استدرجني مقال الأستاذ محمد الرطيان ( كتابة على الجدران) المدينة / الأخيرة، الاثنين/ 5 شوال، للقراءة واستدرج الذاكرة لاستحضار معلومات قليلة عن تاريخ الكتابة لكنها كافية لتوفر مادة كتابية تسعف بها ورطتي وأنا أسوق الأعذار للتملص من كتابة المقال أو احراز بعض الوقت لتحفيز العقل على التفكير وبث فيه شئ من لياقة الاختيار لينتقي موضوعاً واحداً بين كوم الموضوعات المحفزة للكتابة. ففي كل مرة تهم بالكتابة تجد في رأسك كتلة متشابكة من الموضوعات ككرة خيوط متشابكة ، وكلما هممت بإمساك طرف أحدها وجدت صعوبة من ضغط الأخرى الملتفة حوله، وهنا تكمن قدرة الكاتب ولياقته الإبداعية في الإمساك بطرف الموضوع المحفز على الكتابة والذي يمتلك مادته الذهنية فيطرحه بسلاسة وحرفية. هذه القدرة أو اللياقة الذهنية تتأثر بالتعب والإرهاق الجسدي أو بمزاج الكاتب، لذلك وجدت نفسي أمرُّ بهذه الحالة الذهنية وعدم القدرة على الفرز، وسط هذا الكم الهائل من الموضوعات والمتابعة الحثيثة للأخبار، واعتصام الإخوان في مصر، وجولة مفاوضي السلام بين المصريين، وفشل المفاوضات، والمبادرات، والترقب الحذر لإنذار الداخلية المصرية، - خصوصاً بعد الانشغال بتجهيزات العيد والركض هنا وهناك لإجابة دعوة عشاء في مكة وتلبية دعوة زفاف في الرياض والعودة بحقائب معبأة بالإرهاق والرغبة في الاسترخاء الكامل. وجدت في مقالة الزميل الرطيان مخرجاً من مأزق التكاسل، فلماذا لا أكتب عن الكتابة، الداء والدواء، فهي بقدر ما تكون متعة ومتنفساً للأفكار والمشاعر وراحة للكاتب بقدر ما تصبح أرقاً وهاجساً وقلقاً. الإنسان منذ القدم وقبل اختراع الكتابة بدأ رساماً، ربما لذلك يعتبر الخط أحد الفنون الجميلة، وأصبح للخط أنواع وأشكال تأنق فيها الخطاطون وأبدعوا؛ الرقعة، النسخ، الكوفي، الديواني، المغربي، الفارسي، الطغري، خط الاجازة « التوقيع» أو « الرئاسي». فالانسان عبر عن أفكاره بالرسم، وجسد فكرته في صورة « حمامة « تعبر عن الفكرة بالصورة، وعرفت بالكتابة الصورية. ثم تلتها الكتابة المقطعية بحيث تجسد الصورة مقطعاً من الكلمة، ثم تلي ذلك استخدام الحروف. الخط المسند هو الخط الأول للخط العربي سمي أيضا بخط الجزم - أي القطع- لاقتطاعه من خط المسند الحمْيَري وعلى أثره استخدموا الخط النبطي. والخط المسند أدنى إلى الكتابة بالحروف منه إلى الكتابة الصورية المقطعية، ويقول التاريخ بأن الفينيقيين هم الذين اخترعوا الأبجدية وعنهم أخذها اليونان ثم انتشرت في أصقاع الأرض. في شبه الجزيرة العربية أثر شهير أطلق عليه ( نقش نقب الحجر) نسبة إلى الموضع الذي عثر عليه فيه، على شكل سطور محفورة في صفيح الصخر تؤكد أنها كتابة معينية، شكل الكتابة يؤكد أنها تنتمي إلى الخط المسند الحميري ، يقال أن المعينيين قبسوا الخط المسند عن الهيروغليفية بعد أن تطورت وتعدت الكتابة المقطعية ، والكتابة الهيروغليفية هي الصورية المصرية والمقطعية التي تكون الصورة مقطعا من مقاطع الكلمة كما أشرنا سابقا. يؤيد هذا الرأي نقوش وجدت في شبه جزيرة سيناء تحمل شبهاً بالخط المسند، وللمعينيين صلة وثيقة بجزيرة سيناء لأنها على الطريق التجاري بينهم وبين مصر. فالكتابة على الجدران، استبدلت بالكتابة على تويتر في العصر الحديث، واعتبر الزميل الرطيان تويتروالفيس بوك حوائط إلكترونية، وهذا صحيح باعتبار أن كثيراً من التغريدات هي مجرد شخبطات، وكثيرون ممن لا يمتلكون موهبة الكتابة الابداعية لهم صفحات وحسابات على تويتر وفيس بوك، بعضهم ينقل أفكار آخرين سواء كتاب او شعراء أو رجال دين، أو أنه يشخبط شخبطات يثبت بها حضوره الالكتروني، لكن أكثر ما لفتني في الكتابة على حائط تويترتغريدة لأحلام المطربة المثيرة في عرب ايدول التي أفتت بأن التهنئة بالعيد لا تصح إلا بعد العيد . أحلام تمارس - ربما - دور الداعية استجابة لدعوة الشيخ العريفي الشهيرة لأحلام على تويتر والدعاء لها بأن تصبح الداعية أحلام بدلا من المطربة أو الفنانة فقالت في تغريدتها : ( لا تباركون بالعيد الا بعد صلاة العيد، اتبعوا سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام). هذه تهنئتي بعد العيد حسب فتوى أحلام (كل عام وأنتم بخير). nabilamahjoob@yahoo.com nabilamahjoob@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (27) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :