لا .. لتكميم الأفواه

  • 3/6/2018
  • 00:00
  • 43
  • 0
  • 0
news-picture

خلال الأيام الماضيه نقلت بعض الصحف , وخاصة على مواقعها الرسمية , أنباء عن عقوبات تصل الى السجن لمدة عام , وغرامة نصف مليون ريال , لكل من يسيء لأعضاء مجلس الشورى . وقد قرأت في أحد الصحف المعروفه أن مستشارا ً قانونيا ً يحذر من الوقوع في مثل هذه المخالفة , لأنها قد تقوده الى هذه العقوبه . كما تناول بعض المغردين وخاصة من بعض المطالبين والمؤيدين للتجنيس , هذا الخبر وكأنه لجام لكل من يعارض أراء أعضاء مجلس الشورى أو منتقديهم , لأن هذا الخبر لم يكن أصلا ً لولا انتقاد الكثيرين لبعض اعضاء المجلس الذين طرحوا وصوتوا للتجنيس ، وكما لهم ولرأيهم مؤيدين فمن الطبيعي جدا ً أن يكون ضدهم معارضين ومنتقدين ،، ومن هذا المنطلق فإنني أقول كنت أتمنى من هذا المستشار أن يبين للناس ماهي المادة التي إستند عليها وماهو النظام الصادر لمثل هذه العقوبه ؟ وأن لايتحدث بكلام ٍ عام من شأنه تخويف الناس حتى عن إبداء أرائهم حتى فيما يحق لهم . وحتى تلك الصحف التي نشرت الخير ، من الواحب عليها كان أن تنشر رقم الماده وفي أي فصل وردة ومن أي نظام ، لكي يكون القاريء الكريم ملما ً ومطلعا ً . وتكون الصحيفة محل ثقة لديه ،، من المؤكد أننا لانقبل الإساءة بأي شكل من الأشكل لإحد من أعضاء مجلس الشورى ولا غيرهم ومع ذلك لا أحد فوق النظام والنقد البناء . فأعضاء مجلس الشورى ليسوا ملائكة معصومين , فهم بشر مثلنا يصيبون ويخطئون , وهم من يمثلون الشعب وصوته لدى السلطة , وجمينعا يعلم ان اختصاصات مجلس الشورى كلها للصالح العام بما يعود بالنفع على الوطن والمواطن , وكما هو من حق عضو مجلس الشورى إبداء رأيه في أي موضوع مطروح بالمجلس بالقبول أو الرفض , فكذلك المواطن من أبسط حقوقه أن ينتقد أي عضو نقدا ً هادفا ً إيجابيا ً , وعلى بعض الأعضاء الذين يعارضون الإنتقاد أن يؤمنوا أن هذا أمر طبيعي ومن حق المواطن عليهم . فإذا كان الرجل الأول في الدولة ورأس هرمهما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه , قد قال في جلسة أمام الوزراء والمسئولين والإعلام : ( أن بعض رؤساء الدول وملوكها عندهم حصانة عن إبداء الرأي , وأن في السعودية بإمكان أي مواطن رفع قضية على الملك او ولي عهده ) وإستشهد حفظه الله بقصة للوالد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه , كما قال حفظه الله ( رحم الله من أهدى الي عيوبي ) وكان يردد أن حق المواطن أهم من حقه الخاص , ثم حرّص أطال الله في عمره بأن من يرى ضررا ً على أفرادا ً او قبيلة أو بلدة أن يبلغه بذلك وأن بابه مفتوح وأذنه تسمع لكل شكوى , , فكيف بأعضاء مجلس الشورى أو غيرهم من وزراء ومسئولين !! نحن كسعوديين نعتز بديننا الإسلامي الذي يعطي كل ذي حق حقه , ويحثنا على التعايش وأن يتقبل كل منا الأخر , وليس من حق أحد يعارض الآخر أن يأتي بكلام ٍ جزاف ويحاول تخويف الناس وترهيبهم لكي لاينطقون بشيء من حقهم . وأنا عن نفسي أول المنتقدين لبعض أعضاء مجلس الشورى وخاصة الذين صوتوا ضد اسقاط القروض عن رجال الأمن المرابطين على جبهة القتال , فهل إنتقاد المواطن لممثله تحت قبة المجلس فيه أي إساءه ؟؟ إن الفرق مابين الإساءة والإنتقاد واضح كالفرق بين الليل والنهار , وأتمنى الا يضلل الناس أحد ما بخبر السجن والغرامه , لغاية في نفسه , ويعتقد أنه إستطاع أن يكمم افوه الناس عن الانتقاد البناء والايجابي وإبداء الرأي الصحيح . كما احب أن أشير الى من يعارض بعض أعضاء المجلس أو غيرهم بعدم الإساءة لأحد , فكما للإنسان حقوق , فليعلم أن عليه واجبات . وأيضا ً أنت أيها المسؤول عليك أن تتقبل الإنتقاد بكل صدر رحب وتجعل من الإنتقاد الموجه اليك منعطفا ً لتصحيح أخطائك . ولكم في سلمان الحزم خير مثال الخاتمه : وطني الحبيب روحي وما ملكت يداي فداه

مشاركة :