قال الإعلامي عبد العزيز آل إسحاق، إن الصحف والقنوات المحلية قد التزمت خلال الحصار الجائر على الدوحة، بالأخلاق والمهنية العالية، وحرفية العمل، وأدت التزاماتها، بدون الانجرار خلف حالة الانحطاط الإعلامي، التي تمتعت بها وسائل إعلام دول الحصار. جاء ذلك خلال اليوم الثاني من الورشة التدريبية التي نظمتها دار «العرب»، بالتعاون مع مركز الدوحة لحرية الإعلام، بمقر المركز، حول «أخلاقيات مهنة الإعلام»، يومي 1 و2 مايو الحالي، بمشاركة 25 إعلامياً وصحافياً، وموظفين بإدارات الإعلام، والعلاقات العامة. وأكد آل إسحاق على تكاثر السقطات المهنية والأخلاقية التي وقعت فيها وسائل الإعلام الناطقة باسم دول الحصار الجائر، والعاملة فيها، والممولة منها، وذلك لعدة أسباب، أهمها قيام أجهزة معينة في تلك الدول بقيادة الإعلام، مما أدى إلى فقدانه مصداقيته.نوّه آل إسحاق بأن الشعوب في دول الحصار تحتاج إلى وقت طويل جداً، أو إلى جيل جديد من أجل عودة الثقة بوسائل الإعلام المختلفة فيها، وهذا الأمر بسبب الانحطاط في المستوى المهني والأخلاقي، وتلفيق الأكاذيب، وغيرها من الممارسات السلبية التي استخدمت خلال الأزمة الخليجية. وناقش آل إسحاق مع الحضور عدداً من المصطلحات الإعلامية الجدلية المتداولة، منها إعلام الأزمات، وإعلام المقاومة، وإعلام الحرب، حيث تفاعل الحضور بطرح آراءهم حول هذه المواضيع. واستعرض آل إسحاق أبرز القضايا الإعلامية المتعلقة بالواقع الحالي، إذ إن بعضها عالمية وأخرى إقليمية، بالإضافة إلى المحلية، كما تطرق إلى سقف الحريات الإعلامية في مختلفة دول المنطقة. وتحدث آل إسحاق عن سبل التأثير المتبعة على وسائل التواصل الاجتماعي، مبيناً حجم الأخبار غير الحقيقية، والتلفيقات في بعض الأحيان على ألسنة المؤثرين، سواء من رجال الدين، أو العلماء، وغيرهم. وبين آل إسحاق أن هناك العديد من الطرق الإعلامية المتبعة للفبركة الإعلامية، من تغيير الصور والتفاصيل، بالإضافة إلى الفيديوهات، أو حتى على مستوى إخفاء جوانب من الحقيقة، وإظهار جانب آخر. وأوضح آل إسحاق أن هناك العديد من الطرق لمعرفة الأخبار والصور والفيديوهات المفبركة، واستعرضها أمام الحضور لاتباعها من أجل التأكد من صحة أية صورة أو خبر، قبل إعادة نشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتطبيقات على الهواتف النقالة. وناقش الإعلامي آل إسحاق مع المشاركين في ورشة العمل مفهوم الحرية المطلقة في الإعلام، مؤكداً أنه لا يمكن العمل بمهنية، وهناك تقويض للحريات الإعلامية، رغم ذلك يجب وجود قوانين تنظم الأعمال الإعلامية، مثل تحديد الأشخاص الحاصلين على شهادات تعليمية في تخصص الإعلام للعمل في المهنة. وعرض آل إسحاق توضيحاً مهماً حول صناعة الأفلام في هوليوود التي تعتبر المؤثر الأول على مستوى العالم، ذاكراً أحد الأمثلة عن انتصار البطل الأميركي في فيتنام خلال الحرب، إذ إن كل الأفلام التي أنتجتها شركات مختلفة أظهرت انتصاراً أميركياً، سواء لجندي محارب، أو محقق، أو طبيب، أو غيرهم. وسلّط الضوء على التأثير الكبير الذي تولده الأفلام التي تصدّرها هوليوود للعالم، إذ رسمت صورة نمطية للعديد من الأمور، وإعجاباً بالتجربة الأميركية، والقوة، والمجتمع، والحياة فيها، ما يولد عدائية للذات لدى بعض الأفراد. ونوّه آل إسحاق بالرسوم المتحركة التي تخاطب عقل الطفل، وترسم له خيالاً غير واقعي، يدفعه نحو الظن أن هناك صورة واحدة لجانب معين، يكون بالغالب مغايراً للحقيقة، وهذا ما يجعل الطفل يضع صورة نمطية قد لا تتغير حتى فترات متقدمة من عمره. وفي ختام ورشة العمل، التي امتدت لمدة يومين، قام السيد عبد الرحمن بن ناصر العبيدان، مدير مركز الدوحة لحرية الإعلام بالإنابة، بتكريم الإعلامي عبد العزيز آل إسحاق على جهوده في الورشة، وتسليمه شهادة تقدير، ودرعاً مقدماً من مركز الدوحة لحرية للإعلام. وتعليقاً على اختتام فعاليات ورشة العمل، قالت الأستاذة حنان اليافعي، مدير إدارة الرصد بمركز الدوحة لحرية الإعلام إن أهمية تنظيم الدورة التدريبية بالتعاون مع دار «العرب»، تنبع من حرص المركز على الاستمرار في نهجة المرتبط بتطوير مهارات الصحافيين والعاملين في قطاع الإعلام والعلاقات العامة، وذلك عبر عدة سبل، منها إقامة الدورات التدريبية، وورش العمل. وثمنت اليافعي مبادرة دار «العرب» للاحتفال في اليوم العالمي لحرية الصحافة، من خلال مؤتمر حرية الإعلام والتعبير، مشيرة إلى أهمية ورش العمل التي أقيمت تحت عنوان أخلاقيات المهنة، وصناعة الوعي والتضليل الإعلامي. وأوضحت اليافعي أن ورش العمل والدورات التدريبية تساهم في توعية الصحافيين، وذلك لمجابهة الأزمات، إضافة إلى أهمية معرفة الإعلاميين بكيفية التأكد من صحة بعض المعلومات الواردة لهم من مواقع التواصل الاجتماعي قبل إعادة نشرها. وبينت اليافعي أن مركز الدوحة لحرية الإعلام يستمر في العمل على إقامة دورات مختلفة، تستهدف تطوير أداء جميع أعضاء الجسم الصحافي والإعلامي في الدولة، مشيرة إلى أن المركز لديه العديد من الشراكات مع مؤسسات مختلفة، منها معهد الجزيرة.;
مشاركة :