شكراً للعنزي والرشيد - د.مطلق سعود المطيري

  • 11/12/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

هل ينجح أبو بكر البغدادي في أن يصبح زعيم المتطرفين في العالم، أم مازال في طريقه لتحقيق ذلك؟ الإجابة على هذا السؤال هي ما تبرر مقولة إن القضاء على داعش مهمة صعبة وطويلة وتحتاج إلى أعوام عديدة، وهنا نصل لمحاولة فهم كيف ستكون حياتنا وثقافتنا وديننا خلال سنوات مطاردة داعش، هل ستكون رصاصاً وفتاوى، أم ديناً وتنمية وحواراً، أم أن القضية لا تعنينا ووكلنا الأمر لغيرنا حيث القوى والتفكير مثل مانعتقد اليوم؟ الاعتراف بزعامة أبي بكر البغدادي للمتطرفين ليس اعترافاً بوجود شرعية للتطرف بل اعتراف بوجود جريمة وعصابات كثيرة وليس عصابة واحدة تقوم بتلك الجريمة، عصابات تخاطب العالم بفعل إجرامي وليس بحديث يهدد كلاماً ويداهن فعلاً، " السيف أصدق أنباءً من الكتب " وجماعات التطرف دائماً ليس لديها شيء تقوله ولكنْ لديها شيء تعمله، ولا تحتاج للقيام بمهامها إلا لإنسان يؤمن بما تفعل، فمتى ما توفر الإنسان توفرت القوة، فالإنسان عند داعش هو القنبلة والطائرة الحربية والخطة العسكرية، لذا حرصت أن يكون إنسانها مقتنعاً بقدراته الخارقة التي تتجاوز قدرات الإنسان الطبيعي، فالطبيعة الخارقة تتوفر دائماً بالطبيعة غير العاقلة، فالجهل مطلب حيوي وضروري لإنتاج القوات الخارقة، درس تربوي يصنع من الجهل باروداً يتفجر بوجه الخصوم.. استراتيجية الداعش الدعائية تقوم على حكاية أن أهل السنة مستهدفون في حياتهم وعقيدتهم، وان نصرتهم واجبة شرعاً، وان القوى العالمية تعمل لتقويض المذهب السني في المنطقة، ووفقاً لهذه الاستراتيجية كسبت أتباعاً يعملون ولا يتحدثون، وما جعل مهمتها الخطابية سهلة ولا تحتاج لصياغات البلاغة الغامضة هو غياب مهمة خطابية ترد على هذه الدعاية الماكرة.. ونقصد بالرد أن يكون فعلاً بلاغياً وليس كلاماً بلاغياً، فالمعروف أن داعش هي سبب بأزمة أهل السنة وليست حلاً لها، هي من قدم السنة بشكل وحشي وجاهل وثائر على حياة الإنسان، فوجودها خسارة للسنة وليس كسباً لها.. جربنا بلاغة الكلام مع التطرف ولم يكن تأثيره بالشيء المفيد، قدمت البراهين والأدلة على تعاون داعش مع طهران وواشنطن ولم يتحقق اقتناع ملموس على الواقع ، فحيرنا الطبيعة العاقلة وخسرنا الطبيعة الجاهلة. بلاغة الفعل هي طريقنا لترويض النفوس المتهورة وضرب الجهل بيد موجعة وليس بمعلومة مداهنة، الشهيدان العنزي والرشيد قدما درساً شريفاً ووطنياً من بلاغة الفعل، فكان التأثير والاستجابة وكسب الشعور الوطني الذي قدر التضحية واصطف معها وحولها، فهل المطلوب تقديم الشهداء لكي نحقق بلاغة الفعل؟ ليس كذلك وكذلك، فالشهادة مطلوبة في وقتها وليس فعلاً يعمل لاستعراض قيمة الموت، السجن فعل بلاغة والعقاب، والسجن المقصود سجن يشيده المجتمع للمتطرفين ليس لعزلهم بل لمعاقبتهم، عقاباً أخلاقياً يجعل المتطرف أقل مستوى من مدمن المخدرات، فمن يوزع اليتم على الأطفال إنسان مجرم، يستحق العقاب ولا يستحق المغفرة والصفح، فكيف نواجه عار التطرف وخزيه بلغة تتحرك وتحاكم؟ وليس بلغة تلعن الأصوات وإن لعنتها الأصوات المتطرفة خرست. لمراسلة الكاتب: malmutairi@alriyadh.net

مشاركة :