشادية، بعد أن أعادت السنغال، سفيرها إلى الدوحة، أغسطس الماضي، والتي استدعته للتشاور في بداية الأزمة. وترصد  الراية  أهم دلالات هجرة دولتي تشاد، والسنغال لحلف الحصار، ومدى تأثيرها في زيادة قناعة العالم بسلامة ونزاهة الموقف القطري، في مواجهة أطماع رباعية الحصار .. وأيضا نجاح الدبلوماسية القطرية في كشف خداع دول الحصار للدول والشعوب، ومواجهتها حملة الافتراءات والأكاذيب والإجراءات العقابية الجماعية بحق أهلها بأصول القانون الدولي حتى باتت قطر منارة للأمن والسلام في ظلمة الحصار. وتتجسد أبرز ثمار جهود الدبلوماسية القطرية في انحسار عدد الدول المشاركة بحلف الحصار المشبوه، فيما يستمر نزيف رهانات الرباعية الخاسرة على سلاح الابتزاز والترهيب وتمويل حملات مشبوهة بالملايين للشوشرة على التحركات القطرية على الساحة الدولية لفضح مخططات المتآمرين. كما تستعرض  الراية  حصاد الصمود القطري أمام مخطط دول الحصار التي تعاني التخبط والارتباك منذ بداية الأزمة، بإعلان ١٢ دولة عن قطع أو تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع الدوحة بما فيهم رباعية الحصار.. وأيضا ما أظهرته الدبلوماسية القطرية من قدرات استثنائية على امتصاص الصدمة وترويض الأزمة لصالحها وخلق فرص للنجاة من قلب أمواج متلاطمة لمؤامرات خبيثة تقود دفتها قيادات متهورة وطائشة تغامر بمقدرات شعوبها وتهدد استقرار المنطقة. كانت سعادة السيدة لولوة راشد الخاطر المتحدّث الرسمي لوزارة الخارجية قد أكدت أن توقيع مذكرة تفاهم بين دولة قطر وجمهورية تشاد منذ لحظات بمقتضاها تُستأنف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين يمثل انتصاراً لدبلوماسية كلا البلدين. وقالت في تغريدة عبر حسابها الرسمي عبر تويتر: «توقيع مذكرة تفاهم بين دولة قطر وجمهورية تشاد منذ لحظات بمقتضاها تُستأنف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وعودة السفراء فوراً. يجيء هذا انتصاراً لدبلوماسية كلا البلدين، دبلوماسية تقوم على مبادئ الحوار وتنمية المصالح المشتركة التي تعود بالخير والسلام والازدهار على الشعبين».   الحوار .. وسيلة قطر لحل الخلافات   يبرز في دلالات إعادة العلاقات القطرية التشادية، التزام الدبلوماسية القطرية بسياسة الحوار والتفاوض البنّاء لرأب صدع أي خلاف. وأيضا قدرتها على تفكيك أعقد المسائل، وكسر حلقات الأفكار المغلوطة المسبقة عبر سياسة عقلانية تعتمد على تفنيد الادعاءات وكشف الحقائق. ورغم حدة بيان الخارجية التشادية لقطع العلاقات في أغسطس الماضي، وادعاء زعزعة قطر لاستقرار تشاد، انطلاقًا من ليبيا، إلا أن الدوحة تعاملت مع هذه الادعاءات بحكمة وعقلانية واستطاعت بالحوار تفنيد كافة الهواجس وكشف حقائق الأمور ما أسفر في النهاية عن توقيع مذكرة التفاهم وعودة العلاقات إلى مجاريها الطبيعية. كما أعلنت السنغال إعادة سفيرها إلى الدوحة بعدما كانت سحبته للتشاور، وقالت إن إعادة السفير تهدف للتشجيع على التوصل إلى حل سياسي للأزمة الخليجية، في حين فشلت ضغوط سعودية وإماراتية في حمل دول عربية وأفريقية وآسيوية على قطع علاقاتها مع قطر.     قطر العزة لا تعرف التنمر أو الانتقام   يشير مراقبون إلى أنه من اللافت في عودة العلاقات القطرية مع تشاد والسنغال، هو حرص قطر في علاقاتها مع كافة الدول الصديقة على بناء على الثقة والاحترام المتبادل وبعيدًا عن سياسة التنمر والانتقام التي تتبعها دول الحصار. وأوضحوا أنه مع إعلان بعض الدول عن مقاطعة دولة قطر في اصطفاف غريب مع دول الحصار، لم تكن ترد الدوحة إلا بقواعد القانون الدولي والمعاملة بالمثل المنصوص عليها في الأعراف الدبلوماسية دون تطاول أو مساومات أو محاولة للترغيب والترهيب لتحقيق مآرب معينة. كما حافظت قطر على عزة شعبها في ردها على قرارات المقاطعة، وردت على إجراء إغلاق سفارتها في نجامينا، بإعلان إغلاقها لسفارة تشاد في الدوحة.    بسبب التأييد الدولي للموقف القطري دول الحصار تهرب من المواجهة والحوار   يكشف نجاح الدبلوماسية القطرية في حل أزمة قطع العلاقات مع دول صديقة مثل تشاد والسنغال، عن الأسباب الحقيقية لتخوف دول الحصار من خوض الحوار مع قطر. ويرى مراقبون أن دول الحصار تدرك جيداً سلامة الموقف القطري واحترافية دبلوماسيتها المستندة إلى قواعد القانون والأعراف الدبلوماسية الحاكمة للعلاقات بين الدول والشعوب والتي تؤكد على أهمية حل النزاعات والخلافات بالطرق السلمية وعبر الحوار. وفيما تؤكد دعوة الدوحة إلى الحوار على شفافيتها وأنه ليس لديها ما تخفيه، يبرهن رفض دول الحصار على ضعف حجتها وقلة حيلتها، خاصة مع التأييد الدولي الكبير الذي تحظى به رؤية الدوحة لحل الأزمة من كافة عواصم العالم من واشنطن غرباً إلى موسكو شرقاً.   قطر ترفض الزج بالشعوب في الخلافات السياسية   يؤكد المراقبون أهمية المنهج القطري في التعامل مع الدول التي اصطفت مع دول الحصار، مؤكدين أنه اعتمد على مبدأ أساسي وهو عدم إقحام الشعوب في الخلافات السياسية أو تعريضها للمعاناة بسبب تباين وجهات النظر بين سياسات أنظمة وحكومات. ويؤكد مراقبون على أن هذا المنهج شكّل ركيزة مهمة في عودة العلاقات بين قطر والدول المغادرة لحلف الحصار الضال، بحفاظها الدائم على علاقات طيّبة بين الشعوب. ويسطر التاريخ تنديد الكثير من مواطني رباعية الحصار وبعض الدول التي اصطفت معها، بقرارات السلطات في بلادهم بحصار أهل قطر وقطع العلاقات مع الدوحة، وهو ما أثار جنون دول الحصار فانطلقت إلى فرض عقوبات تصل إلى الحبس ٥ سنوات وغرامة ٥٠٠ ألف درهم لمجرد التعاطف مع قطر، فيما خرجت مظاهرات بحشود كبيرة في دول أخرى تندّد بهذه القرارات، منها موريتانيا وجزر القمر. وفي الدوحة، أصدرت الجالية الموريتانية بياناً أعربت فيه عن أسفها لقرار حكومتها قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.     زيف مزاعم المتآمرين أعاد العلاقات التشادية   كشفت العودة التشادية إلى المسار الصحيح للعلاقات الثنائية مع الدوحة بعد قطيعة دامت ما يقرب من ٧ أشهر، عن يقينها بزيف مزاعم دول الحصار التي دأبت على الترويج لها وكانت سبباً رئيسياً في إحداث الوقيعة بين البلدين. وكانت الخارجية التشادية قد بنت قرار المقاطعة باتهام الدوحة بـ «زعزعة استقرارها انطلاقاً من ليبيا»، وتبيّن أن رباعية الحصار تقف وراء هذه الأكاذيب والافتراءات كعادتها، بزعم دعم قطر ما أسمتهم مرتزقة من تشاد ضمن جماعات مسلحة في ليبيا، وتسليط الضوء عليهم من خلال صور وتقارير مفبركة واظبت على نشرها قناتا العربية وسكاي نيوز، الشهيرتين بتزييف وقلب الحقائق ضد دولة قطر.     قطر تواجه حصاراً جائراً   تكشف أبجديات العلاقات الدولية زيف ادعاءات دول الحصار بأن ما تقوم به مع قطر هو قطع للعلاقات وليس حصاراً. ويوضّح الخبراء أن القطيعة الدبلوماسية تكون نهاية حقبة من التوتر يمكن رصدها بدلالة مستوى التمثيل الدبلوماسي، ففي مراحل أولية من التوتر تسلَّم رسائل احتجاج، ثم يتبع ذلك استدعاء السفير للتشاور، وفي مرحلة لاحقة يصار إلى خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي. وبالتالي يكون قطع العلاقات الحل الأخير كونه صلة الوصل بين نوعين من أبرز آليات حماية المصالح التي تتيحها العلاقات الدولية، وهما العلاقات الدبلوماسية والحرب. واللافت في أزمة حصار قطر الجائر أنها جاءت بشكل مفاجئ بعد قمتين خليجية وعربية إسلامية مع الولايات المتحدة، ثم إشعال فتيل الأزمة بناءً على جريمة قرصنة، والتمادي في الخلاف إلى إغلاق كافة المنافذ، ما يعنى وجود نوايا مبيّته لتركيع الدوحة بحصار شعبها ومحاولة عبثية للنيل من سيادتها وليس مجرد مقاطعة.     إسرائيل أول المؤيدين لحصار قطر   لن تنسى سطور التاريخ وسجلاته الخالدة، أن إسرائيل كانت من أولى الدول المؤيدة لقرارات دول الحصار. وأعلنت تل أبيب رسمياً اصطفافها إلى جوار عواصم دول الحصار عبر تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في الخامس من يونيو، يوم إعلان دول الحصار قطع علاقاتها مع الدوحة وإغلاقها كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية أمامها. وأكد ليبرمان أن حصار قطر فرصة للتعاون بين إسرائيل ودول الحصار، قائلاً: «الدول العربية بدأت تدرك أن الخطر على المنطقة ليس إسرائيل بل الإرهاب. إنها فرصة للتعاون».       قطر تنتصر في مواجهة ١٢ دولة انحسار مخطط الحشد المشبوه ضد الدوحة   يشير مراقبون إلى دلالة مهمة بتوقيع قطر وتشاد مذكرة تفاهم لاستئناف العلاقات وعودة سفيري البلدين إلى كل من الدوحة وأنجامينا، وهي انحسار عدد الدول المشاركة في حلف دول الحصار ضد الدوحة، وما يعنيه من خسارة دول الحصار لرهانها على مخطط صبياني للحشد الدولي ضد دولة قطر. ويؤكد المراقبون على رغبة دول أخرى ضمن حلف الحصار في الخروج منه وإعادة العلاقات مع الدوحة، بعد ما كشفته تطورات الأزمة من رفض كافة القوى الإقليمية والدولية لحصار قطر وتبنيها رؤية الدوحة لحل الأزمة عبر الحوار. وبدأ حلف الحصار المشبوه في يوم ٥ يونيو الماضي، وقطع العلاقات مع دولة قطر من قبل دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وحكومة طبرق الليبية (غير معترف بها دولياً) وجزر المالديف وجزر القمر. وفي يوم 6 يونيو، أعلن الأردن عن تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع قطر، وأعلنت موريتانيا أيضاً قطع العلاقات الدبلوماسية رسمياً مع دولة قطر. وفي 7 يونيو أعلنت جيبوتي عن تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع قطر واستدعت السنغال سفيرها للتشاور. وينوه المراقبون بفشل دول الحصار منذ هذه الفترة في حشد المزيد من الدول لهذا الحلف. وبرز ذلك في إعلان الخارجية الباكستانية، أن إسلام آباد لا تعتزم قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، فيما فسره المراقبون بممارسة دول الحصار ضغوطاً على بعض الدول للاصطفاف إلى مخططها الخبيث الذي أصابه شلل وجمود لافت، سرعان ما بدأ في الذوبان مع كشف الدوحة لزيف الادعاءات ضدها وأهداف الحصار الحقيقية للنيل من ثروات شعبها واستقلاليتهم.     أبواب قطر مفتوحة لعلاقات تحترم السيادة   يشير مراقبون إلى أن انفراط حبات عقد الحصار وتحطم حلقاته، بهجرة تشاد والسنغال لهذا الحلف، يعكس اكتشاف العالم للأسباب الحقيقية للأزمة التي تتمثل في أطماع وأحقاد دول الحصار للنيل من ثروات وإنجازات دولة قطر. ويشير مراقبون إلى أهمية هذا التطور النوعي في مسار الأزمة الخليجية، بإعادة العلاقات مع دولتين من الدول المقاطعة لدولة قطر على خلفية أزمة حصارها المفتعلة. ويوضحون أهمية هذا التطور في التأكيد على انفتاح دولة قطر على إعادة علاقاتها مع الدول التي تحترم سيادتها وأيضاً فتح أبواب وفرص لقناعة مزيد من الدول المقاطعة بسلامة الموقف القطري خاصة أن بعضهم تم تضليله بافتراءات ومعلومات مغلوطه وبعضهم تم ابتزازه بضغوط سياسية واقتصادية، للاصطفاف مع رباعية الضلال.       الإندبندنت: الإمارات تخدع الشعوب بأكاذيبها ضد قطر   كشف تقرير لصحيفة الإندبندنت في الشهور الأولى للأزمة خداع الإمارات لشعبها وشعوب الدول الأخرى قائلة: إن الإمارات خدعت شعبها باختلاق أخبار كاذبة عن قطر لتبرير الحصار وإقناعهم أن هذا جزاؤها، وأن ذلك شكل حافزاً لإثارة الأزمة مع قطر. ويفترض مراقبون أن الدوحة رغم قسوة المزاعم ضدها إلا أنها أبقت الأبواب مفتوحة لإمكانية تعرض بعض الدول التي تعاني أزمات اقتصادية طاحنة للابتزاز أو التضليل، واتبعت الدوحة منهجاً قائماً على حسن النوايا وتبادل وجهات النظر وصولاً إلى فهم أعمق وأكثر وضوحاً لطبيعة وأسباب الأزمة المفتعلة ضد شعوبنا الخليجية.   حصار قطر يكشف غباء المتآمرين   يرى مراقبون أن إعادة العلاقات بين قطر وبعض الدول التي قاطعتها، يأتي في إطار ما خلص إليه المجتمع الدولي من تمتع دول الحصار بقدر كبير من الغباء السياسي والجهل بأصول العلاقات الدولية. ويضربون المثل، بالمقارنة بين مطالب دول الحصار في بداية الأزمة من دولة قطر وبين خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون تهديد من دول الاتحاد الأوروبي بحصار الشعب البريطاني، أو مطالبة بريطانيا بأن تلتزم بأن تكون دولة منسجمة مع محيطها الأوروبي على كافة الصعد، بما يضمن الأمن القومي للقارة الأوروبية مثلما طالبت دول الحصار قطر بأن تلتزم بأن تكون دولة منسجمة مع محيطها الخليجي العربي على كافة الصعد، بما يضمن الأمن القومي الخليجي والعربي. وأن يتم إعداد تقارير متابعة دورية مرة كل شهر للسنة الأولى ومرة كل ثلاثة أشهر للسنة الثانية، ومرة كل سنة لمدة عشر سنوات.

مشاركة :