«اتفاق معراب» جعجعة بلا طحن

  • 1/22/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فيما تتريّث معظم القوى السياسية في كشف مواقفها النهائية من اتفاق معراب ومشهدية انسحاب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من السباق الرئاسي، واختياره التموضع خلف ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، فإن معطيات الساعات الأخيرة كشفت عن أن البعد الرئاسي المرجو من هذه المشهدية لم يتمكّن بعد من تجاوز حدود اتفاق جعجع - عون باتجاه مختلف المكوّنات، وذلك تحت وطأة تفضيل معظم الأفرقاء البقاء عند مفترق التريّث، بين جعجع لعون، واستمرار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في الترشّح بدعم من رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، في ترشّحه التسووي. وفيما الحلفاء منقسمون بين صامت وحذر ومرحّب ومؤيّد، بقي موقف تيار المستقبل ثابتاً عند ما أعلنته كتلته النيابية، في بيانها الثلاثاء الفائت، علماً بأن موقفها تضمّن: جلسة 8 فبراير لانتخاب الرئيس قائمة ونواب المستقبل سيحضرون الجلسة، وإن محكّ الانتخاب لا يتوقف على التوافق على مرشّح واحد، بل على المنافسة وعلى صندوق الاقتراع. أما مسألة النصاب، فلا تزال كرتها في ملعب حزب الله وعون، فالقول بلا نصاب، إلا إذا كان عون مرشحاً وحيداً، من شأنه أن يُشكّل إمعاناً في تعطيل انتخابات الرئاسة. ترحيب وكانت كتلة المستقبل رحّبت بالمصالحة التي تمّت في معراب بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وأكدت أنها مع الإسراع في إنهاء الشغور، ومع إعلان النائب فرنجية عزمه على الاستمرار بالترشح للرئاسة. أما موقفها النهائي، فهو التزام توجّهات رئيس تيار المستقبل، الحريري. وفي السياق، لا يزال يتردّد أن الموقف الذي أعلنته كتلة المستقبل ظهّر موقف الحريري، الذي أبلغه للمتصلين به بعد إعلان جعجع ترشيح عون، من إنه مازال على خطّته الرئاسية، والتي فسّرتها أكثر من جهة بأنها تقوم على دعم ترشيح فرنجية. الحريري وفرنجية وفي انتظار تبلور موقف الحريري النهائي، أكدت مصادر المستقبل لـالبيان أن الأخير مستمرّ بدعم فرنجية حتى النهاية، وهذا ما تمَّ إبلاغه إلى فرنجية وإلى كل القيادات، وأشارت إلى أن نواب الكتلة يقفون خلف الحريري في ما يراه مناسباً. ولفتت مصادر مراقبة إلى أن الحريري، ومعه تيار المستقبل، يتسلّح بقدرته على فرض الفيتو في السياق الرئاسي، مستنداً إلى قاعدتين: الأولى، أنه لم يسبق أن فرض المسيحيّون رئيساً على المسلمين. والثانية، ألا انتخابات رئاسية بمعزل عن المكوّن السني. ولأن أجواء المستقبل تؤكد الالتزام النهائي بالمبادرة الباريسيّة وبترشيح فرنجية، فمعنى ذلك، يقول مطلعون، إن الحريري صار مضطراً لأن يبادر سريعاً إلى إعلان ترشيح فرنجية، بشكل علني ورسمي، لأن عدم الترشيح سيفسّر على أنه إشارة ضعف أمام اتفاق جعجع عون. مواجهة محتملة وبانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تطوّرات، لا تخفي أوساط مطلعة على مسير الاتصالات القائمة أن تكون خطوة معراب قد أدخلت القوات في مواجهة مع المستقبل، وإن بدت مواجهة سياسية أقلّ حدّة من المواجهة بين التيار الوطني الحرّ والمردة. وأشارت لـالبيان إلى أن الأمور بين الطرفين تتجه نحو البرودة والتعقيد. ولفتت هذه الأوساط الانتباه إلى أن الكرة الرئاسية باتت عملياً في ملعب المستقبل، لا في ملعب حزب الله، ذلك أن الحريري يستطيع بأصوات كتلته، عددياً وميثاقياً، تسهيل طريق عون إلى بعبدا. لكن بانتظار ذلك يبقى اتفاق معراب يسمع جعجعة ولا يرى طحناً. حقيقة تبقى في المشهد اللبناني حقيقة دامغة، بنظر مراقبين، مفادها أن نصف الانتخاب لبناني، ونصفه الآخر خارجي، بمعنى أن ترشيح الحريري لفرنجية وجعجع لعون أوجد مناخاً رطباً في العملية الديمقراطية، لكنه لم يبلغ نقطة الانتخاب، في حين يبدو النصف الآخر مرتبطاً بمناخ إقليمي.

مشاركة :