قال شاعر نبطيّ، ضمن قصيدة يوصي بها مرسوله إلى كبير: - سلّم على خشمه وسلّم على العين وسلّم على يمنى لها حق الاكرامْ ونعرف أن مفردة "سلّم" تعني في لهجة أهلنا في الحجاز "قَبّلْ" أري أن ظاهرة التقبيل بين الذكور بدأت تقل أو تتضاءل. كذلك ظاهرة تماسك الأيدي بين الذكور زيادة لأي إظهار التبجيل والمحبة بدأت تنحصر، وأقصد الشرق كله وليس بقعة بعينها. ففي المناسبات الاجتماعية تُظهر بعض الصور قادماً جديداً وقد استقبله المُضيّف، ثم يسير الرجلان إلى المقعد والإثنان متماسكا الأيدي. وقد رأيتُ على الشاشة ضيفاً رسمياً وقد تماسك الأيدي مع من استقبله. والغربيون يتعجبون من هذا الأداء الغريب وهذا المراس. عادة تقبيل الرأس والأنف أو التلامس على الخدود عادة شرقية. وبقراءة هنا وهناك وجدتُ أن عادة أخرى للمجاملات والتقرب هي تقبيل اللحى. وأعتقد أنها موجودة في بلاد الشام أكثر. وتوقفتُ عند قصيدة شاعر لبنانى أظنه أسعد رستم ذكر فيها تقبيل اللحى، ولم يستحسنهُ. تقول القصيد في جزء منها: - بوسُ اللحى عادةٌ في الشرق دارجة وقد ورثناهُ عن أسلافنا الأوَلِ عاداتنا بعضها في الشرقِ محتملٌ والبعض منها ثقيلٌ غير مُحتملِ بوس اللحى يارجال الشرقِ يخفضكمْ قدراً ويضحكُ منكمْ أكثرالمِللِ ما أثقل اثنينِ في تقبيل بعضهما كأنما جبلٌ يهوى على جبَلِ بَوسُ اللحى عادةٌ ليست بلائقةٍ ناهيك ما نشرتْ فينا من العللِ لاسيّما من يكنْ من بُستَ مُفترساً فصّاً من الثوم أو رأساً من البصلِ تفوح رائحةٌ من فرط قوّتها يشمها الناس في المريخِ أو زُحلِ لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :