أيها الداعية: تفضل - د. مطلق سعود المطيري

  • 10/29/2014
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

الدين النصيحة: قاعدة أخلاقية وتربوية ممتدة من زمن النبوة إلى يوم الدين، فالحاجة إلى التقويم والتوجية لا تتوقف عند عمر معين أو تجربة مكتملة، فالنصيحة قيمة تسبق وجود الإنسان وتلازمه طول حياته، لذا كانت الدعوة لله مهمة لا يحدها زمن أو تمنعها ظروف، فالدعوة في أساسها نصيحة لكل أهل الأرض بأن رب الكون واحد وعبادته حق ونجاة. فبحث أمر الدعوة اليوم ضرورة ملحة للدعوة والإنسان، فبعد أن أصبحت الدعوة مجالاً نشطاً لكل القضايا التي تعمر دار الدنيا بالكراهية والحزبية وابتعدت عن الدعوة لله، وأصبحت دعوة إلى الموت في سبيل التنظيم وطاعة الزعيم الذي يشتري رقاب العباد بكلمات لله ويبعها بتقارير سرية إلى مروجي سياسات الدمار الإنساني.. فالمسلم الذي احترق جسده بنار التفخيخ صنعت جهاده دعوة رجل يسمى داعية يخاطبة في القنوات الفضائية والاستراحات ومواقع التواصل الاجتماعي ويتصيد قلبه بمشاعر الخوف من الله، فإن نجح الداعية احترقت الأوطان بلحم ضحايا الدعوات المفخخة.. هنا يأتي موضوع الكتابة: فالداعية الذي يتصيد الشباب بحبائل المكر والشيطان، لا يفك شر مكره إلا داعية لله بصدق وعلم، فليست الأغاني بديلاً أو المسلسلات أو أو أدوات الترفيه البريئة الأخرى عن دور الداعية المؤمن الذي يريد وجه الله مخلصاً.. نحتاج لدعاة شباب يفضحون دعوات الموت في سبيل الشيطان، فالشباب يبحث عن مرضاة الله بدين الله ولا يريد أن يغيب ضميره وراء وصفات يغري جمالها وحيلتها قلب منتجها وتعزز في قلب الشباب قناعة أن علاج دعوات الإرهاب يتم بتقديم سخافات يلهى معها إلى حين ولا يؤمن بها، مواد يجد فيها دعاة الاحتيال حججاً على ابتعاد الشباب عن دين الله، بديلاً تكون حدوده أو غاياته الترفيه لا يخلق مساراً آمناً في ثقافتنا التي نسج خيوطها الدين الإسلامي وجعل منها حدوداً تميزنا عن غيرنا وجسوراً تحدد اتجاه الوصول الينا، فهمها اجتهد خبراء التعليم والنفس والاجتماع في تقديم أطروحاتهم وتوصياتهم في بناء ثقافة جديدة تقدم الإنسان للإنسان برواية إنسانية مسلية لن يفلحوا في التأثير في قناعات الشباب إن غاب عن أطروحاتهم الداعية وحديثه الذي لا يمل الشباب من تكراره لأن هذا الحديث هو الذي يراه الشباب هو الحق.. فالظرف يحتاج لتقديم دعاة جدد يختلفون عن دعاة الفضائيات أو دعاة الربيع العربي، دعاة يعرف الشباب دعوتهم قبل أن يتعرف عليهم، فمتى ما خسرنا الداعية الأمين سوف نخسر شبابنا.. كل الظروف مهيأة لذلك فقد عرف أغلب الشباب مكر معظم الدعاة الموت والكراهية وكشفهم ويحاصرهم بفديوهات تقدم تناقضهم وكذبهم وانتهازيتهم لكل من تابعهم بجهل أو صدق، فنفاق بعض المحسوبين على الدعوة بخداع لا يعني أن العلة بالدعوة، بل بكذب بعض الأشخاص وتطفلهم على وظيفة الداعية ولا بديل عن الداعية المنافق إلا داعية لله بإيمان وصدق.

مشاركة :