يرى خبراء أن المناوشات التي تحدث بين الحين والآخر بين إسرائيل وإيران على الحدود السورية، لا تعدو كونها مجرد دعاية سياسية يستغلها نظام الملالي الإيراني في محاولة تضليل وحشد الداخل الإيراني وبعض المغيبين في المنطقة. وأكد خبراء في تصريحات لـ"الرياض" أن النظام الإيراني حقق لتل أبيب جميع أحلامها، وتفوق عليها بترسيخ الانقسام والتفتت باسم الدين داخل العديد من الدول العربية. حرب كلامية وقال رئيس وحدة الدراسات الإيرانية بمركز أمية للدراسات الاستراتيجية د.نبيل العتوم: إن التاريخ لا يذكر أي مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، مشيراً إلى أن الأخيرة لن تسمح بقواعد إيرانية على حدودها مع سورية، وتحاول إيصال رسالة للنظام الإيراني بأن مهمته في سورية تتمحور حول الانشغال في محاربة المعارضة والدفاع عن نظام الأسد، وإبادة السوريين، وأي شيء سوى ذلك سيدفع الإيرانيون ثمنه باهظاً. وأضاف د.العتوم أن النظام الإيراني في تعامله مع إسرائيل يمارس الحرب الكلامية فقط، سواء في الخطب السياسية أو خطب الجمعة، ضمن مستوى مرتفع من الدجل يعتمد على سلوك براغماتي وخطاب راديكالي فارغ، من أجل مواصلة تضليل وحشد الداخل الإيراني المغلوب على أمره. وأردف أنه ليس هناك احتمالية لنشوب حرب شاملة بين الجانبين الإسرائيلي والإيراني، بسبب حالة الوهن التي يمر بها النظام الإيراني، واعتماده على الحرب بالوكالة في المنطقة، موضحاً أنه من شدة ضعفه اضطر لاستجداء الدول الأوروبية وتحديداً الموقعة على الاتفاق النووي من أجل إنقاذه من واشنطن، ما يؤكد زيف شعاراته حول المواجهة وإبادة تل أبيب. الخريف العربي وشدد الخبير الأمني اللواء فاروق المقرحي، على أن إسرائيل وإيران من مكونات مثلت شراً يحيط بالعالم العربي، ولم يشهد التاريخ تدهور العلاقات بينهما، بل عملت إسرائيل على إمداد إيران بالمال والسلاح في حرب الثمان سنوات مع العراق، بهدف تحطيم القوة العسكرية لبغداد. ولفت المقرحي إلى أن العلاقات بين الجانبين انتقلت من طور العلنية إلى السرية خلال الفترة الماضية، من أجل تنفيذ مخططات الخريف العربي التي أدت لنشر الخراب في معظم دول المنطقة. وأوضح أن من يعتقد أن تل أبيب وطهران على خلاف فهو واهم، مؤكداً أن الشعارات التي يطلقها النظام الإيراني بين الحين والآخر مجرد دعاية سياسية لكسب تعاطف الداخل الإيراني، وأن هذه الشعارات أصبحت أسطوانة مشروخة. وتابع المقرحي أن إيران كقوة لا تقلق دول الوطن العربي، بسبب هلهلتها من الداخل، وسهولة ردعها ومواجهتها سياسياً وعسكرياً وإعلامياً، إلا أن مشكلتها كانت تكمن في استغلالها هي وأتباعها من التنظيمات الإرهابية من قبل أطراف دولية كبرى، للتلاعب بأمن المنطقة، وهذا ما تصدت له الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. لا يعترفون بالأقصى وأكد الخبير في الشأن الإيراني علاء السعيد، أن الملالي حسب معتقداتهم لا يعترفون بوجود المسجد الأقصى، ويستخدمون القضية الفلسطينية في إطار أدواتهم السياسية لاختراق العالم العربي. وأشار إلى أن ملالي إيران "فرس"، ويعملون على إقامة ما يسمونه بالإمبراطورية الفارسية، بينما فلسطين دولة عربية محتلة، لا تمثل لهم أهمية سوى في السياسة. وتساءل: "كيف لإيران التي تحتل أراضٍ عربية مثل الأحواز والجزر الإماراتية، أن تحرر أرضاً محتلة؟". الموت للعرب فقط في غضون ذلك، كشفت تقارير إسرائيلية وإيرانية عن تعاون سياسي بين تل أبيب وطهران خلال الفترة الماضية، وفي أعقاب التوقيع على "الاتفاق النووي"، قبل أن يظهر بعض التدهور في العلاقات الثنائية بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق قبل أيام. وبحسب صحيفة "جام نيوز" الإيرانية، فإن وفداً إيرانياً يضم دبلوماسيين وصحفيين ومحللين إيرانيين قد زار إسرائيل في أعقاب التوقيع على الاتفاق النووي، وهو ما أكده موقع "تايم اوف" الإسرائيلي، مضيفاً على ذلك أن الوفد الإيراني قد ضم وزراء إيرانيين سابقين. وفي الوقت الذي يطلق خلاله النظام الإيراني شعارات حول تحرير المسجد الأقصى، ويسمي إحدى ميليشياته الإرهابية باسم "فيلق القدس"، يمارس التواصل غير معلن مع إسرائيل، ولا يحرك ساكناً حيال الإجراءات الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى. ومن أشهر شعارات النظام الإيراني "تحرير الأقصى" و"وحدة المسلمين"، فقد اعتاد إطلاقهما في كل مناسبة يخسر فيها معارك سياسية أو عسكرية. ويرى مراقبون أن النظام الإيراني تفوق على إسرائيل وجميع أعداء المنطقة بترسيخ الانقسام والتفتت باسم الدين داخل العديد من دول المنطقة، مشيرين إلى أن الإيرانيين حققوا أحلام إسرائيل في المنطقة، وما يحدث بينها مجرد "جعجعة بلا طحن".
مشاركة :