- قوة الإرادة يمكن أن تُحرك الجبال .. - وهناك قصتان تحضرانني في هذا المقام: الأولى كتبت عنها من قبل عن (رجل الجبل) الذي ماتت زوجته نتيجة لطول الطريق الذي يصل القرية بالمستشفى التي تقع في المدينة ويفصلها عن قريته الصغيرة جبل ضخم .. قرر الرجل بعد وفاة زوجته وهو في الطريق من خلال طرق ملتوية طويلة إلى المدينة، أن يحفر نفقاً في الجبل الذي يفصل بين قريته والمدينة حتى لا تتكرر مأساة وفاة زوجته مع أهل قريته. فأخذ فأسه ومعوله واستمر يحفر لمدة 15 سنة حتى تمكن من فتح طريق اختصر وقت الوصول إلى المدينة. فكان هذا الطريق أجمل هدية لأبناء قريته .. وأكبر تأبين لزوجته التي فقدها لمشاق الطريق بين القرية والمدينة. *** القصة الثانية هي عن رجل ضرب مدينته زلزال قوي أودى بحياة 25 ألف شخص من سكان المدينة. نجا هو ورغم تأثر بيته بالزلزال .. وبعد أن أفاق من الصدمة فكر في ابنه في مدرسة المدينة التي تبعد كيلومترات عن منزله. فجرى ركضاً تجاه مدرسة ابنه وسط الأنقاض حتى وصل فوجد أنها أصبحت أنقاضاً .. تذكر موقع فصل ابنه الدراسي فتوجه إلى حيث مكان الفصل وأخذ يحفر الأنقاض بيده المجردة ، ويرفع الصخر والأحجار دون إحساس بالجروح والدماء التي كانت تسيل من يده وذراعيه. حاولوا إثناءه عن مواصلة الحفر .. أخبره الآباء الذين كان أولادهم مع ابنه في نفس الفصل أنه لا فائدة مما يفعله وأن الوقت قد فات .. والأطفال قد قضوا نحبهم لكنه استمر في الحفر ورفع الحجارة حتى اعتقد الجميع أنه جُنّ. وكان كلما يثنيه أحد عن مواصلة الحفر يقول له: ساعدني أو اتركني أكمل الحفر .. فتركوه وأستمر يحفر لمدة 37 ساعة متصلة .. وبعد أن أزاح أخيراً حجراً كبيراً كان تحته فجوة يستطيع النفاذ منها .. اخذ ينادى: (أرماند) .. فأتاه صوت ابنه يقول: أنا هنا يا أبي، لقد قلت لزملائي لا تخافوا فأبي سوف يأتي لإنقاذنا، فقد وعدني أنه مهما حصل فسيكون إلى جانبي!! *** مات من التلاميد 14 تلميذاً، وتم إنقاذ 33 تلميذاً، منهم ابنه ارماند .. وقال خبراء الحفر والإنقاذ أنه لو تأخر إنقاذهم بضع ساعات لماتوا جميعاً. إنها الإرادة البشرية.. فـ"إن لله عباداً لو أقسموا على الله لأبرّهم"! #نافذة:. [[لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته لأزاله!!]] الإمام ابن القيم الجوزية nafezah@yahoo.com nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain