نحن والفئران جيران ..! | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 9/8/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

نُشرتْ قَبل أيَّام شكوَى في صَحيفة عُكَاظ، للموَاطِن «محمد حسن إبراهيم»، تَحت عنوَان «الفِئرَان تُحوِّل الشَّوارع لجحُور»، يَقول فِيهَا: (بَات انتشَار الفِئرَان في الأحيَاء الشَّعبيّة في جُدَّة، ظَاهرة اعتيَاديّة، يَتعَامَل مَعَها سُكَّان تِلك الأحيَاء؛ دُون خَوف أو حَذَر مِن أنْ تُهدِّد حيَاتهم، أو حيَاة أبنَائهم. المُشكِلَة التي أَضْحَت ظَاهِرة تَستَعصي عَلى الحَل، بَعد أنْ حَوّلت الشَّوارع والأزقّة إلَى جحُور، يَبدو أنَّها أكبَر مِن جهُود الجِهَات المَعنيّة في المُكَافحة، عَلى الرَّغم مِن مُتَابعة الأمَانَة، إلَّا أنَّ تِلك الجهُود لَم تَتمكَّن مِن القَضَاء عَليها، أو حتَّى مُحَاصرتها؛ إذْ أنَّ هَذه الفِئرَان مُتأقلمة؛ مَع المُدَاهمات المُفَاجِئَة والمُكَافحَات، الأَمر الذي يُؤدِّي إلَى تَكاثُرها باستمرَار)..! دَعونا نَقرأ المَسألة قِرَاءة أُخرَى، مُتمثِّلة في عدّة نِقَاط، أوّلها: أنَّنا يَجب أنْ لَا نَغضب كَثيراً مِن الفِئرَان، فهي دَليل نِعمة ورَفَاهية، حَيثُ تَروي كُتب التُّرَاث؛ أنَّ رَجُلاً كَانت لَه حَاجة عِند الإمَام «علي بن أبي طالب» –كرّم الله وَجهه-، فخَجل أنْ يَطلبها أَمَام النَّاس، وبَعد تَردِّد قَال: «يَا أَمير المُؤمنين، أَشكُو إليكَ قِلّة الفِئرَان في بَيتي»، فابتَسم الإمَام «علي»، وهَمَس لأحَد مُعاونيه أنْ يَأخذ الرَّجُل إلَى بَيتِ مَال المُسلمين، ليَأخذ مَا يَحتاج مِن الطَّعَام.. قَال أَحَد الحَاضرين: «ولَكنّه مَا سَألك طَعامًا»؟ فقَال الإمَام «علي»: «أَلَم تَسمعه يَشكو قِلّة الفِئرَان في بَيته، ومَا تَنقص الفِئرَان؛ إلَّا حَيثُ يَنقص الطَّعَام»)..! ثَانياً: يَقول المَثَل: «إذَا غَاب القطّ الْعَبْ يَا فَأر»، مِن هُنَا قَد نَعتبر أنَّ الأمَانَة هي القطّ، والفَأر قَد «أَخَذ رَاحته» كَامِلَة في اللّعب، حِين حَوّل شَوارع وأزقّة جُـدَّة؛ إلَى جحُور ومَسَاكن لَه..! ثَالثاً: لِمَاذا لَا نَعتبر الفَأر شَريكاً لَنَا في التَّنمية والحيَاة، فهو يَسكن مَعنا في المدينَةِ نَفسها، بحَيثُ أصبَحت المدينَة مَا بَين مَسَاكِن لَنَا، وجحُور للفِئرَان، وهَذا اقترَاح جيّد، بحَيثُ نُطبّع العَلاقة مَع الفِئرَان، بِشَرط أنْ لَا «يمون» الفَأر كَثيرًا عَلينَا، لأنَّه في حَالة الميَانَة، سيُخرّب المَدينَة مِن تَحتنَا، ونَحنُ نَعلم جيّداً أنَّ «سدّ مأرب»؛ سَقَط بسَبَب حَفر الفِئرَان..! رَابِعاً: يَبدو أنَّ الفِئرَان عِندنَا لَديها خصوصيّة، لأنَّ كُلّ الفِئرَان تَخاف مِن القطط، إلَّا قطط جُـدَّة، فهي التي تَخاف مِن فِئرَانها، وقَد حَدّثني أَحَد الثُّقاة؛ أنَّه رَأَى فَأرًا عِملَاقًا يُطارد قطّتين في جُـدَّة، وهُمَا تَهربان مَذعورتين..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ أُؤكِّد أنَّ الفِئرَان لَهَا مَزَايَا كَثيرة، لَكن هَذه المسَاحة لَا تَستوعب مَزَايَاها، لِذَلك دَعونا نَنتظر رَدّ الفِئرَان، ومِن ثَمَّ نُكمل الجولَة في كِتَابة أُخْرَى..!!! T: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :