قال الكاتب والصحافي البريطاني هيو مايلز، إن حملة القمع التي أطلقتها السلطات السعودية مؤخراً أحدثت تأثيراً واسعاً داخل العائلة المالكة، وحولت العديد من حلفاء ولي العهد محمد بن سلمان إلى أعداء مدى الحياة.أضاف الكاتب، في مقال نشره موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني، إن في المملكة «ثقافة الانتقام»، وهناك خطر أن شخصاً من داخل آل سعود قد يحاول الآن «قتل بن سلمان»، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من الأمراء هربوا إلى الخارج، ومن المحتمل أن يكون الأمر مجرد مسألة وقت قبل الشروع في محاولة منسقة بعناية أكبر للرد. وأوضح الكاتب أنه من الصعب تقييم تأثير التطهير على الشارع السعودي، وما من شك في أن المواطنين السعوديين يدعمون نهجاً قوياً إزاء الفساد، ولكنهم في الوقت نفسه ليس لديهم سوى القليل من الإيمان بأن ولي العهد يتصرف بنوايا حقيقية. فقد وعد النظام بإجراء عملية قضائية كاملة وشفافة وملاحقات جنائية، لكن في الواقع، لم يحدث أي شيء من هذا النوع، وكانت العملية برمتها محاطة بسرية عميقة. ويقول الكاتب: «إلى جانب ذلك، من المعروف جيداً أن بن سلمان نفسه وشركاءه المقربين ليسوا أقل فساداً.. إذ يقال إنه عرض ملايين على كيم كارداشيان لقضاء الليل معه.. وأهدر الأموال على مشتريات باهظة، بما في ذلك قصر في فرنسا ولوحة ليوناردو دافنشي، حتى في الوقت الذي كانت فيه عملية التطهير مستمرة. وهناك رسالة كتبها في عام 2015 أمير سعودي مجهول وصف فيها بن سلمان بـ «اللص والفاسد والمدمر للأمة». واتهمه وإخوته باختلاس مئات المليارات من الريال». وأوضح الكاتب أن عملية التطهير ألحقت ضرراً كبيراً بسمعة آل سعود؛ فلسنوات روجت الدعاية السعودية ووسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية أن الأسرة المالكة بأكملها ينبغي أن تعتبر مقدسة وصالحة، لكن رؤية الأمراء على التلفزيون وهم يعاملون مثل المجرمين العاديين قد قوضت هذا السرد، بالإضافة إلى أن التوقعات العامة التي أثيرت من التطهير والتغيرات الاجتماعية الأخرى التي شهدها ولي العهد زادت من فرصة اندلاع اضطرابات شعبية. ومع استمرار إجراءات التقشف، فإن الجمهور السعودي يريد أن يعرف ما الذي حدث بعد الثروات التي جمعت في ريتز، ولماذا لا يستطيعون رؤية أي تحسن في وضعهم. ومضى الكاتب للقول: «إن عملية التطهير أثارت أيضاً شكوكاً كبيرة للمستثمرين في المملكة العربية السعودية، وهي مشكلة رئيسية، لأن الاستثمار الأجنبي مطلوب بشكل عاجل لكل من رؤية 2030 وإطلاق شركة أرامكو في البورصة. وتهدف رؤية 2030 إلى جعل القطاع الخاص غير النفطي المحرك الجديد للاقتصاد، إلا أن التطهير قد أضعف آفاق مشاركة القطاع الخاص الأجنبي والمحلي، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى تقديم مشروع قانون أكبر للحكومة وبالتالي زيادة فرصة إفلاس المملكة». ورأى الكاتب أن هروب رأس المال من السعودية والإمارات والبحرين سوف يتسارع، والأموال والأصول التي تم الاستيلاء عليها في فندق ريتز لن تكون كافية للتعويض. وأشار إلى أنه في نوفمبر، قال مسؤولون سعوديون إنهم يتوقعون أن يحققوا 100 مليار دولار من عمليات التطهير، ولكن هذا الرقم تراجع منذ ذلك الحين إلى نحو 13.3 مليار دولار أميركي. واختتم الكاتب مقاله بالقول: «إن هناك أيضاً مشكلة أخرى هي أن سيطرة محمد بن سلمان على السلطة لا تلائم التغييرات الشاملة التي يخطط لها في السعودية، فرجل واحد لا يستطيع ببساطة التعامل مع جميع القضايا التي تواجهها المملكة، مثل الإصلاحات الاجتماعية، والاكتتاب العام لشركة أرامكو، وإنشاء مدن جديدة، والحرب في اليمن، والحصار المفروض على قطر، واستراتيجية سوق النفط، وما إلى ذلك، ما يثير أسئلة للمستثمرين الأجانب والشعب السعودي على حد سواء: متى وكيف سيفشل بن سلمان؟ وما الذي سيحدث بعد ذلك؟».;
مشاركة :