أبرز ما حققه الغرافة هذا الموسم هو عودته للمربع الذهبي في جدول الترتيب العام للدوري، في حين أن بقية نتائجه لم تكن في مستوى التطلعات ولا ترقى إلى طموحات جماهير النادي، خصوصاً بعد التعاقدات المميزة التي أجرتها الإدارة خلال فترة الانتقالات الشتوية. عودة الفريق للمربع مرت دون ضجيج، فكما دخل المربع خرج منه بسهولة بعدما ودع كأس قطر من نصف النهائي على يد الدحيل، وكذلك الأمر في كأس الأمير على يد الريان بحصص ثقيلة.آخر ظهور للغرافة في المربع كان في الموسم الرياضي 2010/2011، أي منذ سبع سنوات كاملة توارى فيها الفريق للخلف مع ظهور عملاقين جديدين في الساحة، فلم يستطع مقاومة مدهما، ولا استطاع تجهيز فريق تنافسي يعوض الراحلين بعدما سيطر على معظم الألقاب في السنوات السابقة. بداية متعثرة بداية الموسم كانت متعثرة من مختلف الجوانب، أبرزها كان إدارياً من خلال التخبط في تسجيل اللاعبين وإنهاء الإجراءات الإدارية المطلوبة، فكانت النتيجة أن المدرب الفرنسي جان فيرنانديز وجد نفسه في ورطة منذ الجولة الأولى من الدوري، عندما علم بحرمانه من الاستعانة بأبرز اللاعبين الذين كان يعول عليهم من خلال اشتغاله معهم طيلة فترة التحضير الصيفية، فكانت النتيجة تعادل مخيب مع الأهلي (1-1). يحسب للمدرب الفرنسي أنه لم ينزل يديه بل ظل يكافح بما توفر لديه من أدوات، خصوصاً وأن التخبط الإداري كانت له تداعيات بسبب التخلي عن السلوفاكي فلاديمير فايس وتعويضه بمهاجم برازيلي دون المستوى، مما جلب غضب الجمهور الغرفاوي على الإدارة التي سارعت لإعادة تسجيل فايس من جديد، قرار اتضح مع الوقت أنه كان صائباً من خلال الدور الجيد للأخير في الشق الهجومي قبل أن يصاب بالرباط الصليبي قبيل فترة الانتقالات الشتوية. نتائج الفريق في القسم الأول من الدوري لم تكن أبداً انعكاساً للمستوى الفني الذي قدمه رغم النقص في بعض المراكز، بدليل أن الفريق وصل قمة النضج في المباراة النهائية لكأس QSL، التي تمكن خلالها الفريق من الفوز على الريان في مواجهة ممتعة، قدم فيها أحسن أداء هذا الموسم، بفضل نجاح المدرب في الوصول بالمجموعة إلى مستوى متقدم من الانسجام. التخلي عن فيرنانديز أحد أبرز القرارات المفاجئة هذا الموسم جاء من إدارة نادي الغرافة التي قررت التخلي عن خدمات المدرب الفرنسي جان فيرنانديز، رغم المجهود الذي بذله مع الفريق في غياب وسائل عمل من قبل لاعبين مؤثرين، خصوصاً وأن أداء الفريق الفني لم يكن بالسوء الذي يبرر الإطاحة به، في الوقت الذي قدمته الإدارة قبل ذلك على أساس أنه يجهز لمشروع بناء فريق مستقبلي يمتد على موسمين. الأغرب من قرار الإطاحة بفرنانديز كان هو معرفة البديل الذي لم يكن سوى التركي بولند أويغون، الذي أقيل قبل سنة من تدريب أم صلال عقب هزيمة تاريخية أمام السد، حيث كان السؤال المطروح حينها هو السبب وراء اللجوء لمدربين لم يحققوا أي إنجاز مع فرقهم، والاستنجاد بهم على حساب مدربين يفوقونهم خبرة وتجربة وحنكة. سنايدر وتريمي ومادبو المدرب التركي بولند أويغون كان محظوظاً بعدما تعاقدت إدارة النادي مع ثلاثة أسماء غيرت شكل الفريق كلياً، ويتعلق الأمر بكل من الهولندي ويسلي سنايدر والإيراني مهدي تريمي وعاصم مادبو لاعب المنتخب القادم من الدحيل. ثلاثي كان يكفي وحده دون الإقدام على تغيير المدرب، فاللاعبون الجدد كانوا هدية ذهبية للتركي بولند تمكن من استغلالها جيداً لبلوغ المربع الذهبي، فيما اعتبر إنجازاً يحسب له. المدرب التركي لم يستثمر تواجد اللاعبين الجدد لتحقيق نتائج أفضل من دخول المربع الذهبي، مظهراً محدودية أفق كبيرة في الجانب التكتيكي كما ظهر في كثير من المباريات. بولند يخلف الوعد إذا كان الشوط الثاني يعتبر شوط المدربين، فقد فشل فيه بولند فشلاً ذريعاً في كثير من المباريات، سواء في الدوري أو دوري أبطال آسيا أو كأس قطر وكأس الأمير، فقد خرج خالي الوفاض منها جميعاً بسوء تدبير تكتيكي واضح وجلي حتى للمدربين المبتدئين. كثير من المباريات التي خسرها الغرافة كانت بسبب فشل المدرب في التعامل مع معطيات فريقه والمنافس على حد سواء في الشوط الثاني، والنتيجة خروجه من دوري الأبطال في وقت كان بإمكانه عبور عقبة الأهلي السعودي والجزيرة الإماراتي بسهولة، كما خسر بنتيجة كبيرة أمام الدحيل في كأس قطر، وكذلك أمام الريان في كأس الأمير. المربع نفسه لم يكن ليصل إليه الفريق لولا تعثر أم صلال أكثر من مرة، وكذا استفادة الفريق من الفوز الإداري على المرخية بعدما خسر أمامه في الملعب. تواضع أداء الفريق في الشوط الثاني من مبارياته بشكل متكرر يعطي قناعة بكون الجهاز الفني بقيادة التركي بولند أويغون لم يكن الخيار الأمثل للفريق في هذه الظروف، بعدما ضيع فرصاً ذهبية لقيادة الفريق لمراكز أفضل، ليس أقلها المشاركة في الدور الثاني من دوري أبطال آسيا. عندما قدم أويغون استقالته مباشرة بعد خسارة آخر مباراة له في الدوري، كان يعلم قبل غيره أن مستقبله مع الفريق غير مضمون، في اعتراف ضمني بأنه أخلف الوعد ولم يعد له من مبررات يقدمها.;
مشاركة :