للأسف خلال السنوات القليلة الماضية ومع انحراف كل القيم والمبادئ التي تميز المجتمع المصري. ومع تشويه كل ماهو جيد. والتشويش على جميع المفاهيم الصحيحة. ضاعت البوصلة من الجميع. الا من رحم ربي. ومن هذه القيم التي تم تغيير معناها ومفهومها والتشويش على الهدف منها (قيمة العمل) فأصبح هناك مصطلحات جديده تسربت الي المجتمع في الآونة الأخيرة وتم استبدال كلمة العمل بالسبوبة أو بالمصلحة أو غيرها من الكلمات معدومة القيمه. لأنها ترمز الي الأعمال ذات الربح السريع وبدون مجهود وفي أغلب الأحيان هي أعمال غير مشروعه. وليس لها مستقبل أو حتى صفة الدوام. وهناك فرق كبير بين العمل(المهنة) وبين ما يبحث عنه معظم الشباب المصري الذي أصبح طموحاته كبيره وتفوق إمكانياته الحالية والتي لا يريد الصبر والعمل والكد حتى يصل ألي أحلامه. وبالتالي فقد المجتمع المصري قيمة العمل.والعمل هو ما يقوم به الفرد من الجُهد والطاقة ليحصل على حياة كريمة تُوفر له كل حاجاته، والمفترض أنه كلما زاد الفرد من جُهده كلما كان مستواه المعيشي أفضل، وفي وقتنا الحالي فإن العمل له أهمية وأولوية في حياة كل فرد، ولا أحد يستطيع إنكار ذلك، حتى الأشخاص الذين لا يُحبون العمل والكدّ. يُحقق العمل قيمة للفرد، كما أنه يُنظم حياته من جميع النواحي، ففي كل يوم لديه موعد للذهاب لعمله وموعد لانتهاء عمله، وهو أمر في غاية الأهمية لأن هذا التنظيم هو ما سيجعله يعتاد على الانضباط في العمل وفي سائر جوانب حياته، هذا على الصعيد الشخصي. بالعمل بُنيت الحضارات على مرّ العصور، فهو الذي يُؤمّن الحياة الكريمة للفرد وأسرته إن وُجدت، وطالما كان العمل حلالًا فإن هذا لا يُعيب الشخص في شيء، فالعمل يجعل الفرد يرتقي يومًا بعد يوم مهما كان بسيطًا، فعامل النظافة هو من يجعلنا نرى بلدنا نظيفة ومُتحضرة، وفي اليابان تم عمل تماثيل تُكرم هذا الشخص العظيم الذي يمنع حدوث التلوث الذي يضُر بصحتنا، فهو يعمل ويكد من أجل الحصول على حياة كريمة، ويُفيد بعمله هذا جميع المواطنين في بلده. يستطيع الإنسان من خلال عمله أن يُحقق كل ما يسعى إليه، وهذا من خلال الجد والتخطيط الجيّد لما يحلم بالوصول إليه، لهذا نرى العديد من المُؤسسات التي تُكرم موظفيها المبدعين، وهذا ما يمنحهم فرصة للارتقاء بوظائفهم المختلفة، فالعمل يجب أن يكون نابعًا من حُب الفرد له، ولا يجب التفكير بالعمل من أجل تحقيق المال فقط، لأنه يُكسب صاحبه خبرة واسعة تُمكنه من شغل مناصب أعلى مما كان عليه. كلما كان الفرد مُلتزمًا بعمله، كلما ارتقى بمجتمعه نحو الأفضل، والعمل لا يصِح إلا بالإتقان، فكل منا يعمل في مجاله، حتى السيدة في منزلها تعمل، حيث إنها تُربي أجيالًا لتُسهم بشكل كبير في ارتقاء مجتمعها، فإن لم تُتقن عملها المُتمثل بتربية الأبناء تربية سليمة، فالبطبع سينعكس هذا سلبًا عليها وعلى المُجتمع ككل. لهذا يجب توعية الأبناء في المنزل، والمدرسة، والجامعة بأهمية العمل، وأن أهميته لا تقتصر على عمل مُعين، وأن الحياة بلا عمل لها تأثير سلبي على صحة الإنسان، فهي من المُسببات الرئيسية لعدد من الأمراض حسبما أثبتت الدراسات الحديثه. فيجب على كل أسره أن تغرس في أطفالهم قيمة العمل منذ الصغر. حتى يصبحوا رجالا صالحين منتجين ملتزمين نافعين لنفسهم ووطنهم الغالي مصر. وتحيا مصر
مشاركة :