أنين الشاعر - فالح الشراخ

  • 11/2/2014
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

تصدر الآه من قلب أوجعته الهموم وتكالبت عليها عوامل الوحدة ووحشة المكان وكأنها سنين من الظمأ والجفاف العاطفي الذي بلغ مبلغاً عميقاً فأصبحت بحيراته قفاراً جافة رسمت عليها عوامل الجفاف خطوطاً متخالفة وشقوقاً عميقة تصور وبكل بلاغة للمطلع عليها ماهية هذه الروح المنهكة من المسير بحثاً عن بريق الماء ومتكأ الوجدان الغائب .. هذا التصور الرائع للشاعر غالب بن منصور الشريف جعلني أبحث له عن بيت من الشعر يجد فيه العزاء لهذه الروح فكان النصيب على بيتين من هذه القصيدة يقول فيها: لو لاي أوسع ضميري بالتنهات كان اجتمع مع هموم النفس واجعها وقد تكون الآهة تصدر من مكان ليس به مجال للصبر يقول بديوي الوقداني: آه من هم شوى قلبي بنار وإن طلبت الصبر ملقا له قرار كيف أبا أصبر والحشا للهم دار صار مالكها وأنا عنده نزيل والونة صدى لآلام داخلية أو انعكاس لمعاناة وجدانية وهي متنفس لتلك الضائقة ولكن هذا المتنفس سرعان ما تعود مؤثراته إلى المتألم والونة تأتي في مواقف صعبة أيضاً وعندما تسمعها وهي تندرج بين الحنايا تجذب ما حق معها من المعاليق لتخرج بصوت يدفعه زفير قوي وكأنها قد أوقفت بقية الأنفس ولها أنين مميز يجعل من يسمعه يتأثر وهذا طبيعي والونة أو الونين إعلان بتوقف قوى الإنسان أو ضعف حيلته في درء الموقف الذي تعرض له وغالباً ما تأتي الونة عقب اللوعة يقول نمر بن عدوان: مالي غير سكب الدموع الغزيره يالوعتي بالقلب كل ما افتكر بيه وقد تكون الونة أيضاً في صورة الآهات التي تتردد مترادفة مع الونة: البارحة واحسرتي ونيت والقلب مني باح مكنونه وتأتي الونة بعد صمت طويل في مواكب التألم الداخلي والشعور بالحسرة وقد يرادف الونة من الناحية الحسية التعبيرية دقة النحر أو وضع اليد على الصدر لتهدئة روعة ولوعة القلب وارتجافه ومن الونات ما قتل: يا ونتي من هوى الشوق ونة دريك المنايا نحيل والحال مسحوق دونك عظامي عرايا والونة دائماً تصدر من إحساس صادق ويؤكد ذلك عفويتها وخروجها بصوتها المتهشم أيضاً دون شعور بها وغالباً ما ترادف لحظات الفراق، والوداع.

مشاركة :