رواية السيرة الذاتية

  • 3/26/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عثمان حسن ظهرت مؤخراً العديد من الأعمال الروائية، التي تصنف تحت باب: «السيرة الذاتية»، ورواية السيرة الذاتية، هي فن أدبي سردي قديم، غير أن انتشاره بكثافة في السنوات القليلة الماضية، جعله حاضراً كموضوع في التداول النقدي العربي؛ من خلال عدة قراءات، ذات صلة بشكله الأدبي في حين، ومرة أخرى حول مضمونه، وما يقدمه من أحداث، يشكك أحياناً في واقعيتها أو صدقها، ونزوعها إلى المبالغة الفائضة عن الحاجة.بعض النقاشات التي تثير هذه المسألة، تميل إلى القسوة؛ لوصف هذه الظاهرة بجفاف المخيلة، أو انحسار قدرة راوي السيرة الذاتية على التخييل، وميل الكتّاب إلى التعبير عن ذواتهم المتضخمة، وجعل هذه الذوات مركزاً يتمحور حولها العالم المحيط.أكثر من ذلك، تميل بعض الطروحات إلى التعميم، في اعتبار رواية السيرة الذاتية، رواية تفتقر إلى الموضوعية، وأن كاتبها إنما يعبر عن الضغوط الاجتماعية، التي يتعرض لها في حياته الشخصية، وبين هذا وذاك، برزت الكثير من روايات السيرة الذاتية، التي قدمت عمقاً أدبياً، يضاف إلى جنس الرواية كفن منتشر عربياً، وأصبح مقبولاً ويقرأه الكثيرون، ومع ذلك تظل عجلة النقد العربي، -وربما يكون ذلك- مؤشراً إيجابياً، نشطة في تسليط الضوء على ظاهرة أدب السيرة الذاتية، الذي لا يختلف كثيراً عن الشكل الأدبي في الرواية التقليدية رغم تصنيفه تحت خانة «السيرة الذاتية» والتعامل معه كشكل مستقل من الكتابة السردية، ولا يضير كاتب السيرة الذاتية بحسب إجماع النقاد، ميله إلى هذا النوع من الأدب، حتى لو ظل الراوي كشخصية مركزية، متمثلاً في عمله الأدبي، وحاضراً في شخوصه؛ من خلال ما يتمتع به من قدرة على السرد والتخييل.من الناحية الفنية الصرفة، وفيما يتعلق بالحدث الرئيسي في رواية السيرة الذاتية، يحذر بعض النقاد من خروج الحدث الرئيسي في رواية السيرة الذاتية إلى مناطق أخرى بعيدة عن شخصية السارد، والتماهي مع الرواية التقليدية، سيما أن الرواية التقليدية، قابلة لأن تتفرع أحداثها وتنقسم مشاهدها إلى عدة مشاهد، بينما الحدث في رواية السيرة الذاتية، يقوم فقط على شخصية الراوي ويتمحور حولها.نشير إلى أن رواية السيرة الذاتية هي فن أدبي قديم، مارسه كتّاب معروفون على مستوى العالم، ف «ذئب البوادي» لهيرمان هيسه، التي صدرت في عام 1927 حققت نجاحاً شعبياً وعالمياً في سبعينات القرن الفائت، وهناك «ديفيد كوبرفيلد» لتشارلز ديكنز، التي تعد من أفضل أعماله، ونشرت عام 1850، و«تونيو كروجر» للألماني توماس مان، و«صورة الفنان في شبابه» للأيرلندي جيمس جويس، في 1914، و«الزهير» لباولو كويلو، وكذلك «بيت الأرواح» للتشيلية ايزابيل الليندي، عن مرض جد الروائية، وأحداثها تدور في فضاءات القرن التاسع عشر، وعربياً هناك الرواية الشهيرة «الأيام» لعميد الأدب العربي طه حسين، وغيرها الكثير. Ohasan005@yahoo.com

مشاركة :