وصفت الكاتبة الصحافية الدكتورة أميرة أبوالفتوح، أسرة آل سعود الحاكمة في المملكة العربية السعودية بأنها «الراعي الرسمي لإسرائيل»، معتبرة أن المملكة هي الحامية للكيان الصهيوني وخائنة للأمة العربية والإسلامية. وأشارت في مقال نشره موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني، إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب فضح الحكومة السعودية وولي العهد محمد بن سلمان عندما قال في خطابه الأخير إن إسرائيل ستكون في ورطة كبيرة من دون السعودية. مؤكدة أن دم الشهيد جمال خاشقجي الطاهر سيكون هو النار التي ستحرق «أعداء الأمة» و«الصهاينة العرب».وقالت الكاتبة إن ترمب «أزال آخر ورقة تين عن الحكومة السعودية وابن سلمان»، ليعرّيهم جميعاً أمام العرب والمسلمين، وذلك عندما أدلى بتصريحات تؤكد مدى أهمية السعودية لإسرائيل وحمايتها الكيان الصهيوني. وكان ترمب قد قال في تصريحات أدلى بها مؤخراً: «إذا نظرتم إلى إسرائيل، فهي ستكون في ورطة كبيرة لولا وجود المملكة العربية السعودية. إن لدينا حليفاً قوياً جداً في السعودية. الحقيقة هي أن المملكة متعاونة جداً في منطقة الشرق الأوسط، ولولاها ما كان لنا قاعدة كبيرة هناك». وأضافت أبوالفتوح أن السعودية تفعل كل شيء لصالح جيش العدو الإسرائيلي؛ فهي تقدّم له خدمات سرية خلف الكواليس وبعيدة عن الأنظار، وأن السعوديين يرتدون غطاء دينياً زائفاً ويدّعون أنهم المدافعون عن المسلمين السنة وخدّام بيت الله الحرام، لكن تصريحات ترمب جاءت لتعرّيهم وتكشف المستور وتفضح حكام المملكة أمام الأمة الإسلامية بأكملها. مؤكدة أنه «لو استمر الكتّاب في الكتابة لعقود عن تواطؤ حكومة آل سعود، فلن يستطيعوا تحقيق ما فعلته تصريحات الرئيس الأميركي التي استمرت دقائق». وتابعت الكاتبة بالقول: «بينما كان بعضنا على دراية بالدور الذي تلعبه أسرة آل سعود لحماية وجود إسرائيل، كان كثير من المسلمين في حالة ذهول مما يفعله السعوديون الذين يحمون الوجود الإسرائيلي في فلسطين ويحافظون عليه، ويحرّضون أيضاً على إبقاء المسجد الأقصى في يد الغزاة الإسرائيليين». وأشارت الكاتبة إلى أن الحكومة السعودية تأسست قبل 100 عام على أنقاض الإمبراطورية العثمانية، بعد أن تآمرت ضد الدولة الإسلامية في ما يُسمّى الثورة العربية الكبرى، والتي خُطّط لها ونُفّذت في السفارة البريطانية. وقد قادهم العميل الإنجليزي حسين بن علي -شريف مكة- بعد الحرب العالمية الأولى وانتصار الحلفاء. وقام الحلفاء بتقسيم غنائم الحرب في ما بينهم، وقسّموا الدولة الإسلامية إلى الشرق والغرب والشمال والجنوب. بالإضافة إلى ذلك، صدر إعلان بلفور واتفاقية سرية أخرى، والتي لم يرغب أحد في الكشف عنها. وذهبت الكاتبة إلى القول «إن الدولة السعودية وُلدت في عام 1923 لحماية الدولة التي ستُنشأ في ما بعد، وهي دولة إسرائيل. وقد كشف ترمب عن هذا الاتفاق السري الذي وقع خلف الكواليس، وكشف عن كل ما كان مخفياً، وأزال الغطاء الذي تستخدمه الدولة الخائنة». وأضافت أبوالفتوح: «لقد زُرعت دولة إسرائيل داخل المنطقة العربية، بينما زُرعت المملكة العربية السعودية في قلب الأمة العربية؛ لتكون شوكة في جانب العرب والمسلمين ولحماية أعدائهم!». وانتقلت الكاتبة إلى تسليط الضوء على قضية جمال خاشقجي، الكاتب والصحافي السعودي الذي كان يكتب في صحيفة «واشنطن بوست» وينتقد الحكومة السعودية وولي العهد، والذي قُتل في القنصلية السعودية باسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي. وقالت إنه «إذا كان هناك جانب مضيء في استشهاد الكاتب جمال خاشقجي، فهو أن جريمة القتل فضحت الدور القذر الذي تلعبه المملكة العربية السعودية ضد الأمة». وأضافت أبوالفتوح «إن دم خاشقجي الطاهر سيزيل العائلة الحاكمة الفاسدة والغادرة، وسيحرر المسجد الحرام والمسجد النبوي من قبضة هذه العائلة. إن تحرير هذين المسجدين سينتج عنه تحرير المسجد الأقصى من تدنيس الإسرائيليين. كل هذا سيحدث عاجلاً أم آجلاً، حيث إن الظروف المحيطة والتغيّرات والتطورات الدولية توحي بذلك. وجميع المؤشرات توحي أن عروشهم قائمة على رمال متحركة». وتابعت الكاتبة بالقول إن «ترمب الذي يدافع ببسالة عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي يريد أن ينقذه من السقوط الحتمي بعد جريمة قتل جمال خاشقجي الوحشية، أدلى بتصريحات قاسية، ولا ندري ما إذا كانت قد تمت عمداً أو إذا كانت تلقائية. وبغضّ النظر عن نواياه، فإن تصريحاته هذه سرّعت سقوط ابن سلمان». ورأت أنه «لو اتحدت جميع القوى الثورية والأحزاب والحركات في العالم العربي والإسلامي، لما استطاعت خدمة القضية الفلسطينية والقضايا الشعبية الأخرى مثلما فعل ترمب وأولاد آل سعود؛ فقد كشف الرئيس الأميركي بتصريحاته الأخيرة عن الأعداء الحقيقيين؛ أي (الصهاينة العرب)». وختمت الكاتبة مقالها بالقول إن دماء خاشقجي الطاهرة النقية أصبحت هي النيران التي تحرق أعداء الأمة.;
مشاركة :