تساءل موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني في تقرير له قائلاً: لماذا لا تزال بريطانيا متورطة في حرب اليمن ودعم السعوديين، رغم انسحاب دول أخرى؟ قال الموقع البريطاني إن النرويج أعلنت أنها ستخفض مبيعات الأسلحة إلى أي بلد يقاتل في اليمن، وبعد أسبوعين قالت ألمانيا الشيء نفسه، كما انسحبت هولندا والسويد، في وقت مبكر جداً من الأعمال العدائية، وقررت باكستان عدم دعم أقرب حليف تاريخي لها، السعودية في مواصلة الحرب، وانسحبت دولة قطر أيضاً.أضاف الموقع: «في حين أن إيران هي البعبع التقليدي، وبالتالي هي التركيز الرئيسي للسياسيين الغربيين، ووسائل الإعلام، ووكالات الاستخبارات، لا يتم تسليط الاهتمام بشكل كبير على جهود السعودية في السنوات الأخيرة لتعزيز أسلحتها، فقد تحولت الحكومة في الرياض من كونها قوة عسكرية متوسطة المستوى إلى أكبر مستورد للأسلحة في العالم». وأشار إلى أنه في صيف 2015، أعلنت الرياض أنها تأمل في زيادة الإنفاق الدفاعي بنسبة 27% على مدى السنوات الخمس التالية، وأظهرت تقديرات الإنفاق السعودي أن الميزانية المخصصة للبنادق والقنابل والعناصر العسكرية كانت عالية، وارتفعت نفقات الأسلحة في السنوات من 2010 إلى 2014 بأربعة أضعاف، مقارنة بالأرقام في الفترة من 2005 إلى 2009. وأوضح الموقع أن هذا يعني أن بناء الأسلحة في المملكة العربية السعودية يسبق الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، لافتاً إلى أنه حين بدأت السعودية في زيادة الإنفاق على الأسلحة بسرعة عام 2010، شددت الأمم المتحدة العقوبات المفروضة على طهران. وعلى هذا النحو، لا معنى للادعاءات بأن المملكة العربية السعودية ترفع إنفاقها على الأسلحة رداً على العدوان الإيراني، أو لأن المجتمع الدولي لا يقوم بما يكفي لتقييد إيران، أو رداً على الاتفاق النووي لعام 2015 الذي ترثيه الرياض. وأفاد «ميدل إيست مونيتور» أن السعودية تنفق الآن تقريباً بقدر ما تنفقه روسيا على الدفاع، وتأتي معظم المعدات من الولايات المتحدة وبريطانيا، مع المنتجات العسكرية التقليدية (مثل الطائرات المقاتلة)، وقد ساهمت الحرب في اليمن في زيادة هذا. ولفت إلى أن هناك ثمانية ملايين شخص في اليمن يعيشون الآن في نطاق المجاعة، وهناك 30 ألف ممرضة وأطباء يتعاملون مع تفشي وباء الكوليرا. وتشير تقديرات وزارة التنمية الدولية البريطانية إلى أن «10 ملايين شخص، أي حوالي 40% من السكان، لن يتمكنوا من البقاء إذا لم يتلقوا مساعدات إنسانية». واختتم الموقع بقوله: «المفارقة الأخلاقية الأساسية هي لماذا تحرص الحكومة البريطانية على إبقاء هؤلاء الناس على قيد الحياة، في حين أنها تقوم بتسليح السعوديين الذين يحاولون قتلهم؟ يجب أن تقدم بريطانيا إجابة منطقية وأخلاقية صحيحة مثلما فعلت دول أخرى».;
مشاركة :