ما بعد تزوير التاريخ بين رفّ الكتب

  • 4/15/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الباحث الفلسطيني سميح حمودة يعود، في كتابه "رام الله العثمانية"، أكثر من خمسمئة عام إلى الوراء، ليدخل مدينة رام الله من بواباتها العثمانية، في دراسة تؤرخ لتكوينها الاجتماعي. يفنّد الكاتب الأردني الدكتور فايز رشيد، في كتابه "ما بعد تزوير التاريخ: ردّاً على نتنياهو"، الصادر عن دار دجلة في عمّان، منذ صدور كتابه "مكان تحت الشمس" عام 1997 حتى عام 2017، بالمصادر المختلفة، والوثائق التاريخية العديدة، من أضاليل وأساطير تزويرية، منها مثلاً "أن الأردن جرى اقتطاعه من الوطن اليهودي"، و"أن العرب لا تنفع معهم سوى لغة القوة"، إضافة إلى كل المقولات والأكاذيب الصهيونية التي جرى اعتمادها من أجل بناء دولة "إسرائيل"، التي يخطط نتنياهو، كما كل القادة الإسرائيليين، لأن تكون "دولة يهودية خالصة ونقية"، بما يعنيه ذلك من تداعيات ترانسفيرية (خطط ترحيل الفلسطينيين العرب أصحاب الأرض من وطنهم). من العناوين التي يتضمنها الكتاب: "الفساد في إسرائيل، وعائلة نتنياهو تحديداً"، "الغيتو" الذي انطبع في أذهان الناس بأنه مرتبط باليهود، في حين أنه ليس خاصاُ باليهود، و"نتنياهو واليهود وعقلية الأسوار". كما يبين رشيد، في الكتاب، الدور الإسرائيلي في نمو التنظيمات الإرهابية المتطرفة، ويتطرق إلى حقيقة التحولات السياسية– الاجتماعية الإسرائيلية على مدى يقارب السبعة عقود. رام الله العثمانية يعود الكاتب والباحث الفلسطيني سميح حمودة، في كتابه "رام الله العثمانية"، أكثر من خمسمئة عام إلى الوراء، ليدخل مدينة رام الله من بواباتها العثمانية، في دراسة تؤرخ لتكوينها الاجتماعي وعائلاتها ومؤسساتها ومحاكمها الشرعية. ويمهد لدراسته بمقدمة تاريخية يؤكد فيها أن منطقة رام الله شهدت استيطاناً بشرياً منذ الفترة الكنعانية، وثمة دلائل أثرية تشير إلى وجود مثل هذا الاستيطان في منطقة "ردانة" القريبة من موقع رام الله الحالي، وقد دلت الحفريات الأثرية منتصف القرن الماضي على وجود ثلاث مراحل استيطان في العصور البرونزية والحديدية والبيزنطية. ويسبر حمودة، في الكتاب الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، غور طبيعة العلاقات الاجتماعية لرام الله في المرحلة الممتدة بين عامي 1517 و1918، منذ حملة نابليون حتى الحرب العالمية الأولى، مبيناً أن الحياة في رام الله خلال العهد العثماني امتازت بالبساطة، وحكمتها القيم القبلية والعشائرية العربية، وقامت بين سكانها علاقات تعاون. لكن الكاتب لم يغفل حصول نزاعات كانت تصل بين المسيحيين والمسلمين إلى حالات القتل واحتكام الطائفتين إلى المحاكم الشرعية آنذاك. التأريخ العربي وتاريخ العرب يضمّ كتاب "التأريخ العربي وتاريخ العرب: كيف كُتب وكيف يُكتب؟ الإجابات الممكنة"، الذي يقع في 1056 صفحة، 32 بحثاً محَكّماً قدّمها مشاركون في المؤتمر الثالث للدراسات التاريخية الذي أقامه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في بيروت في الفترة من 22 إلى 24 أبريل 2016، ليعرفوا إنْ كان ثمة تاريخ للعرب وحدهم، أو تاريخ واحد للعرب، وليبحثوا في مسألة التحقيب التاريخي العربي. يقدّم خالد زيادة مدخلاً للكتاب بعنوان "استخدام الوثائق في كتابة التاريخ العربي"، يؤكد فيه أنّ الوثائق تُبطل استناد التاريخ إلى أخبار الإخباريين أو أصحاب التراجم، بل تُسنده إلى تراكم المعطيات التي تنقل التاريخ من سرد للوقائع والأخبار إلى مواجهة مع صفحات متحركة ومتطورة تتضافر فيها مجموعة من المعطيات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. يحتوي الكتاب على ثلاثة أقسام، يتناول القسم الأول "كتابة التاريخ العربي حقلاً وتحقيباً ومنظوراً"، ويتناول القسم الثاني "مسائل واتجاهات في التواريخ الوطنية"، أما القسم الثالث، فيبحث في "التاريخ المقارن ومسائل من حقل الذاكرة والتاريخ".

مشاركة :