اعتمد الباحثون والرحالة في مصادر معلوماتهم وعملية تدوينها عن أيام العرب والمواقع والمعالم على ما وثق بواسطة القصيدة أو الرواية وقد قام الباحثون بتمحيص تلك الروايات والقصائد للوصول إلى المسميات والاحداث التي جرت في تلك الحقبة وقد حرص العرب منذ القدم على حفظ تاريخهم ورصد وقائع أيامهم إما على شكل رواية يتوارثها الأجيال بحرص او في قالب شعري أو ما يعرف باسم القصيدة التاريخية ويتضح ذلك من خلال الشعر الجاهلي والذي رصد ايام العرب، كما رصد المواقع الجغرافية وابطال تلك الأيام وعلى نهج الشعراء الأوائل سار شعراء الشعر الشعبي في رصد الحدث ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل ان شعرهم تناول العادات والتقاليد والنظم القبلية ووصف المواقع وحالات التغير الاقتصادي والاجتماعي الذي يتزامن مع حالة الترحال يقول الشاعر عبدالله بن سبيل وهو خير من رصد حالة البادية وايامهم وتنقلاتهم: الله لايسقي ليال الشفاشيف أيام راع السمن يخلص ديونه فراق شمل أهل القلوب المواليف وكل على رأسه يباري ضعونه ومن تلك النوعية من القصائد وجد الشاعر المعلومة الموثقة ومنها استشف الحالة الاجتماعية والاقتصادية لمن عاشوا تلك الحقبة الزمنية بظروفها ومتغيراتها، وقد ساهم هذا النقل في حفظ العادات والتقاليد والموروث الشعبي؛ لذا تعتبر القصائد القديمة مصدرًا للمعلومة فترة شح فيها مورد الثقافة في صحراء لا تعرف سوى النزاعات القبلية وقصص الفراق والوجد والسير خلف أخفاف الإبل.
مشاركة :