أريد أن أبكي | د. عبد العزيز حسين الصويغ

  • 11/24/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مضى اليوم سبعة عشر عاما على رحيل رفيقة العمر"أم غادة" .. فشعرت برغبة شديدة في البكاء خاصة وأن ذكراها تزامنت مع رحيل إنسان عزيز كان لنا معه وأسرته الكريمة أيام لا تُنسى، عند بداية حياتي الوظيفية والزوجية، حيث تم زواجي بعد أيام من تسلم وظيفتي في وزارة الخارجية بجدة، ثم انتقلت بعدها معيداً بكلية التجارة بجامعة الرياض، حيث كان يعمل هو أستاذاً في نفس الكلية. فلم يمضِ يوم تقريباً (مع بعض المبالغة)، إلا وكنا أنا وزوجتي – رحمها الله – في زيارة له ولزوجته، ابنة عمي، في بيتهما في شارع العصارات، على ما أذكر. *** لم أكن وقتها، ربما لصغر السن وقلة الخبرة، وربما لعدم وجود أقرباء مقربين غيرهما في الرياض، لم أكن أراعي أن وراء الرجل عملاً، وأنه كأستاذ جامعة كان وراءه محاضرات لابد من أن يقوم بإعدادها. فقد كان يجلس معنا لبعض الوقت ثم ينسحب بهدوء دون أن يُظهر التبرم لترددنا، أنا وزوجتي، على دارهم بينما نستمر نحن في سهرتنا و لعبة الكيرم بكل إزعاجنا وأصواتنا المرتفعة أحياناً، ويذهب هو في مختصره الصغير. يعد دروسه أو يقرض قصائد الشعر، أو يُعد مقالاً للنشر. *** مرت أمامي هذه الذكريات في لمح البصر بعد أن جاءني خبر رحيله عن عالمنا في نفس الأيام التي رحلت فيها رفيقة عمري – رحمها الله. ورحمك الله أيها الصديق الكريم أسامة عبدالرحمن عثمان، وأتأسف اليوم على قدر الإزعاج الذي كنت أسببه لك، وأخجل اليوم من نفسي، وقدر جهلي .. وأقدر له بساطته ورحابة صدره هو وقرينته ابنة عمي العزيزة التي أعزيها لرحيله وأرجو لها ولأبنائها الصبر والسلوان. فكم كنت يا صاحبي إنساناً جميلاً سنفتقدك كثيراً، ورغم أنني لم ألقَك في السنوات الماضية، إلا أنك لم تغب عن البال. *** واليوم وبعد رحيلك أيها الرجل الكبير أسمح لي أن أذكر أيضاً رفيقة عمري زوجتي ثريا بنت صالح حمزة قطان. وقد تداعت أمامي برحيلك بعض المشاعر أستأذن القراء في عرضها: • أشعر أحياناً أنني أريد أن أبكي أريد أن أذرف دمعاً وأنزف دماً وألحق بكِ إلى رحمة الله • حزن دفين ينتابني يخرُج أحيانًا إلى العلن ويقحم نفسه أحياناً دون استئذان؟! • يقولون أن كل شئ يبدأ صغيراً .. ثم يكبر إلا الحزن فإنه يبدأ كبيراً ثم يصغر .. حتى يتلاشى فما بال حزني عليك بدأ كبيراً وأخذ كل عام يكبر .. ويكبر .. ويكبر؟! • إن حزني بقدر حبي كبير .. كبير .. كبير وكلما مضى عام على رحيلك كبر حبي .. وكبر حزني وصغرت المسافة بيننا. • عندما أفقد صديقاً .. أتذكرك وعندما أفقد قريباً .. أتذكرك وعندما أفقد حبيباً .. أتذكرك فقد كُنتِ أنت الصديق وأنت القريب وأنت الحبيب • أراكِ في كل شئ وفي اللاشئ وقبلها وبعدها أراكِ في نفسي فأنتِ نفسي .. وعمري .. وغدي .. وأمسي. • نافذة صغيرة: [[إنى أحبك فوق حب الأولين.. وفوق حب الآخرين حب الصحارى .. عطر زهر الياسـمين.]] أسامة عبدالرحمن nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :