أكيد هناك خلل ما في مفهوم حماية المستهلك لدى وزارة التجارة! وبالتأكيد هناك خلل في مفهوم تنشيط السياحة لدى بعض منسوبي هيئة السياحة! فماذا يعني أن قيمة التذكرة لنفس الحفلة ونفس الجهة المنظمة تنخفض في دولة الجوار وتتضاعف أضعافًا مضاعفة في بلدنا؟ ما معنى أن ينظم حفل للصغار في إجازة مدرسية، ثم تقبل هيئة السياحة، أن يضاعف المنظمون تذاكر الدخول أضعافًا مضاعفة، وهي تعمل على استقطاب المواطنين واستهدافهم وإغرائهم بالحفلات لصغارهم، والبقاء داخل حدود الوطن؟! كيف تسعى هيئة السياحة بكل طريقة لإقناع المواطن بأن السياحة الداخلية هي الأفضل، وهي لا تسعى لضبط أسعار تذاكر الحفلات والخدمات كي يقتنع المواطن أن بقاءه في وطنه -على الأقل- أوفر؟ شكونا كثيرًا، وكلّت أقلامنا، وسوّدنا الصفحات بالحبر المسفوح، كي تخفض أسعار الشاليهات والمرافق الترفيهية، التي تستنزف جيوب المواطنين، وتشعر الأكثرية بالتعاسة ولكن لا حياة لمن تنادي! بعد أيام أو أسابيع يقام حفل لبارني وأصدقائه في مدينة جدة وفي الرياض والشرقية، وهو نموذج واحد، لكنه صارخ ومحبط حد الألم لمن يريد إدخال الفرح على قلب صغاره باصطحابهم إلى حفل لشخصية محبوبة، لكنه يكتشف أن الربح المبالغ فيه هو الهدف من هذه الحفلات، لا أعتقد أن خراب جيب المواطن سينشط السياحة، ووزارة التجارة كأنها ليست معنية بالمواطن، بل بتنمية أموال التجار بحاجة المواطن، وأي حاجة أفدح من حاجة طفل إلى المرح؟! ربما منهم من كان يتطلع إلى حضور الحفل في دولة البحرين الجارة القريبة الصغيرة ويتشوق لو أن لديه الامكانية لأخذ صغاره لحضور الحفل، لكنه حمد ربه أنه لم يفعل لأن الحفل سيقام هنا في بلده، ولكن الصدمة القوية، هي أن نفس الحفل في البحرين تذكرة الدخول (2- 5- 10) دنانير، أي أن أعلى سعر 100 ريال تقريبًا، بينما تذكرة الدخول في الحفل المقام في جدة (75- 125- 750) ريالاً، وكذلك هي -بالتأكيد- في الرياض والشرقية. هذا الحفل للصغار قبل سن المدرسة، يعني لا تستطيع أن تقنع طفل العامين أو الثلاثة بالجلوس في الخلف، فإذا كان المقعد الواحد في الصفوف الأمامية يكلف "750" ريالاً. هذا يعني أن رب الأسرة الذي يريد أن يدخل فرحة حقيقية على صغاره في الإجازة ويرضى شغفهم بالشخصية التلفزيونية التي يعشقونها عليه أن يدفع "1500" إذا ذهب هو وصغيره فقط، أمّا إذا رغبت الأم في مشاركة طفلها بهجته فعليه أن يدفع "2250" في حفل مدته قرابة الساعة فقط. أمّا إذا كانت الأسرة لديها أكثر من طفل، وترغب في إدخال بهجة حقيقية على نفوسهم الغضّة، فتلك تحتاج إلى مبالغ طائلة كانت تكفي الأسرة في رحلة سفر إلى دبي مثلاً، أو البحرين، وتكفيهم للمشاركة في مباهج كثيرة، ويكفي الاحساس بالسفر والتغيير. الحفل (لبارني وأصدقائه) أقيم نفس الحفل في البحرين في سبتمبر 2013م بتلك الأسعار التي تتيح لكل فئات المجتمع إمتاع صغارهم والفرح بفرحهم، لكن المنظمين في جدة يستكثرون الفرح لكافة فئات المجتمع، وكأنهم يخاطبون فئة تستطيع أن تحجز الصفوف الأمامية لصغارها والمربيات والسائقين، بينما تقبع الفئة التي لا تملك في الصفوف الأخيرة مع أنها تدفع للصف الأخير نفس قيمة الصفوف الأولى في حفل البحرين! بارني بطل مسلسل أطفال أمريكي، أو الديناصور الذي يتعلم الأطفال منه العادات والتقاليد الحميدة، ومن خلال اللعب مع أصدقائه الأطفال ينمي مهاراتهم في أجواء من التعاون والمتعة المحببة للصغار قبل سن المدرسة، وتعلق الأطفال بشخصية بارني جعلته الدجاجة التي تبيض ذهبًا عندنا فقط! لا أحد يقدر أهمية مثل هذه الحفلات للأطفال، ومرافقتهم لذويهم، ومتعتهم الباذخة وهم يلتقون وجهًا لوجه مع شخصية تلفزيونية تعلقوا بها على شاشة التلفزيون، ثم وجدوا انفسهم وجهًا لوجه في لقاء تفاعلي أكثر متعة من مشاهدة تلفزيونية. حفل بارني للصغار، الذين يتوقون لهذا الحضور، ولا بد أن تحرص أجهزة الدولة ممثلة في هيئة السياحة، وزارة التجارة، أمانات المدن أن توفر للمواطن وأسرته وسائل الترفيه بأقل الأسعار لا أعلاها، كي لا تضطر للبحث عن السائح بشمعة، كما تفعل هيئة السياحة لإبقاء المواطن ضمن نطاق الوطن في إجازات الصيف والأعياد والمناسبات المختلفة، لكنها تكتشف أنه فرّ من قبضتها إلى دبي. نلوم كل من حمل حقائبه، وحلّق خارج حدود الوطن، ثم عاد ينشر على أحد جناحيه انبهاره وإعجابه بما عاشه، ليس بعيدًا بل في دول الجوار، وعلى الجناح الثاني ينشر حسرته وألمه، لأن لدينا إمكانيات أكبر من إمكانياتهم، ومع ذلك استطاعوا أن يوفروا كل وسائل الراحة والرفاهية ليس فقط لمواطنيهم بل حتى لزائريهم سيَّاحًا كانوا أو حتى عابري سبيل! أتمنى أن تسرع وزارة التجارة وهيئة السياحة لإلزام المنظم بقيمة تذاكر البحرين حتى لا نشعر بالغبن وأن جيوبنا مستهدفة، وأننا مستنزفون! nabilamahjoob@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (27) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :