الشاعر والإعلام - فالح الشراخ

  • 2/9/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تطالعنا المجلات الشعبية وبعض الصفحات الشعبية والقنوات الفضائية الشعبية بمقابلات مع الشعراء تتضمن عبارات مثيرة ما يلبث معد الصفحة او المجلة ان يضعها عنواناً لمقابلته وفي نفسه انه اقتنصها من الشاعر وتعد سبقاً صحفياً له مع هذا الشاعر وغالبية هذه العبارات من النوع التهكمي على الشعراء الآخرين او تنكر لهم ومن تلك العبارات «انا الذي أبرزت الشاعر الفلاني» «الشاعر الفلاني لم اسمع عنه ولم اعرفه» بينما هو يعرفه تماما المعرفة ان لم يكن له دور في بروزه وشاعريته ومن العبارات أيضا «الشاعر الفلاني شاعر مناسبات وشاعر صحافة فقط». وكثير من العبارات التي يقف القلم النزيه عن كتابتها سواء في عنوان او مقال والغريب في الأمر ان هذه العناوين تكتب بمباركة الشاعر صاحب اللقاء وأسلوب معد اللقاء فماذا يكسب الطرفان من هذه الإثارة السلبية والتي تكون على حساب الساحة الشعرية والمستوى الثقافي لها كما انها على حساب العلاقات بين الشعراء أنفسهم، ويمتد الوضع أيضا حتى يصل الى الشاعر الآخر ليرد أيضا ان لم يكن على درجة عالية من الوعي وفهم الطبخة بعبارات قد تكون دونية عن تلك الأولى التي وضعت عنوان اللقاء وبذلك يكون صحفي اللقاء قد احدث ساحة للمصارعة لا يشق لها غبار وكأنه بهذه الفبركة قد كسب الدنيا وما عليها ويجد أيضا من بعض الأطراف من يشجعه على هذا الأسلوب ويطلقون عليه عبارات وألقابا منها الصحفي الشقي. صحفي الإثارة وقناص الشعراء وغيرها وهو بذلك يتمادى ويجد من يحفزه على هذه اللعبة (....) بمباركة شاعر لا يجد وسيلة للظهور الا بهذه الطرق التي تكون على حساب الآخرين. وهذه الظاهرة أشبه ما تكون بالمهاترات التي تتم بين بعض شعراء القلطة ولكن على الهواء مباشرة وأمام الجمهور. وما يتم لدى المتلقي هو ان الساحة بما فيها من جمهور تنظر الى الشاعر على أنه صاحب الإحساس المرهف صاحب الخلق العالي صاحب التجربة النصيحة والحكمة وهو من يلامس بالكلمة الشاعرية الجراح ويقف عليها وكأنه يشهد حالتها فلماذا نقلب هذه الصورة الجميلة في ذهن المتلقي في سبيل ظهور مؤقت او مجاملة صحفي او مباركته فيما يفعل. بقي ان نقول ان على الوسط الشعري وخصوصاً الشعراء فهم هذه اللعبة من أجل مزيد من العلاقات الجيدة مع الشعراء ومن أجل الحفاظ على صورة الشاعر الجميلة في ذهن المتلقي فنحن لسنا في ساحة مبارزة او مباريات حول شيء معين ولكن المنافسة بالجميل والرائع هي مضمار السباق الحقيقي والذي يستفيد منه الشاعر والمتلقي.

مشاركة :